يبدو أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يسعى إلى زيادة الإنفاق العسكري والأمني ​​في موازنة عام 2023 بطريقة مختلفة، حيث ينوي طلب 813.3 مليار دولار لتعزيز الأمن القومي، بما في ذلك تخصيص 773 مليار دولار لوزارة الدفاع “البنتاغون”، بزيادة قدرها 31 مليار دولار أي بزيادة 4 بالمئة عن ميزانية عام 2022.

كما يبدو أن هذه الزيادة تساعد في تجنب الأزمات الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا والتي تهدد بإبطاء الاقتصاد العالمي.

الميزانية الدفاعية لـ 2023

كشفت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون”، عن ميزانيتها الدفاعية لعام 2023، بقيمة 773 مليار دولار، والتي تضمنت خطة لتوفير الدعم لأوكرانيا في مواجهة روسيا، بالإضافة إلى الرفع من قدرات التصدي للهجمات النووية.

وقدمت إدارة بايدن، إلى الكونغرس، يوم أمس، طلبا للموافقة على ميزانية للسنة المالية المقترحة لعام 2023، بقيمة 813.3 مليار دولار للدفاع الوطني.

بدوره، أشار وزير الدفاع، لويد أوستن، في بيان إلى أنه “في بيئة أمنية ديناميكية ومتطورة، يظل وجود جيش أميركي قوي وقادر على التكيف ركيزة أساسية للأمن القومي للولايات المتحدة. توفر ميزانية الدفاع للعام المالي 2023 الموارد اللازمة للحفاظ على الردع الأميركي وتعزيزه، وتعزيز مصالحنا الوطنية الحيوية”، بحسب وسائل الإعلام.

كما ويتضمن مقترح الميزانية الجديدة أموالا لمساعدة أوكرانيا في حربها ضد روسيا، واستثمارات جديدة في الطائرات العسكرية وأنظمة الردع النووي بالإضافة إلى تمويل كافٍ لمواجهة “التهديدات المستمرة بما في ذلك تلك التي تشكلها كوريا الشمالية وإيران والمنظمات المتطرفة العنيفة”، بحسب البيان.

وإذا ما تمت الموافقة  من قبل “الكونغرس” علي الميزانية الدفاعية الجديدة، سيخصص منها 56.5 مليار دولار للأنظمة والقوة الجوية.

وأكثر من 40 مليارا للقوات البحرية، تتضمن تسع سفن حربية، وقرابة 12.6 مليار دولار لتحديث مركبات الجيش وقوات المشاة البحرية “المارينز”.

وسيذهب أكثر من 130.1 مليار دولار للأبحاث والتطوير، “وهي الأعلى تاريخيا، لأننا ندرك أهمية تشذيب استعداداتنا بالتكنولوجيا المتقدمة والإلكترونية والفضائية والذكاء الاصطناعي”، بحسب البيان من قبل وزارة الدفاع الأمريكية.

كذلك، شددت الوزارة الأمريكية على “أهمية هذه الميزانية التي تمول تحديث القطاعات الثلاثة من الثلاثي النووي للحرص على التأكد من مواكبتنا ردعا نوويا آمنا ومتينا وفعالا”، كما والميزانية تضم 3 مليارات دولار لمواجهة التحديات التي يفرضها التغير المناخي، وذلك من خلال دعم متانة المعدات.

من جانبه، طالب أوستن، من “الكونغرس” دعم وزارته في تخصيص 479 مليون دولار “لأحد أهم ممتلكاتنا القيّمة، أفرادنا”، وذلك من خلال تطبيق التوصيات التي عمدت الهيئة المستقلة للتقييم حول الاعتداءات الجنسية داخل صفوف القوات المسلحة الأميركية، بالإضافة إلى زيادة في رواتب الموظفين المدنيين والعسكريين بنسبة 4.6 في المئة، بهدف مواجهة التحديات الاقتصادية الحالية.

قد يهمك: دعم أميركي جديد لمواجهة الغزو الروسي لأوكرانيا

أهم النقاط ومواجهة الصين وروسيا

وأشارت الوزارة إلى أن الميزانية ستوزع عبر ثلاثة محاور، وهو الردع المتكامل: أي العمل عبر مجالات القتال ومحاكاة سيناريوهات القتال وأطياف الصراع، والشبكة الأميركية من التحالفات والشراكات.

والمحور الثاني، الحملات: وهو إجراء المبادرات العسكرية الهادفة إلى النهوض بالأولويات المحددة جيدا والمتوافقة مع الاستراتيجية.

أما الثالث، بناء المزايا الدائمة: تحديث القوة المشتركة لجعل أنظمتها الداعمة أكثر مرونة وسرعة في مواجهة التهديدات التي تتراوح من المنافسين إلى آثار تغير المناخ.

وأضاف بيان الوزارة الأمريكية أن “الميزانية الرئاسية للسنة المالية لوزارة الدفاع تسمح بتطوير وشراء وتحديث القدرات لضمان قوات ذات مصداقية قتالية في جميع المجالات لمواجهة التحدي الخطير من جمهورية الصين الشعبية والتصدي للتهديدات الحادة من روسيا”.

وأشارت الوزارة إلى أن الميزانية ستخصص لتحديث المؤسسة النووية لإعادة رسم جميع الأرجل الثلاث للثالوث النووي 34.4 مليار دولار، وتشمل هذه الاستثمارات، غواصة للصواريخ الباليستية من فئة كولومبيا 6.3 مليار وطائرة مقاتلة من طراز “B-21” طويلة المدى 5 مليار دولار، والردع الاستراتيجي الأرضي 3.6 مليار دولار والصواريخ بعيدة المدى 1مليار دولار.

وأضافت الوزارة أن أوكرانيا ضمن محور “الحملات”، حيث تخصص USEUCOM القيادة العسكرية الأميركية في أوروبا 4.2 مليار دولار لـ “مبادرة الردع الأوروبية”، والتي تتضمن 300 مليون دولار لمساعدة أوكرانيا ودعم برامج التعاون الأمني مع ‘USEUCOM’ في المناطق التابعة لمسؤوليتها، وفقا لوسائل الإعلام.

ضرائب على الأسر الثرية

وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض إن “الميزانية التي تقدم بها الرئيس بايدن تعكس 3 قيم مهمة؛ وهي المسؤولية المالية، والسلامة والأمن في الداخل والخارج، والالتزام ببناء أميركا أفضل”، وفقا لتقارير صحفية.  وكان 40 مشرعا، بقيادة النائب الجمهوري مايك روجرز والسيناتور الجمهوري جيم انهوف، قد طالبوا بايدن بزيادة الإنفاق العسكري بنسبة 5 في المائة، كما طالبوا بتعزيز الأمن السيبراني والقوات البحرية وقوات الحماية.

ومن جانبه، اقترح بايدن أن تتضمن الميزانية فرض ضرائب جديدة على الأميركيين الأكثر ثراء، وهي ضريبة دخل على المليارديرات عبر فرض ضريبة 20 في المائة على الأسر التي يزيد دخلها على 100 مليون دولار سنويا، وهو ما يستهدف نحو 700 من أغنى الأسر الأميركية، وفقا لوكالة “بلومبرغ” الأمريكية.

يشار إلى أنه يحدد اقتراح الميزانية الذي قدمه بايدن للسنة المالية التي تبدأ في الأول من تشرين الأول/أكتوبر أولويات إدارته، لكن الكونغرس لديه السلطة في اتخاذ القرارات النهائية حول الميزانية. وقد يكون هذا الاقتراح هو آخر دفعة من الأجندة التشريعية للرئيس بايدن.

قد يهمك: “فريق النمر” الأميركي لأوكرانيا.. تصعيد جديد ضد روسيا؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.