لا يبدو أن خطوات إتمام صفقة الاتفاق النووي مع إيران ستكون منجزة خلال فترة قريبة. ويبدو أن التوقف الحالي في الملف الإيراني يرجع إلى عدة عوامل، منها مخاوف بعض الدول مثل روسيا والصين، وبعض الشروط الإيرانية الصعبة التي تتعارض مع الرؤية الأميركية حيال دور إيران في المنطقة.

مخاوف روسية-صينية

ورغم أن المسؤولين الروس نفوا دور موسكو في عرقلة مفاوضات فيينا، إلا أن برلماني إيراني يرى وفق ما وصفه بـ “مخاوف روسيا والصين” بعد إحياء الاتفاق النووي.

وأردف البرلماني الإيراني جليل رحيمي، وهو عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، أن “أحد أسباب وقف مفاوضات فيينا هو مخاوف دول مثل روسيا والصين من استبعادها من السوق التجارية الإيرانية، بعد احتمال حل مشكلة طهران مع الدول الغربية “، وفق موقع “إيران إنترناشيونال” في تقرير له اليوم.

وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في آذار/مارس الفائت، أن موسكو قد وضعت شروطا لإحياء الاتفاق النووي وهو بأن لا تتأثر العلاقات الاقتصادية والعسكرية الروسية مع إيران سلبا بالعقوبات الغربية الجديدة المفروضة على روسيا جراء غزوها على أوكرانيا، لكنه لاحقا قال إن هذه المطالب في مجال التعاون النووي وإن موسكو حصلت على ضمانات في هذا الخصوص.

وفي السياق ذاته، تداول وسائل الإعلام عن أن الصين وضعت شرطا مشابها أيضا، لكن الشرط الصيني لم يثر الجدل، مثل شروط موسكو.

قد يهمك: عقوبات أميركية جديدة والرئيس الإيراني عاجز عن الإصلاح

مفاوضات فيينا متوقفة

 صحيفة “نقش اقتصاد” الإيرانية، نشرت اليوم الأحد، تقرير لها تحت عنوان “التعنت الروسي واشتراط شطب الحرس الثوري من قائمة الإرهاب تسببا في وقف المفاوضات النووية”.

حيث أشارت “نقش اقتصاد”، إلى أن المفاوضات النووية الإيرانية في فيينا بعد توقف مسار جولاتها الثمان، ونقلت عن خبراء سياسيين قولهم إن عاملين أساسيين كانا وراء وقف المفاوضات في فيينا، وهما “التعنت الروسي” و”اشتراط إيران شطب الحرس الثوري من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية”.

ووفق تقدير الدبلوماسي السابق والمحلل السياسي، عبد الرضا فرجي راد، للصحيفة الإيرانية أن الإدارة الأميركية تسعى إلى الحصول على ضمانات من جانب إيران لكي تقوم بشطب الحرس الثوري من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، معتقدا أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يسعى لإرضاء إيران من جانب وطمأنة المنتقدين له في الداخل الأميركي من جانب آخر.

https://twitter.com/Free_Syria_Iran/status/1510302775594426370?s=20&t=DI3xMqsXzugKeLKJ0Jglkg

ويرى الباحث في الشأن الإيراني، أحمد ابوريم، حول العوامل التي ستحدد شكل انتهاء المفاوضات مع إيران بشأن الاتفاق النووي، أن الحصار والتضخم الاقتصادي الذي حصل في إيران، نتيجة العقوبات الدولية التي فُرضت عليها، وتكبد الأخيرة خسائر كبيرة، هي التي ستكون عامل الحسم فيما يتصل بطهران، وفق تعبيره في حديث سابق لموقع “الحل نت”.

وتابع “هناك أصوات في إيران، تطالب بعدم الانخراط في الاتفاق النووي، وتعتقد أن بإمكانها الصمود والاستمرار على هذا النحو. لكن هناك احتجاجات شعبية بالمقابل ومؤشرات توحي بأنه إذا استمرت إيران في هذا النهج وإذا لم تتوصل إلى اتفاق نووي، فسيكون هناك انفجار شعبي ضخم”، وفق تعبير الباحث في الشأن الإيراني.

وفي تقدير الباحث الإيراني في تصريح سابق لـ”الحل نت”، “ربما ستتجنب إيران الانفجار الشعبي والضغط الاقتصادي الذي قد يؤدي إلى الانهيار الكامل لإيران، إضافة لأمور أخرى من فساد وعمليات تهريب وغسيل أموال من قبل مسؤولين إيرانيين واتباعهم، وبالتالي ستسعى إيران إلى إتمام الاتفاق النووي بشكل كبير”.

وأردف الباحث الإيراني بأن الاتفاق النووي سيتم، مستعربا، “خاصة بعد سحب روسيا مطالبها الأخيرة من مفاوضات فيينا، فضلا عن تصريحات أمريكا التي توحي بشكل غير مباشر إلى إزالة الحرس الثوري من قائمة التنظيمات الإرهابية الأجنبية، وإطلاق بعض السجناء الأجانب في إيران، وكل هذه المستجدات لا تأتي من فراغ، إنما كلها مؤشرات ومعطيات تفضي بقرب التوصل إلى الاتفاقية النووية الإيرانية”.

ونوّه ابوريم، إلى أنه “ومع التوصل إلى اتفاقية نووية، ورفع العقوبات عن إيران، إلا أنها ستبقي قنواتها المالية السرية مفتوحة وسارية، خوفا من فشل الاتفاق لاحقا وعودة العقوبات الأميركية مرة أخرى”. علما أن طهران تطالب بشطب الحرس الثوري الإيراني من قائمة المنظمات الإرهابية، كما طالبت إيران أميركا بتقديم ضمان بعدم الانسحاب مجددا من الاتفاق النووي، بالإضافة إلى رفع جميع العقوبات عليها.

لكن الإدارة الأمريكية رفضت طلب الضمانات ورفع جميع العقوبات، كما قالت إن شطب الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب مشروط بإغلاق طهران لملف قاسم سليماني، بحسب وسائل إعلام.

قد يهمك: ملفات حساسة تحسم مفاوضات الاتفاق النووي مع إيران؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.