الأسد يتدخل في الانتخابات النيابية اللبنانية.. ما الأسباب؟

الأسد يتدخل في الانتخابات النيابية اللبنانية.. ما الأسباب؟

من المرجح أن تتميز أول انتخابات برلمانية في لبنان بعد الانتفاضة بمستوى استثنائي من الفساد والتلاعب – ما لم يتم التوسط في اتفاق دولي ملزم، مما يسمح للبنانيين بالتصويت بحرية وأمن نسبيين.

وفق صحف لبنانية، عادت الحكومة السورية إلى لبنان، الذي غادرته عام 2005 بعد عقود من الوصاية الأمنية السياسية والتبعية، لكن هذه المرة عبر الانتخابات النيابية المقررة في منتصف أيار/مايو 2022. فقبل الانتخابات، تحاول دمشق تشكيل كتلة برلمانية جديدة خارج شركائها السابقين، مثل “حزب الله” وحركة “أمل” والدروز والجماعات المسيحية، تكون موالية لها وداعمة لأهدافها.

“خدمة لمشروع محور المقاومة”؟

في لقاء تلفزيوني، أمس الأربعاء، أعلن علي حجازي، الأمين العام لـ “حزب البعث” في “لبنان”، انسحابه من الانتخابات النيابية اللبنانية لدعم محور المقاومة وهدفه السياسي. على حد وصفه.

وقال حجازي في حديث لقناة “الجديد” اللبنانية، إن الكثير مما تناقلته وسائل الإعلام بشأن الخلافات والتيارات الحزبية الداخلية كاذب، مؤكدا أنه تم اختياره أمينا عاما للحزب خلال مؤتمر عقد في دمشق، بدعم من الرئيس السوري، بشار الأسد.

وذكر حجازي، أنه ناقش انسحابه من الانتخابات مع الأطراف المتحالفة والقيادة السورية، وأن القرار تم التوصل إليه بسبب الظروف الحالية والظروف التنظيمية لـ “البعث” في لبنان والعمل الذي يتطلبه. ورفض حجازي الرد على الهواء حول سبب تغيير دمشق في رأيها بعد أن دفعته في البداية إلى الترشح، ثم توسلت إليه فيما بعد بالانسحاب لصالح جميل السيد.

وبحسب حجازي، فإن حزب “البعث” قلق من زيادة مشاركة الناخبين لأن المشروع السياسي يتعرض للهجوم بغض النظر عمن يمثله.

وحول سبب عدم ترشيح “حجازي” مع “السيد” على القائمة نفسها، قال “حجازي” إن التقليد يقضي بأن تحتوي منطقة “بعلبك – الهرمل” على مقعد محسوب لـسوريا أو حلفائها، وأن “حزب الله” نتيجة لذلك لن يساهم بمقعد ثان من حصته.

للقراءة أو الاستماع: لبنان.. ما الذي سيحصل بعد انسحاب سعد الحريري من المشهد السياسي؟

وصاية جديدة

وبحسب الحقائق التي أوردتها صحيفة “الاستقلال” اللبنانية، فقد بدأ الموالون لحكومة دمشق في لبنان في توحيد صفوفهم من أجل تشكيل كتلة برلمانية جديدة موالية للأسد وداعمة له.

وخاصة وأن المتحالفين مع “حزب الله” يبحثون عن الأغلبية لصالحهم، وهذا نابع وفقا للصحيفة، من التبعية السياسية والتشديد عليه، وأن الانتماء ليس للبنان بل للتحالف ككل، ممثلا في الحكومة السورية وإيران، والمضي قدما في المشروع الإقليمي بدلا من مراعاة مصالح اللبنانيين.

ويرى مراقبو الشأن اللبناني، أن المرحلة الحالية في لبنان تحتم عليه الابتعاد عن سياسات المحاور التي تهم أكبر داعميها من دول الخليج، وكذلك القلق الأوروبي، وربط تقديم الدعم المالي عبر صندوق النقد الدولي، من خلال تشكيل حكومة ليس بها ثلث معاق كما فعلت الحكومات السابقة.

وهناك نقطة مهمة تبرز على الساحة اللبنانية، تتمثل في خروج البلاد عن وصاية دمشق منذ قرابة ثلاثة عقود، إلى العهد الإيراني، الذي ترى فيه ورقة لمعارضة الخليج ولعب أدوار الضغط من خلاله، ولهذا كان وجود الأسد في لبنان متقطعا في السنوات الأخيرة.

للقراءة أو الاستماع: لبنان تستعيد علاقاتها مع دول الخليج.. ما تأثيره على المنطقة؟

كارثة في الانتخابات اللبنانية

هناك شك متزايد حول ما إذا كانت المؤسسة السياسية القائمة منذ فترة طويلة – تتألف بشكل أساسي من المسؤولين الحكوميين والأحزاب السياسية القديمة ونخب رجال الأعمال – ستسمح بإجراء الاقتراع؛ فقد ترى الجهات الفاعلة الداخلية والخارجية القوية بدرجة كافية أنه من مصلحتها تأجيلها إلى أجل غير مسمى.

ولكن حتى إذا تم إجراء تصويت في الوقت المحدد، فمن المرجح أن تشهد البلاد، في مسارها الحالي، واحدة من أكثر انتخاباتها فوضوية وفسادا وغير شرعية منذ استقلالها في عام 1943. وهذا من بين العديد من النتائج السلبية الأخرى. وفقا لتقرير معهد “كارنيغي للشرق الأوسط”.

وبحسب التقرير، الذي صدر في آذار/مارس الفائت، فإن أحد الأسباب المعطلة للانتخابات، القوى الخارجية التي ربما تكون قد أطلقت الرصاصة القاتلة على رأس الانتخابات اللبنانية.

فعلى الرغم من التقارير التي صدرت على مدى عقود والتوصيات المحددة حول الطرق العديدة التي تحتاج من خلالها الأنظمة الانتخابية في البلاد إلى التحسين، فقد تم استخدام القليل من رأس المال السياسي لمنع زوال هذه المؤسسة الوطنية المهمة.

وعلى سبيل المثال لا الحصر، ما زال الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يرفضان بعناد الالتزام بأي أموال أو دعم موضوعي للجنة المكلفة بالإشراف المستقل على الانتخابات. وفي كلتا الحالتين، ستؤدي عواقب الانتخابات بالتأكيد إلى زعزعة الاستقرار، داخل لبنان وخارجه على حد سواء، مع عواقب طويلة الأمد ومدمرة.

للقراءة أو الاستماع: تضارب التصريحات حول إفلاس لبنان.. كيف ستتأثر سوريا؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة