تتواصل الارتدادات في الشارع السوري على حادثة مقتل الخوري جورج حوش في اللاذقية، وذلك في ظل تشكيك الأهالي في رواية الحكومة السورية التي تحدثت عن أن الخوري هو من أنهى حياته بنفسه.

تشكيك بالرواية الرسمية

وزارة الداخلية قالت في بيان إن “حوش أطلق النار على نفسه من مسدسه الخاص، بسبب ضغوطات نفسية واجتماعية“، في رواية شكك بها أكاديميون وناشطون معتبرين أن ما حصل “جريمة قتل وليس انتحارا“، وكذلك “رسالة ترهيب“.

صفحة فريق جنود المسيح شككت بالرواية الرسمية ورواية ديوان المطرانية التي تحدثت، عن “انتحار” الخوري، ونفت ما جاء في البيانات الرسمية حول أن الخوري كان يعيش ضغوط نفسية ومادية خلال الفترة الأخيرة من حياته.

وقالت الصفحة إن الرواية الرسمية التي تحدثت عن حمل الخوري لمسدس “مريبة“، وطرحت تساؤلات عن سبب حمله للمسدس، لا سيما وأن حادثة مثل هذه لم تحدث عبر التاريخ.

قد يهمك: حين ينتحر رجل الدين في سوريا 

كما نفت تعرضه لأية ضغوط مادية، وذلك بسبب أنه كان يساعد الأهالي في اللاذقية، إضافة إلى إعالته من قبل ابنه الذي يعيش في مدينة دبي الإماراتية.

جريمة قتل؟

وأكدت الصفحة في بيان مساء الجمعة، أن فريق “جنود المسيح” يجمع معلومات عن ما سمتها “جريمة قتل الأب جورج حوش“، متهمة مطران اللاذقية في القداس، بإخفاء المعلومات الكاملة عن الحادثة.

وأكدت أن المطران غير روايته بعد الضغط عليه وسؤاله مرارا عن ما حصل، ليقول إن “جورج حوش لم يكن عليه ضغوطات مادية، بل كانت ضغوط روحية“، كما طلب من جميع الأهالي عدم الحديث حول الحادثة مجددا.

وأشار البيان إلى أن الخوري تعرض لثلاث طلقات، (في البطن والصدر)، مشيرة إلى أنه وبعد الحادثة تم التكتم على القصة، ولم يتم الاتصال بالإسعاف مباشرة.

كذلك لفت البيان إلى أن بعض الأشخاص دخلوا إلى مسرح الجريمة، بواسطة باب صغير جانب الكنسية، وطرحت تساؤلات حول أسباب دفن الخوري قبل وصول إبنه في صباح اليوم التالي، في مدفن الخوارنة.

وحتى لحظة نشر هذا التقرير، لم تتكشف بعد الحقيقة الكاملة حول حادثة مقتل الخوري جورج حوش، والتي أثارت تساؤلات عديد منذ لحظة الإعلان عن الحادثة.

وأصدرت “أبرشية اللاذقية وتوابعها للروم الأرثوذكس” بيانا جاء فيه أن “الخوري جورج رفيق حوش أنهى حياته بإطلاق النار على نفسه داخل كاتدرائية القديس جاورجيوس“.

وأضافت “الأبرشية” في البيان: “قد أتى هذا التصرف المستغرب، نتيجة ضغوطات نفسية واجتماعية متراكمة“.

وكان “الأب جورج” في قرية حلوز بريف إدلب الغربي، قبل أن ينتقل منها إلى مدينة اللاذقية، في أثناء المعارك التي أفضت إلى انسحاب قوات النظام السوري من تلك المنطقة.

وتعد كاتدرائية “القديس جاورجيوس” من أقدم وأكبر الكنائس لطائفة الروم الأرثوذكس في مدينة اللاذقية.

من هو جورج حوش

ولد جورج حوش في مدينة اللاذقية عام 1956، ونشأ في كنيسة “مار الياس” في حي الفاروس، ودرس اللاهوت وجرى ترسيمه “خوريا” في قرية حلوز بريف إدلب الغربي.

تزوج حوش من امرأة من مدينة الغسانية بريف إدلب الغربي، بعد أن جرى ترسيمه لخوري، الأمر الذي أثار السخط عليه باعتبارها مخالفة دينية، ليتم نفيه إلى مدينة حلب، ثم إلى دير “مار جرجس” في مدينة حمص.

عُين حوش بعدها في كنيسة “السيدة العذراء” (الجوزية) بمدينة اللاذقية، ثم كنيسة “البربارة“، وتلاها كنيسة “مار جرجس“، لكن مع تجميد صلاحياته، ومنعه من دخول المطرانية والكنيسة ومن تأدية وممارسة طقوسه الدينية وإشرافه على الكنيسة، أو حتى من تأدية الصلاة.

ويعرف عن الخوري مساعدته للأهالي، ودخوله في مفاوضات لإطلاق سراح معتقلين أو مخطوفين، ويحظى بحاضنة شعبية واسعة من أبناء طائفته.

للقراءة أو الاستماع:  معاقَب دولياً.. “حوت” الاستثمارات في سوريا يهاجم رجال الأعمال بسبب الهجرة

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.