يبدو أن أزمة الكهرباء في العراق ستعاد كالعادة في الصيف المقبل، كما هو الحال في كل صيف، وما يدلّل على ذلك، حديث رئيس الحكومة، مصطفى الكاظمي بشأن ذلك.

فقد حذّر الكاظمي، الثلاثاء، من “أزمة كهرباء” متوقعة، في حال عدم توفير الأموال الكافية لملف الكهرباء، خاصة وأن “البلاد مقبلة على فصل الصيف، وذلك يتطلب توفير الوقود وتأمين احتياجات المواطنين”.

وقال الكاظمي خلال جلسة لمجلس الوزراء، بحسب بيان لمكتبه الإعلامي: “نتمنى أن يمرر قانون “الأمن الغذائي” حسب الرؤية الحكومية لتسيير أمور البلد، لوجود العديد من المتطلبات، ولا سيما ما يخص الكهرباء”.

توجيهات بالجملة

الكاظمي بيّن، أن “عدم توفير الأموال سيقود إلى أزمة بالكهرباء، ونتمنى أن يتفهم الإخوة في البرلمان هذا الأمر، وإسناد الحكومة في توفير احتياجات المواطنين من خلال تمرير القانون بطريقة لا تؤثر في جوهر القانون”.

وتابع، أن “هناك تركة ثقيلة من العبث بالخطة الاستراتيجية لتوفير الكهرباء والوقود، وقد نجحنا في الصيف الماضي من عبورها (…) ونعمل حاليا على توفير الأموال وكل ما تتطلبه عملية تأمين الكهرباء”.

يأتي تحذير الكاظمي، بعد أن وجّه أول أمس، بضرورة العمل على مدار الساعة لمعالجة أي خلل يطرأ على المنظومة الكهربائية، “وأن تكون هناك دوما حلول حاضرة لأي أزمة طارئة”.  

كما شدّد الكاظمي خلال اجتماع للمجلس الوزاري للطاقة، الأحد، على “ضرورة تشكيل فريق عمل من الوزارات المعنية لتلبية كل متطلبات الكهرباء من الوقود والمحولات وحماية أبراج الطاقة، وبما يسهم في توفير التيار الكهربائي خلال أشهر الصيف القادمة”.  

وقبل أسبوع، وجّه رئيس الحكومة العراقية، الوزارات الأمنية بحماية أبراج الطاقة الكهربائية والتصدي للأعمال التخريبية، وملاحقة “الجماعات الإرهابية” والتخريبية التي تحاول استهداف أبراج الطاقة؛ بهدف إرباك الوضع وزعزعة الاستقرار.

للقراءة أو الاستماع: الكاظمي يحدد دور إيران في أزمة الكهرباء بالعراق

مأساة ومعاناة مع الكهرباء

عاش العراقيون مأساة كبيرة في الصيف المنصرم مع الكهرباء. حتى أن إحدى ليالي آب/ أغسطس المنصرم، شهدت انقطاع التيار الكهربائي عن عموم العراق. ونام العراقيون حينها بلا كهرباء لأول مرة منذ ربع قرن، قبل أن يتم إصلاح التيار الكهربائي.

ويعاني العراق من تردي المنظومة الكهربائية منذ التسعينيات، بعد اجتياح رئيس النظام السابق، صدام حسين للكويت. ما أدى لقصف البلاد، ليتضرر القطاع الكهربائي بعد أن ناله القصف آنذاك.

ولم بنجح صدام منذ 1991 وحتى سقوطه في 2003، بإصلاح المنظومة الكهربائية. ولم تنجح الحكومات العراقية المتعاقبة بعده في إصلاحها أيضا، رغم مرور 19 سنة على التغيير.

وتشهد المحافظات العراقية منذ سنوات عديدة، احتجاجات واسعة تخرج في كل صيف ضد أزمة انقطاع الكهرباء في العراق، في ظل درجات حرارة عالية يشهدها العراق في الصيف تصل لنصف درجة الغليان، وتتعداها قليلا في أحايين كثيرة.

للقراءة أو الاستماع: أزمة الكهرباء في العراق: هل ستجد بغداد بديلاً للاحتكار الإيراني لملف الطاقة؟

ومنذ عراق ما بعد 2003، أنفقت الحكومات العراقية المتعاقبة ما مقداره 62 مليار دولار. تعادل ميزانيات الأردن لـ 4 سنوات، وتكفي لبناء أحدث الشبكات الكهربائية. والنتيجة كهرباء رديئة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة