سارة العمر – الحل السوري

خيمة متواضعة فرشت أرضها بالحصير وبعض فرشات من الإسفنج، هي العيادة التي يلجأ إليها سكان مخيم #الرقبان بالرغم من كونها خالية تماماً من المعدات الطبية والأدوية.

يقع (المخيم إن صحت تسميته إذ تنعدم فيه المياه الصالحة للشرب ودورات المياه والرعاية طبية)، في منطقة صحراوية على الجانب السوري من الحدود الأردنية – السورية، ويصل عدد سكانه إلى 45 ألف #نازح، تصل نسبة الأطفال إلى 60 الى 70 %، ويعيشون في ظروف جوية وأمنية ومادية قاسية.

يقول شكري وهو ممرض يشرف على هذه العيادة ” لاأطباء في هذا المخيم، أنا وعدد من الممرضين نشرف على علاج جميع الحالات الطبية من أبسطها إلى أعقدها”، مضيفاً “يشرب الأطفال مياه غير صالحة للشرب، وهي مياه تجمع الأمطار بالصحراء أو الآبار العشوائية الموجودة، لذا تحدث حالات التسمم وينتشر الإسهال بين 75% من الأطفال، ومنذ شهر تقريباً انتشر مرض التهاب الكبد الوبائي (اليرقان) بين الاطفال بشكل كبير وبين الكبارأيضاً، الإسهالات أدت الى وفاة 40 طفل منذ شهرين إلى اليوم، واليرقان أدى إلى وفاة 15 طفلاً لليوم”.

ويعود ارتفاع نسب الوفيات بسبب الإسهال والتهاب الكبد إلى عدم توفر إمكانيات العلاج في المخيم، فمصدر الأدوية الوحيد هي الأدوية المهربة من مناطق سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وتباع في المخيم بأسعار خيالية، لذا يعجز الأهالي عن تأمين الدواء لأطفالهم في ظل عدم وجود أي دخل مادي للأسر النازحة هناك، حسب المصدر ذاته.

ويوضح المصدر “كيس السيروم يصل ثمنه الى 3500 ليرة، و إبرة الالتهاب روسفلكس ثمنها 750 ليرة، أسعار الأدوية مضروبة بعشرة، وفي أغلب الأحيان يضطر الأهالي لبيع ثيابهم أو خيمهم لتأمين ثمن العلاج لأطفالهم”، لافتاً لإصابة “حالة واحدة على الأقل يومياً بلدغات #العقارب، وفي أيام العواصف الرملية التي تهب على المخيم ترتفع إلى 10 حالات، لأن العقارب تأتي محمولة مع العواصف الرملية”.

ويضيف “منذ يومين استقبلنا حالات تسمم لعائلة كاملة مؤلفة من 13 طفل وسيدة، وهذه ليست أول عائلة، بسبب تناول مواد غذائية فاسدة، وهي معلبات فسدت بسبب الجو الحار وبسبب سوء التخزين، فأرخص طعام هنا هو المعلبات؛ ومصدرها المساعدات الغذائية التي وزعت قديماً في المخيم والتي تأتي من مناطق أخرى وتباع في المخيم؛ فول أو حمص وجميعها تخزن وتباع في هذا الجو الصحراوي الحار”.

“في هذا المخيم لا يوجد أي منظمة إغاثية تقدم المساعدات أو تتواصل مع أهالي المخيم، ويترك أكثر من 45 ألف نازح يعيشون فيه لمواجهة مصيرهم، يوضح شكري “لا يسمح للمنظمات بالوصول إلى المخيم من إلا من خلال #الحدود_الأردنية، لذا يتواصلون معها حصراً، آخر دفعة مساعدات وصلت منذ نحو ثلاثة أسابيع، عن طريق الجيش الأردني، أرز وعدس وبرغل وتمر”.

من جانبها، قالت منظمة #أطباء_بلا_حدود إنها “تسعى جاهدة لدخول المخيم إلا انها تصطدم  بالوضع الأمني والتراخي في فتح الحدود عند القيام بالأنشطة الإنسانية، وتصف #ناتالي_ثيرتل هي طبيبة طوارئ تعمل مع منظمة أطباء بلا حدود حال أهالي المخيم بأنهم عالقون بين الحياة والموت، وبأنهم غير موجودين لا في العالم الذي غادروه ولا في العالم الذي هربوا إليه”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.