على غير عادتها، وبعد نكسة ناهزت 8 أعوام، عادت الدراما العراقية إلى الواجهة بشكل لافت في موسم رمضان 2022، عبر 8 أعمال تنوعت بين المجتمعية والبوليسية والعاطفية.

مر العراق في نكسة بسبب اجتياح “داعش” لأراضيه في 2014، ومنذ ذلك غابت الدراما العراقية بشكل شبه كلي، نتيجة التقشف المالي وتحويل الأموال المخصصة لها لاستخدامها في الحرب مع “داعش”.

بعد هزيمة “داعش” عادت الدراما في آخر سنتين بشكل خجول، وبأعمال قليلة لم يتجاوز عددها 3 أعمال في كل موسم من الموسمين الرمضانيين المنصرمين

جوبهت العودة الدرامية في آخر سنتين بانتقادات كثيرة، لابتعادها عن مفهوم الدراما أصلا، ناهيك عن المعالجات الخاطئة للقضايا التي تناولتها الأعمال، إضافة لعدم الكفاءة الإخراجية، بحسب متخصصين بمجال الفن.

الموسم الرمضاني الحالي، كان على عكس السابق من حيث عدد الأعمال المنتجة، ناهيك عن رصد “الحل نت” لوجود ترحيب بعدد من تلك الأعمال، ونقد مستمر لأعمال أخرى.

هل عادت الدراما العراقية إلى وضعها؟ وهل يمكن اعتبار أن دراما رمضان 2022 نجحت أم مصيرها مثل آخر سنتين وهو الفشل والغضب؟ أسئلة يجيب عنها الناقد السينمائي، عبد العليم البناء.

تطور ملحوظ

يقول البناء، إن تنوع الأعمال وتعددها في هذا العام، أمر مفرح، والقضايا المتناولة فيها، جوهرية ومهمة، وهو ما يمكن اعتباره بمثابة بداية انتعاش الدراما العراقية مجددا.

البناء الذي كان مدير إعلام وعلاقات دائرة السبنما والمسرح في التسعينيات، يضيف لـ “الحل نت”، أنه من خلال متابعة الأعمال الدرامية في رمضان الحالي، هناك تطور ملحوظ في عدد منها.

للقراءة أو الاستماع: يغلبها الحُب.. جردة لمسلسلات الدراما العراقية في رمضان

ويتابع، أن 4 أعمال من مجموع الأعمال الثمانية جيدة وناجحة، ولاقت الكثير من الترحيب بها من قبل الجمهور، وهي “الدولة العميقة وتسجيل خروج وجوري والكادود”.

ويردف، أن تلك الأعمال نجحت الجهات المنتجة والمخرجة لها في جعلها متميزة من خلال رصد أخطاء الأعمال السابقة ومعالجة الخلل، واتضح ذلك جيدا، خصوصا في عملي “الدولة العميقة” و”تسجيل خروج”.

ويشير إلى أن بقية الأعمال ليست جيدة وكذلك لا يمكن اعتبارها بالفاشلة، إنما هي في مرحلة مقبولة، لكن نقصتها الحبكة الإخراجية ومعالجة الموضوع المتناول بصورته الواقعية، دون تجميل للواقع.

ويعطي البناء مثالا عن تجميل الواقع بتعليقه على أحد الأعمال الذي تناول الريف العراقي دون أن يذكر اسم العمل، بقوله إن العمل أظهر فتيات الريف سافرات ومتحررات، وذلك عكس الواقع؛ لأن المرأة الريفية محجبة، وتعاني من قيود كثيرة.

وجوه شابة نحو الريادة

البناء يعود ويؤكد أن نجاح بعض الأعمال، كان من خلال إعطاء فرصة لفنانين وفنانات جدد، أثبتن وأثبتوا القدرة على التمثيل بشكل رائع، وتفوقوا على عدد من الفنانين الكبار، وهو ما لم يكن في الحسبان.

ويبين، أن أبرز الوجوه الجديدة هي شجرة الدر ورولا عادل وكادي القيسي وآشتي حديد ورشا سعد وبيداء المعتصم ورضاب أحمد وباسم الطيب وتحرير الأسدي وعلي السعدي وأثير نجم.

ويكمل البناء، أن تلك الأسماء ستكون لها الريادة على مستوى الفن العراقي في السنوات القليلة المقبلة، وهي الجيل الذي سيخلف الجيل الحالي الذي تقوده آلاء حسين وإياد راضي ومن معهما.

ويختتم أن النتيجة بالمجمل، هو انتعاشة واضحة للدراما في الموسم الرمضاني الحالي، ومع كل موسم سيتطور الواقع الدرامي أكثر، وربما يمكن في السنوات القليلة المنصرمة منافسة الأعمال العربية أيضا.

للقراءة أو الاستماع: حماية خاصة لـ سولاف جليل بسبب مسلسل “الكادود”

ويشهد موسم دراما رمضان 2022، عرض 8 أعمال هي “وطن وجوري ورحيق والدولة العميقة والكادود وألماس مكسور وتسجيل خروج وبنات صالح”.

ولاقت بعض تلك الأعمال ردود فعل إيجابية من قبل الجمهور العراقي، وأبرزها “الدولة العميقة وجوري والكادود”، فيما لاقت بعضها ردود فعل سلبية، وعلى رأسها مسلسل “رحيق”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.