بدأت ميليشيا “حزب الله” اللبناني، مؤخرا بحملة استفزاز جديدة للأهالي ضمن مناطق سيطرتها في مدينة دير الزور شرقي سوريا، من خلال الاستيلاء على منازل أصحابها نزحوا عنها، في حي “هرابش” المتاخم للمطار العسكري، خلال الأيام القليلة الماضية، لتحولها إلى مقرات ومستودعات لوجستية خاصة بعناصرها.

مصادر محلية أفادت لـ “الحل نت” أن “الميليشيا آنفة الذكر، استولت على ثلاث منازل محاذية لمقرهم الكائن في مركز الموارد المائية في الحي، جاء ذلك بعد يومين من استيلائها على خمسة منازل قريبة من مساكن الضباط القديمة في الحي ذاته، مبررة ذلك، بموافقة أصحاب المنازل على ذلك”.

سلب ممتلكات المدنيين بدون سبب

محمد العبيد، أحد أصحاب المنازل المستولى عليها، نازح في مدينة الباب، يقول لـ “الحل نت” إنه “علم بمصادرة منزله، من أحد أقاربه المتواجدين في المدينة، وأنه قد تم الاستيلاء عليه وتحويله لمقر عسكري، بدون موافقته، وأن ما يتم تداوله من أنباء تقوم ميليشيا الحزب بنشرها، عن موافقتنا لهم بأخذ المنازل، عار عن الصحة”.

مضيفا أن أحد “سماسرة “حزب الله” في الحي تواصل معه قبل شهرين، في محاولة منه إقناعه ببيع المنزل لهم، وإلا سيتم أخذه عنوة، إلا أنه رفض ذلك”.

أم مراد، نازحة في مدينة الباب، استولت ميليشيا الحزب على منزلها في حي “هرابش” أيضا، تقول لـ “الحل نت” إن “الميليشيا استولت على منزلها بحجة أن زوجها أحد عناصر “الجيش الوطني” الموالي لتركيا، وقاموا بتحويله إلى مستودع للذخيرة، كما قاموا بإخبار أقارب زوجها في المنطقة، أننا قمنا ببيع المنزل لأحد عناصرهم، وهذا الأمر لم يحدث مطلقا”، كما أشارت إلى أن “زوجها ليس عنصر في “الجيش الوطني” ولا يتبع لأي جهة، وإنما سائق سيارة، يعمل في توزيع أسطوانات الغاز في المدينة ونواحيها”.

ياسر الحمود، أحد أصحاب المنازل المستولى عليها ومقيم في الرقة، يقول لـ “الحل نت”، إن “عناصر الحزب، قاموا بإخراج مستأجرين من منزله، والاستيلاء عليه، بدون موافقته، وبدون أي سبب”، مشيرا إلى أن “ما يأخذه من أجار منزله، كان يدفعه للمنزل الذي يقيم فيه الآن، ما يزيد العبء عليه، في ظل شح فرص العمل وارتفاع الأسعار مع إقبال شهر رمضان”.

ليست جديدة

الصحفي عهد الصليبي، يقول لـ “الحل نت” إن “عمليات الاستيلاء على منازل المدنيين النازحين من قبل ميليشيات إيران وبقية الميليشيات الموالية لها، إلى جانب الميليشيات المحلية الموالية لـ “الجيش السوري”، ليس بالأمر الجديد، حيث حولت عموم الميليشيات منازل وممتلكات المدنيين إلى مقرات عسكرية ومستودعات لأسلحة، وقسم منها قامت بتحويله مكانا لإقامة عائلات القادة والعناصر لأجانب”.

ولفت المتحدث أن “بعض أصحاب المنازل المستولى عليها، قاموا بتأجير منازلهم بعد نزوحهم، إلا أن ذلك لم يمنع الميليشيات من طرد المستأجرين من المنازل والاستيلاء عليها”.

وتسببت سنوات الحرب التي عاشتها معظم مناطق دير الزور، إلى جانب تعدد وتعاقب القوى العسكريّة عليها، بخلو آلاف المنازل من أصحابها، واستيلاء عناصر من “الجيش السوري” والميليشيات الموالية لها، على عدد كبير منها تحت ذرائع مختلفة أبرزها العمل في صفوف المعارضة.

وبدأت فترة استغلال المنازل الفارغة من أصحابها، مع سيطرة القوات الحكومية والميليشيات الإيرانية على مساحات واسعة من المحافظة في 2017، وتوسعت هذه العمليات لتشمل مدينتي الميادين والبوكمال وأريافهما.

ويسيطر “الحرس الثوري” الإيراني وبقية الميليشيات التابعة له على عموم مدينة البوكمال وأجزاء كبيرة من مدينة الميادين.

وتتقاسم الحكومة السوريّة والميليشيات الإيرانية من جهة وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) من جهة أخرى، السيطرة العسكرية على الجزء الشرقي من المحافظة، فيما يعتبر نهر الفرات الخط الفاصل بين مناطق سيطرتهما.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.