الكاظمي يتحدّث عن هيبة الدولة العراقية “المهزوزة”!

الكاظمي يتحدّث عن هيبة الدولة العراقية “المهزوزة”!

في زيارة له إلى وزارة الداخلية في بغداد، الأحد، تحدّث رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي عن كل ما يخص الأمن، لكن اللافت من حديثه هو التركيز على “هيبة الدولة”. هيبة الدولة التي يصفها الشارع العراقي بـ “المفقودة” و”المهزوزة”.

“لقد مرّت هيبة الدولة مع الأسف الشديد في أحداث وظروف اجتماعية وسياسية، كلها انعكست على رؤية المواطن للدولة، بالإضافة إلى وجود أزمة أخلاقية في التعامل مع المعلومات والتكنولوجيا”.

بتلك الكلمات تحدّث الكاظمي عن هيبة الدولة العراقية، وبحسب الجمل أعلاه، فإن السياسة وخلافات زعماء العملية السياسية هي من تقف وراء ضعف هيبة الدولة العراقية.

الكاظمي أضاف: “إننا إزاء فرصة حقيقية لترسيخ الأمن، وبالرغم من وجود التحديات، لكن بإمكان جهودنا أن تتحول الى فرصة للنجاح، وهذا يتم فقط عبر الولاء للهوية الوطنية العراقية”.

مثال حقيقي عن التجاوز على هيبة الدولة

وأشار إلى “ملاحظة خروقات فنية وإدارية في بعض الأحيان، والسبب أن الظروف السياسية والاجتماعية في البلاد، تنعكس على الأداء الأمني”، بحسب تعبيره.

وعزّز رئيس الحكومة العراقية كلامه بمثال حقيقي عن اقتحام وحرق مقر “الحزب الديمقراطي الكردستاني” في بغداد، الأسبوع الماضي، عندما حصل أمام أنظار القوات الأمنية المنتشرة عند المقر بمنطقة الكرادة.

بحسب الكاظمي، فإن “ما حدث من إحراق لمقر حزبي في الأسبوع الماضي بينما كانت القوة المكلفة بالواجب تتفرج، هو أمر غير مقبول وستخضع للمحاسبة، وفي الوقت نفسه يتحتم على الحلقات المسؤولة أن تتعاطى مع المعلومات بصورة صحيحة”.

وكانت ميليشيات عراقية تابعة إلى إيران، هاجمت مقر “الديمقراطي” في منطقة الكرادة، الأسبوع المنصرم، وأحرقته وسرقت العديد من الممتلكات الموجودة فيه، وسط أنظار الأمن العراقي.

للقراءة أو الاستماع: إغلاق مقر “الحزب الديمقراطي” في بغداد احتجاجا على “همجية” الميليشيات

وجاء الاعتداء الميليشياوي، كنوع من الرد على تغريدة للناشط نايف كردستاني، التي اعتبرتها الميليشيات تمثل إساءة للمرجع الديني علي السيستاني، وحسبته بأنه ينتمي لـ “الحزب الديمقراطي”.

ماذا قال كردستاني؟

لكن “الديمقراطي”، نفى انتماء كردستاني إلى الحزب، ودان تغريدته، وقال إنه يعبر عن رأيه الشخصي، ثم أعلنت وزارة داخلية إقليم كردستان عن اعتقاله لاحقا.

وكان كردستاني قال في تغريدة عبر “تويتر”: “أنا مع المرجعية العربية من آل البيت (…) ولست مع المرجعية الهندية والفارسية والأفغانية، فهم ليسوا سادة وإن لبسوا العمامات السوداء”.

وبحسب بيان لـ “الحزب الديمقراطي”، فإن الميليشيات “الولائية” أحرقت جميع الأثاث المكتبية والسجلات الخاصة بالمقر، وسرقت بعض المستندات والهويات التي كانت في داخل مكاتب المقر.

وشدّد البيان الذي اطلع عليه “الحل نت” وقتها، على أن “الديمقراطي” لا يمكنه القبول بتلك التجاوزات والإهانات والتصرفات الفوضوية المخالفة للقانون والتي تخل بالنظام المجتمعي العام.

وكنوع من ردة الفعل على ذلك الاعتداء الميليشياوي، أغلق “الحزب الديمقراطي” مقره في العاصمة بغداد، ثم قام بهدم المقر فيما بعد، دون أن يدلي بأية توضيحات حول قرار الهدم.

تجاوز على مقام الكاظمي

ويدخل الاعتداء الميليشياوي على مقر “الحزب الديمقراطي”، في إطار التجاوز على هيبة الدولة العراقية وعدم احترامها، وكررت الميليشيات “الولائية” تلك الاعتداءات والخروقات عشرات المرات بلا رادع حكومي لها.

وتنتشر في العراق وبغداد، نحو 67 ميليشيا عراقية موالية إلى إيران، تنفذ أجندة طهران في البلاد، وتقتل وتُرهب من يخالفها أو ينتقدها، وتمارس عمليات التخريب وحتى “الإجرام”.

للقراءة أو الاستماع: هدم مقر “الحزب الديمقراطي الكردستاني” في بغداد

وكان الكاظمي نفسه تعرض لتجاوز على مقامه كرئيس للحكومة، عندما آمر باعتقال 13 شخصا ينتمون لميليشيا “كتائب حزب الله”، لتورطهم في قصف مطار بغداد واستهداف الوجود الأميركي في العراق في صيف 2021.

إذ وبعد اعتقال العناصر الميليشياوية، اقتحمت الميليشيات المنطقة الخضراء، مقر الحكومة العراقية، وداست بالأقدام على صور الكاظمي، وهدّدته بالتصفية في حال عدم إطلاق سراح زملائهم المعتقلين، وهو ما تم لاحقا برضوخ الحكومة لهم وإطلاق سراح من اعتقلتهم.

ولا تستطيع الأجهزة الأمنية العراقية مواجهة الميليشيات أو الاشتباك معها؛ لأن الميليشيات تقودها شخصيات متنفذة في الحكم وتدير المشهد السياسي العراقي، وبإمكانها إسقاط الحكومة في أي لحظة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة