يتساءل عموم الناس وصحف ووسائل إعلام مختلفة ومواقع عالمية عن أصل ما تعارف عليه البعض على أنها “كذبة نيسان/أبريل”، وعن قصتها.

حيث بعض الناس حول العالم قديما، بادروا في الأول من نيسان/أبريل بالكذب والخداع على شكل نكت دون أي شعور بالذنب،وذلك حتى أصبحت مناسبة يحتفل بها غالبية سكان العالم، البعض ويفخرون بممارستها.

ولا أحد يستطيع تحديد الأصل الدقيق ليوم “كذبة نيسان/أبريل”، ولكن هناك أمر واحد يتفق عليه الجميع وهو أنه مزحة للأصدقاء والعائلة في الأول من نيسان/أبريل من كل عام.

حيث نجح بعض الأشخاص أو المؤسسات ليس فقط في خداع الأهل والأصدقاء، ولكن أيضا في خداع البلد بأكمله بأكاذيبهم المضحكة التي قاموا بها في هذا اليوم.

أصل “كذبة نيسان/أبريل”

أن هناك العديد من النظريات حول أصل هذه المناسبة الممتعة، بعضها يعود إلى روما القديمة. ويربط بعض المؤرخين بين هذه المناسبة و”هيلاريا” (طقوس دينية رومانية قديمة)، وهو احتفال بنهاية فصل الشتاء في روما القديمة حيث كان الناس يرتدون ملابس تنكرية، بينما ربطها آخرون بالاعتدال الربيعي والطقس القاسي الذي يأتي في بداية الربيع، وفقا لتقارير صحفية غربية.

وعلى عكس عيد “الهالوين”، فإن يوم “كذبة نيسان/أبريل” له اشتقاق غير مؤكد نسبيا. وتتنوع القصص المتعلقة ببدايته، من عطلة مذكورة في حكايات كانتربري لشوسر في عام  1392إلى ذكر عبارة “Poisson d’avril (كذبة نيسان/أبريل، وحرفيا سمكة نيسان/أبريل)” للشاعر الفرنسي إيلوي داميرفال في عام 1508.

ولم يظهر أول ذكر مؤكد للمناسبة باللغة الإنجليزية حتى عام 1686 على الرغم من أنه من المحتمل أن يتم الاحتفال باليوم نفسه قبل بضع سنوات.

تشير التفسيرات الأكثر منطقية لأصل هذا اليوم هو القصة التي تفيد بأن بعض البلدان اعتمدت التقويم الغريغوري في وقت أبكر من غيرها، وبالتالي احتفلت بالعام الجديد في 1 كانون الثاني/يناير بدلا من 25 آذار/مارس وفقا للتقويم السابق.


أما وفقا للتقويم القديم، تنتهي الاحتفالات برأس السنة في الأول من نيسان/أبريل. وتقول القصة إن الأشخاص غير الفرنسيين “الأقل تحضرا في تلك الحقبة” الذين استمروا في الاحتفال بالتقويم القديم كانوا يتعرضون للسخرية ويعتبرون حمقى ولذلك، أطلق عليهم عبارة “poisson d’avril” باللغة الفرنسية العامية والتي تترجم إلى “كذبة نيسان/أبريل” اليوم.

وبغض النظر عن الأصل الدقيق ليوم “كذبة نيسان/أبريل”، لسبب ما، بدا أن المجتمع الأمريكي وأوروبا الشمالية بحاجة للاحتفال بالحمقى مع بداية الربيع، وفقا لتقرير لـ “فوربس” الأمريكية.

قد يهمك: بدء العمل بالتوقيت الصيفي في سوريا.. متى تم استخدامه وما علاقة ألمانيا؟

أبرز وأطرف خدع “كذبة نيسان/أبريل في التاريخ

ما أن أصبح يوم “كذبة نيسان/أبريل” جزءا من التقويم الشعبي، تناوله الأمريكيون الشماليون والبريطانيون بشغف، ما أدى إلى ظهور العديد من التعبيرات المرتبطة بهذا اليوم.

ويبدو أن “مهمة الأحمق” و”مطاردة الأوز الجامحة” من بين الطقوس الأكثر شيوعا التي تم القيام بها خلال “كذبة نيسان/أبريل” في أواخر القرن الثامن عشر، وفقا لـ “فوربس”.

وجمع القرن العشرين بين الاتصال الجماهيري والمزاح الأكثر تطورا وأدى إلى بعض النكات البارزة في يوم “كذبة نيسان/أبريل”.

وفي عام 1957، بثت شبكة “بي بي سي” البريطانية، قصة عن أشجار تثمر معكرونة “سباغيتي” في سويسرا، ما دفع المشاهدين إلى الاستفسار من المذيع حول معلومات بشأن كيفية الحصول على شتلات وبذور نبتة “السباغيتي”، فقيل لهم أن يغرسوا بعض قطع “السباغيتي” في علبة تحتوي شرائح طماطم، وينتظروا النتيجة. ومن ثم اضطرت الشبكة للتوضيح في نشرة أخبار اليوم التالي بعدم صحة المعلومات التي وردت في الوثائقي.

كذلك، نشر برنامج إخباري سويسري قصة مبادرة لتنظيف جبال الألب، سببت استياء المشاهدين. وفي عام 1989، عرض برنامج كوميدي أخبارا مزيفة تعلن عن انهيار برج “سبيس نيدل” (أحد المعالم البارزة لشمال غرب المحيط الهادي، ويعد رمزا لمدينة سياتل الأمريكية بواشنطن)، ووقع تصديق المسرحية الهزلية على نطاق واسع وتطلب الأمر اعتذارا على الهواء بعد ذلك بوقت قصير.

في عام 1976 أعلن الفيزيائي البارز باتريك مور في إذاعة “بي بي سي راديو 2” أننا في الساعة 9:47 صباحا سنشعر بما وصفه بـ “تأثير جاذبية مزدوج من كوكبي زحل وبلوتو”.

وأضاف إنه في لحظة معينة سيصطف الكوكبان في خط واحد وستصبح الجاذبية على الأرض أضعف، فإذا قفزت في الهواء في التوقيت الصحيح، فإنك تقريبا ستطفو في الهواء.

بالطبع لم يكن لهذا الإعلان أي علاقة بالعلم، ولكن وقع الكثيرون “ضحية هذه الخدعة” وظل بعضهم يتداولها بوصفها حقيقة علمية.

بالإضافة إلى بعض المواقف المضحكة، كانت هناك أحداث مؤلمة حدثت بسبب هذه المناسبة، وأشهرها امرأة إنكليزية تصرخ وتطلب المساعدة من أعلى شرفة مطبخها بسبب اندلاع حريق في الداخل، ولكن من دون جدوى، حيث اعتقد الناس أنها كذبة لأنها كانت تطلب المساعدة في اليوم الأول من نيسان/أبريل، والعديد من الأمثلة التي لا حصر لها.

كما وأرسلت شركات مثل “ميكروسوفت” و”غوغل” مذكرات شاملة تشير إلى عدم المشاركة سواء بشكل رسمي أو غير رسمي في مقراتها أو في وسائل التواصل الاجتماعي المرتبطة باسم هذه الشركات.

وقال كريس كابوسيلا، رئيس التسويق في “ميكروسوفت”: “تخبرنا البيانات أن هذه الأعمال المثيرة لها تأثير إيجابي محدود ويمكن أن تؤدي في الواقع إلى دورات إخبارية غير مرغوب فيها”.

عدم احتفال بعض الدول

الأول يوم من نيسان/أبريل أصبح يوما يباح فيه الكذب بأنحاء العالم إلا كل من إسبانيا وألمانيا، وذلك لارتباطه بيوم مقدس دينيا في الأولى، ولكونه يتعارض مع يوم ميلاد الزعيم الألماني المعروف “بسمارك” في الثانية.

بينما يرى آخرون أن ثمة علاقة بين الكذب في أول نيسان/أبريل وبين عيد هولي المعروف في الهند والذي يحتفل به الهندوس يوم 31 آذار/مارس من كل عام، حيث يقوم بعض ‏البسطاء بمهام كاذبة لمجرد اللهو والدعاية، ولا يكشف عن حقيقة أكاذيبهم هذه إلا مساء اليوم الأول من أبريل/نيسان.

قد يهمك: أيام الحُسُوم في آذار.. تعرفوا عليها

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.