على الرغم من رغبة كل من الغرب والإيرانيين، إتمام الاتفاق النووي، خاصة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، إلا أن هذا الاتفاق يمر بعثرات مختلفة، توقفه أحيانا وتؤخره أحيانا أخرى.

فبين المطالب الإيرانية المتشددة برفع كامل العقوبات ودفع تعويضات عن فترة العقوبات، وبين الضمانات التي تطلبها موسكوبأن العقوبات الجديدة التي تطول موسكو لن تؤثر على تعاونها مع طهران، وذلك على خلفية الأنباء المتزايدة عن قرب التوصل لاتفاق نووي مع إيران، ينقذ اتفاق عام 2015، والتهديدات الإسرائيلية باستهداف العمق الإيراني، يرواح هذا الملف دون أن يتم حسمه.

تصعيد إسرائيلي مستمر

تعتبر إسرائيل، ان إيران تشكل أكبر تهديد في المنطقة يمس وجودها، خاصة مع الحديث الإيراني الدائم عن إزالة إسرائيل، وقيام إيران بدعم التنظيمات المناوئة لإسرائيل، لكن في الحقيقة فإن أكثر ما يؤرق ساسة تل أبيب هو الملف النووي الإيراني، الذي تحاول إسرائيل وقفه بشتى الوسائل الممكنة.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، خلال مؤتمر ميونخ للأمن الذي عقد في 20 شباط/فبراير الماضي،” إذا تقرر استخدام القوة للحفاظ على أمننا، فلن نتردد وسنتحرك في أي وقت ومكان لضمان أمن إسرائيل”، في إشارة منه إلى التهديد الإيراني.

وأوضح غانتس حينها أن التهديد الإيراني لا يقتصر على البرنامج النووي، مشيرا إلى أنشطة فيلق القدس التابع للحرس الثوري في العراق ودول المنطقة، قائلا،” سنستخدم القوة” في أي وقت ومكان “عند الضرورة” لحماية أمن إسرائيل”، مؤكدا على ضرورة اتخاذ كافة الإجراءات لمنع تطوير البرنامج النووي وبرنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية، حسب متابعة “الحل نت”.

وفي هذا السياق، تستمر إسرائيل باستهداف القواعد الإيرانية في سوريا دون انقطاع، وتسببت هذه الاستهدافات خلال الفترة الماضية بسقوط عدد من القتلى في صفوف الحرس الثوري الإيراني، والميليشيات الإيرانية على الأراضي السورية.

وفي آخر تحذير إيراني على الهجمات الإسرائيلية، قال القائد العام للحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي،”جاهزون للرد على أي اعتداء، ولن نسمح باستهداف أمن إيران واستقرارها”، مضيفا أن، إيران لا تشيع ضحاياها فقط، بل تنتقم لهم كذلك، وأشار إلى أنه إذا أقدمت إسرائيل على أي عمل جديد، فعليها تحمل ضربات صاروخية أخرى في إشارة منه لاستهداف تواجد إسرائيلي في كردستان العراق مؤخرا، ومؤكدا أن إيران لن تسمح لأي جهة بتهديد أمنها واستقرارها، بحسب تقارير صحفية.

قد يهمك:مفاوضات الملف النووي الإيراني: لماذا تسعى موسكو إلى عرقلة الاتفاق مع حلفائها الإيرانيين؟

إسرائيل لا ترغب بإتمام الاتفاق النووي

يهدد المسؤولون الإسرائيليون باستمرار بأنهم سيردون على الاتفاق النووي، سواء تم هذا الاتفاق أم لا، حيث أن إسرائيل تنتظر نهاية مفاوضات فيينا، للإطلاع على نتائجها وعلى الاتفاق الذي سينتج عنها، حيث يرى مراقبون أن إسرائيل ستحدد تعاملها مع إبران بناء على الاتفاق المرتقب، حسب متابعة “الحل نت”.

وكان الخبير العسكري، ابراهيم الجباوي، قال في وقت سابق لموقع “الحل نت”، أن مسألة استهداف الجغرافيا الإيرانية من قبل إسرائيل، مرتبطة بنتائج مفاوضات فيينا، والاتفاق النووي الجديد، والذي في الغالب لن يكون مقنعا لإسرائيل المتشددة تجاه الملف النووي الإيراني، وهذا ما يدفعها لتوجيه ضربات جوية مباشرة ضد أهداف في العمق الإيراني، كما يمكن لإسرائيل ان تستهدف إيران بوسائل أخرى، كما حدث عند اغتيال عدد من العلماء الإيرانيين، أو من خلال هجمات سيبرانية وإلكترونية قادرة على تعطيل العمل بالمنشآت النووية الإيرانية، أو القيام بعمليات تخريب في بعض المنشآت من خلال عملاء وجواسيس تابعين لها داخل إيران، لكن كل ذلك مرتبط بما سنتج عن مفاوضات فيينا.

إقرأ:“مفاوضات فيينا”.. هل يمكن إعادة إحياء الاتفاق النووي؟

وكان اتفاق 2015 وقعته إيران، مع الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا وألمانيا، وكان يفرض قيودا على برنامج طهران للحيلولة دون إنتاج أسلحة نووية، وذلك مقابل رفع العقوبات الدولية عنها، لكن وحسب الوقائع، فإن إسرائيل لا تهتم كثيرا لهذا الاتفاق، وما يهمها الحد من التواجد الإيراني قرب جدودها، وهذا ما سيؤدي لاستمرار الضربات على الأقل داخل الأراضي السورية أيا كانت نتائج مفاوضات فيينا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة