يبدو أنها صولة على غرار التي قام بها رئيس الحكومة العراقية الأسبق نوري المالكي قبل 11 عاما ضد “جيش المهدي”، لكن الفرق آن صولة اليوم ضد “حركة الصرخي” تجري وفق القانون.

كان نوري المالكي شن صولة سميت بـ “صولة الفرسان” في البصرة عام 2011 للقضاء على ميليشيا “جيش المهدي” التابعة لزعيم “التيار الصدري” مقتدى الصدر، لكنه استخدم سلطته وضرب القانون عرض الحائط حينها.

اليوم، وبعد 11 عاما من “صولة الفرسان”، ها هي صولة جديدة يشهدها العراق، لكن وفق القانون العراقي، وبدأت أمس الاثنين، ضد “حركة الصرخي”، وهي حركة شيعية “متطرفة”، تقترب من فكر “الإخوان المسلمين”.

رسالة من الصدر إلى الصرخي

تداعيات الصولة جاءت، على إثر دعوة أحد خطباء أتباع رجل الدين محمود الحسني الصرخي، في خطبة دينية بمدينة “الحمزة الغربي” جنوبي بابل، إلى هدم قبور وأضرحة آل البيت والأئمة الشيعة.

أثارت تلك الدعوة، التي تم تداولها بنطاق واسع في مواقع “التواصل الاجتماعي”، ردود فعل غاضبة كبيرة في الشارع الشيعي وعند زعماء القيادات السياسية الشيعية أيضا.

إذ طالب زعيم “التيار الصدري” مقتدى الصدر، أمس، في رسالة خطية رجل الدين الصرخي بالتبرؤ من الشخص الذي دعا إلى هدم قبور الأئمة وآل البيت خلال 3 أيام، واصفا إياه بـ “المجرم الزنيم”.

وقال الصدر، إنه في حال عدم التبرؤ من الخطيب التابع إلى الصرخي، “فإنني أجد نفسي ملزما بالتعامل معهم ومع أمثاله بما يمليه علي ضميري وديني ومذهبي، ووفقا للشرع والقانون والعرف الاجتماعي المعقول”.

بعد رسالة الصدر، ألقت قوة من جهاز “الأمن الوطني”، القبض على خطيب جمعة الصرخي في بابل الذي دعا إلى هدم قبور وأضرحة الأئمة وآل البيت، “استنادا إلى مذكرة قضائية”.

حملة أمنية واسعة

عقب ذلك، بدأت حملة أمنية لملاحقة أتباع الصرخي في كل أنحاء العراق، بناء على توجيهات قضائية، واعتقلت “وكالة الاستحبارات” 6 أشخاص، قالت إنهم “يتهجمون على الرموز الدينية في محافظات البصرة وكربلاء وميسان”.

للقراءة أو الاستماع: في العراق.. (الراب) الإسلامي الشيعي يتألّق

وفي وقت متأحر من ليلة الاثنين، أمر قائد شرطة بابل، اللواء خالد تركي بغلق جميع الحسينيات والمكاتب التابعة لرجل الدين الصرخي، “حفاظا على السلم المجتمعي”.

وشهدت بابل ومحافظات ذي قار والبصرة والمثنى وكربلاء، تظاهرات ليلية غاضبة من محاولة أتباع الصرخي “إثارة الفتنة” في العراق، وأغلقوا معظم مكاتب وحسينيات “حركة الصرخي” في تلك المحافظات.

للقراءة أو الاستماع: العراق.. لماذا تخاف إيران من مقتدى الصدر؟

وبحسب مصادر “الحل نت”، فإن رئيس مجلس القضاء الأعلى العراقي، القاضي فائق زيدان أعطى توجيها قضائيا بإلقاء القبض الفوري على أتباع “حركة الصرخي” في جميع أنحاء العراق

يشار إلى أن محمود الحسني الصرخي، هو رجل دين شيعي من تولد مدينة الكاظمية شمالي العاصمة العراقية بغداد، وله العديد من الأتباع، وهو يتبنى “الفكر المتطرف” المقارب من فكر حركة “الإخوان المسلمين”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.