ترميم بوابات بغداد: كيف باتت مداخل العاصمة طرقاً للموت والفساد؟

ترميم بوابات بغداد: كيف باتت مداخل العاصمة طرقاً للموت والفساد؟

ترميم بوابات بغداد أحد أهم المشاريع التي سعت إليها الحكومة العراقية في السنوات الماضية. ومن المعروف أن العاصمة بغداد كان لها عدة أبواب على أسوارها التاريخية، منها ما يعود تاريخ إنشائه إلى العصر العباسي. ولكن بمرور السنوات تحولت البوابات، والمناطق المحيطة بها، إلى شوارع مخيفة، غارقة في الأتربة والنفايات، كما باتت مناطق للسكن العشوائي.

 وخصصت موازنة عام 2010 مئتي مليار دينار عراقي لترميم بوابات بغداد الأربع (الجنوبية المؤدية إلى محافظة كربلاء؛ الشمالية باتجاه محافظة ديالى؛ الغربية باتجاه الأنبار والفلوجة؛ وبوابة الكاظمية باتجاه التاجي). ورغم مرور اثني عشر عاما على تخصيص هذا المبلغ الكبير ما تزال بوابات بغداد على حالها. الأمر الذي أدى لكثير من الحوادث المرورية على مداخل المدينة. فأين ذهبت المليارات المخصصة لترميم البوابات؟

بوابات بغداد تحولت إلى “طرق الموت”

“بسبب سوء الطرق في منطقة التاجي، القريبة من بوابة بغداد-مدخل الشعب، وقع حادث سير أودى بحياة أسرة بأكملها”، كما تروي أسلاف لموقع “الحل نت”، وهي أحد سكان المنطقة، في إفادتها عن ترميم بوابات بغداد.

وتبين أسلاف أن “مدخل الشعب، وهو من أهم بوابات بغداد، يعاني من الإهمال منذ سنوات. فهو مليء بالنفايات والحفريات وأعمال الصيانة، التي لم تكتمل حتى الآن، ولا نعلم متى ستكتمل”. محملة المسؤولية للحكومة العراقية، لأن “تقصيرها هو المسؤول عن الأرواح، التي تزهق كل يوم في حوادث السير بالمنطقة”، حسب تعبيرها.

بدوره يقول أبو محمد لموقع “الحل نت”، وهو من سكان منطقة قريبة من إحدى بوابات بغداد، إن “مداخل العاصمة في حالة يرثى لها، تحديدا طريق بغداد-كركوك، الذي يسمى بطريق الموت، لكثرة حوادث السير التي تحدث عليه، والتي أدت لوفاة كثيرين. وكل الأحاديث عن ترميم بوابات بغداد غير حقيقية، رغم أننا ندفع ضرائب ورسوما مخصصة لأعمال الترميم”.

أين ذهبت المليارات المخصصة لترميم بوابات بغداد؟

جاسم البخاتي، العضو السابق في لجنة الخدمات النيابية، يكشف لـ”الحل نت” أن “مجموع التخصيصات المالية، التي رصدتها الموازنات العراقية بين عامي 2010 و2012، لترميم بوابات بغداد، وتشييد أربع بوابات على مداخل العاصمة، بلغت مئتي مليار دينار عراقي. لكل بوابة خمسين مليار. وأحيلت الأموال إلى شركات خاصة بنظام الإحالة التعاقدية، وليس بالدعوة المباشرة”.

البخاتي يضيف: “رغم هذا فلا تزال بوابات بغداد عبارة عن هياكل مشوهة، لا تليق بمداخل عاصمة بلد عريق مثل العراق. وأعمال الصيانة والتأهيل لم تنجز بعد، ولا يبدو أنها ستنجز في وقت قريب”.

مقالات قد تهمك: لجنة أبو رغيف: لماذا ألغت المحكمة الاتحادية أحد أهم أجهزة مكافحة الفساد في العراق؟

كيف يبرر المسؤولون العراقيون تعثر مشاريع الترميم؟

موقع “الحل نت” تواصل مع السيد حسين جاسم كاظم، مدير عام دائرة الطرق والجسور، لسؤاله عن أسباب تعثر مشاريع ترميم بوابات بغداد، ومصير الأموال المخصصة لها، فأجاب: “تم تقسيم مداخل بغداد بين دائرة الطرق والجسور وأمانة العاصمة بغداد، من أجل العمل والمباشرة بتنفيذ مشاريع ترميم بوابات بغداد، لتكون لائقة باسم العاصمة”.

ويتابع كاظم بالقول: “القسم التابع لدائرتنا هو مدخلا بسمايت والحسينية، أما التاجي وحلة بغداد وديالى القديمة والفلوجة فهي تابعة لأمانة بغداد. وباشرت فرقنا العمل من أجل توسيع الشوارع، وبناء جسر للمشاة، وتوفير إضاءة للطرق، فضلا عن إنشاء بعض الطرق الخدمية”.

مبينا أن “هذه المشاريع، التي يتذمر كثيرون منها، من المحتمل أن تنتهي في منتصف العام القادم. بعد التنسيق مع أمانة بغداد، لرفع التجاوزات والعشوائيات المنتشرة بصورة كبيرة عند بوابات بغداد، ومنها منازل اللاجئين ومحطات الوقود وغيرها”.

فلاح الجزائري، محافظ بغداد السابق، بيّن لـ” الحل نت” أن “أمانة العاصمة بغداد لا تمتلك خطة لتحسين الخدمات وترميم بوابات بغداد، التي تعاني من الإهمال، ولا تليق بالعاصمة”.

ويعزو الجزائري سبب ذلك إلى “غياب الرقابة الحقيقية على مستوى الأداء التنفيذي في بغداد، فضلا عن زيادة العشوائيات، التي يقيمها النازحون واللاجئون، والتي يصل عددها إلى ألفين منطقة سكن عشوائي في بغداد وحدها، وهذا أشبه بالقنبلة الموقوتة”، حسب تعبيره.

لافتا إلى أن “أمانة بغداد عاجزة عن القيام بأبسط وظائفها، على الرغم من المبالغ المالية الكبيرة، التي تُخصص لها في موازنة كل عام”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.