يبدو أن المفاوضات التي دارت على طاولة فيينا حول الاتفاق النووي الإيراني مع القوى الغربية خلال الفترة الماضية، قد لا تفضي إلى اتفاق مع الدول الغربية وإيران، وذلك بخلاف الاعتقاد السائد أن الاتفاق في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة قبل إعلانه.

عوامل مختلفة أدت لوصول الملف النووي إلى مرحلة النهاية، حيث يخضع الملف لمساومات مختلفة بين الروس والغرب من جهة، وبين إيران والغرب، وبين إيران والروس الذين يريدون الاحتفاظ بمصالحهم رغم العقوبات التي فرضت على روسيا نتيجة غزوها لأوكرانيا.

الاتفاق يحتضر

تناولت اليوم، العديد من الصحف الإيرانية الملف النووي الإيراني، والغموض الذي يلفه في الآونة الأخيرة، وأشارت هذه الصحف إلى وجود بعض القضايا الخلافية التي لم يجد المفاوضون حلا لها حتى الآن.

ونقل موقع “إيران انترناشيونال”، عناوين مختلفة تضمنتها الصحف الإيرانية تشير في معظمها إلى أن المفاوضات دخلت في نهايتها تجاه طريق مسدود، فقد عنونت صحيفة “اعتماد” في هذا الإطار، “القفل الأخير الذي لا يفتح”، أما صحيفة “آفتاب يزد” فقد نقلت تحليل وقراءة المحلل السياسي محسن جليلوند، الذي رأى أن الاتفاق النووي لم يعد موجودا عمليا، وأن المفاوضات التي تجري تناقش قضايا أخرى، وأيضا قالت صحيفة “ستاره صبح” إن الاتفاق النووي بات يحتضر وأن إمكانية إحيائه أصبحت ضئيلة.

قد يهمك:مطبات جديدة في مفاوضات الاتفاق النووي الإيراني

صراع داخلي إيراني حول الاتفاق

هناك تياران في إيران يتصارعان حول مفاوضات الملف النووي، تيار يرفض الانخراط في الاتفاق وهم المتشددون والمقربون من المرشد خامنئي، وتيار آخر تمثله الاحتجاجات الشعبية التي تطالب بالإصلاح وتحسين الأوضاع الاقتصادية المتردية.

وقال الباحث في الشأن الإيراني، أحمد ابوريم، لـ”الحل نت” في وقت سابق، حول العوامل التي ستحدد شكل انتهاء المفاوضات مع إيران بشأن الاتفاق النووي، أن الحصار والتضخم الاقتصادي الذي حصل في إيران، نتيجة العقوبات الدولية التي فُرضت عليها، وتكبد الأخيرة خسائر كبيرة، هي التي ستكون عامل الحسم فيما يتصل بطهران.

وأضاف أبو ريم، أن هناك أصوات في إيران، تطالب بعدم الانخراط في الاتفاق النووي، وتعتقد أن بإمكانها الصمود والاستمرار على هذا النحو. لكن هناك احتجاجات شعبية بالمقابل ومؤشرات توحي بأنه إذا استمرت إيران في هذا النهج وإذا لم تتوصل إلى اتفاق نووي، فسيكون هناك انفجار شعبي ضخم.

إقرأ:ملفات حساسة تحسم مفاوضات الاتفاق النووي مع إيران؟

مطبات لا تنتهي

تواجه مفاوضات فيينا العديد من الخلافات والمشكلات التي تؤخر حتى الآن حسم الاتفاق حول الملف النووي الإيراني، والعودة إلى الاتفاق الذي جرى في العام 2015، وتعتبر كل من روسيا وإيران، أبرز المسببين لهذه الخلافات، من خلال طروحاتهم والطلبات والشروط التي يضعونها أمام الغرب لإتمام الاتفاق.

فروسيا تسعى لكسب إيران بأي شكل في المفاوضات النووية، حيث لا ترغب من جهة بنجاح المفاوضات خشية تحول الغرب إلى النفط والغاز الأوكرانيين، ومن جهة ثانية تريد روسيا ضمانات خطية من الولايات المتحدة بألا تؤثر العقوبات المفروضة على روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا على علاقاتها الاقتصادية والنووية مع إيران، وإيران، تضع في كل مرة شروطا مختلفة، لكن معظمها يركز على العقوبات، ورفعها والتعويضات عن سنوات العقوبات الماضية وغير ذلك، حسب متابعة “الحل نت”.

وعلى الرغم من بعض التنازلات التي تحدث الغرب عن إمكانية تقديمها للتوصل للاتفاق، إلا أن الإيرانيين غير جادين في إنجاز الاتفاق، حيث سبق وأن شدد الغرب خلال الفترة الماضية موقفه بشأن إزالة الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب، والذي طالبت به إيران، مطالبا بتقديم إيران التزاما علنيا بخفض التصعيد في المنطقة مقابل إزالة اسم الحرس الثوري من لائحة الإرهاب، كما نقل الموقع عن مصدرين غربيين أن الإيرانيين رفضوا تقديم الالتزام العلني، وفق متابعة “الحل نت”.

قد يهمك:مناكفات إيرانية جديدة في مفاوضات الاتفاق النووي

وبعد ذلك، عاد الغرب و رجح إمكانية رفع اسم “الحرس الثوري الإيراني من قائمة “المنظمات الإرهابية الأجنبية”، مرجحا على لسان مسؤولين غربيين إمكانية اتخاذ قرارات صعبة من أجل إحياء الاتفاق النووي.
ولكن يرى مراقبون، أن الغرب يعلمون أن إيران تعمل على الكثير من المماطلة في المحادثات، وأنها غير مستعدة حتى الآن للعودة إلى الاتفاق النووي، فعودة الاتفاق تتضمن كف إيران يدها عن التدخل في الدول المجاورة، وهذا ما لا تريده طهران.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.