لا تتوقف الانتهاكات والتجاوزات التي تنفذها ميليشيات إيران بحق السكان، ضمن مناطق انتشارها في محافظة دير الزور، شرقي سوريا، دون وجود أي رادع يوقفها، مستغلة سلطتها ونفوذها، وتقاضي الجهات المسؤولة عنها.

وفي آخر انتهاك رصده “الحل نت” لميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني في المنطقة، أقدمت الأخيرة على استبدال “الإتاوات” التي تفرضها من الليرة السورية، إلى الدولار الأمريكي، على غرار ما فعلته “الفرقة الرابعة” التابعة لـ “الجيش السوري” خلال الآونة الأخيرة، والتي انعكست آثاره سلبا على الأهالي.

مصادر محلية أفادت لـ “الحل نت” أن حاجز “الحرس الثوري” في بلدة الصالحية بريف البوكمال، أجبر سيارات شحن المواد الغذائية وبرادات الخضار والفاكهة القادمة إلى مدينة البوكمال خلال اليومين الماضيين، إلى دفع “الإتاوات” بالدولار الأمريكي، مقابل السماح لهم بدخول المدينة لإفراغ شحناتهم.

وأشارت المصادر إلى أنّ قيمة “الإتاوة” التي فرضتها الميليشيا على شاحنة فواكه أو براد من الحجم المتوسط بلغت 100 دولار أمريكي، بينما شاحنة المواد الغذائية والأساسية لذات الحجم بلغت 150 دولار أمريكي.

تسببت الرسوم الجديدة بارتفاع سعر المواد الغذائية والخضار والفاكهة بشكل كبير، ما أدى إلى عزوف نسبة كبيرة من الأهالي عن شرائها، حيث بلغ سعر كيلو التفاح نحو 8 آلاف ليرة، وسعر الخيار نحو 13 ألف و700 ليرة سورية، في حين بلغ سعر كيلو البندورة نحو 9 آلاف ليرة، وفقا لمصادر متطابقة.

عبء ثقيل على المدنيين

بدوره قال محمد الحسين، سائق شاحنة لـ “الحل نت” إنه “أحضر حمولة سكر من اللاذقية إلى محافظة دير الزور، واضطر لدفع “إتاوات” توزعت بين حاجز الفرقة الرابعة وحواجز الحرس الثوري عند دوار البانوراما في مدخل المدينة، تعادل ربع قيمة الحمولة”، مشيرا إلى أن “التاجر صاحب الحمولة، سيضيف التكاليف التي دفعت زيادة عل سعر البضاعة، والمتضرر الوحيد من تلك الزيادة هم المدنيين”.

أحد تجار الجملة في مدينة الميادين، فضل عدم كشف اسمه، قال لـ “الحل نت” إن “الإتاوات” التي تفرضها حواجز الميليشيات الإيرانية، وحواجز “الفرقة الرابعة”، على سيارات الشحن، ضاعفت أسعار الخضار والفواكه والعديد من المواد الغذائية والأساسية، حيث بات سعرها يفوق قدرة المستهلك بكثير، وتزيد من الضغوط المعيشية على الأهالي.

لافتا إلى أن “الجهات الحكومية لم تقم بأي فعل للحد من هذه الظواهر التي باتت تشكل عبء كبير على المدنيين، وتتسبب في معظم الأحيان بفقدان مواد غذائية من الأسواق أو ارتفاع أسعارها بشكل جنوني أن وجدت”.

للقراءة أو الاستماع: حدائق دير الزور تتحول إلى مقرات ومراكز تدريب إيرانية

على غرار “الفرقة الرابعة”

وفي ديسمبر 2021 رفعت حواجز “الفرقة الرابعة”، قيمة “الإتاوات” على سيارات الشحن الداخلة إلى مدينة دير الزور، حيث أصبحت مقترنة بارتفاع سعر صرف الدولار.

وفي ذات السياق، تحدث الصيدلي منتصر السلوم يملك مستودع أدوية طبية في البوكمال لـ “الحل نت” قائلا إنه “اضطر لدفع مبلغ 900 دولار أمريكي كإتاوة لحاجز “الفرقة الرابعة” المتواجد في مدخل المدينة، لقاء السماح بمرور شحنة أدوية له قادمة من دمشق، تبلغ قيمتها حوالي 30 ألف دولار”.

وأضاف أن “الإتاوات” التي تدفع لحواجز الفرقة تكون بلا إيصال رسمي، وتدفع بالليرة السورية وفق سعر صرف الدولار لمن لا يستطيع دفعها بالدولار، كما أنها تتم وفق أهواء ومزاجية الضابط المسؤول، وبناء على قيمة فواتير الشحنة.

ولفت السلوم إلى أن “المبلغ الذي دفعه للحاجز سيتم إضافته عند بيع الأدوية، ما يضاعف عبء المواطن في ظل الارتفاع الكبير للأسعار وتدني ظروف المعيشة”.

وتعاني أسواق المنطقة ارتفاعا متزايدا بالأسعار في كافة القطاعات، ويعود ذلك لارتفاع إتاوات الحواجز المفروضة على البضائع القادمة من خارج المحافظة.

وتتواصل معاناة أهالي دير الزور من الانتهاكات المستمرة من قبل قوات الحكومة السورية والميليشيات الإيرانية، منذ سيطرتها على المدينة في 2017 دون أي تدخل من الجهات المسؤولة عن المنطقة.

للقراءة أو الاستماع: اشتباكات بين ميليشيات إيرانية شرقي دير الزور

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة