أدلى أسعد وردة، أمس الاثنين، وهو معاون وزير الصناعة السورية، بتصريح مثير للجدل، لينضم إلى جملة تصريحات المسؤولين في الحكومة السورية والتي باتت ثقيلة على المواطنين ولا صلة لها بالواقع، بسبب إما عدم جدواها في حل الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد، أو أنها تندرج تحت بند ضرب من ضروب الخيال.

لماذا تحتفظون بسياراتكم؟

فاجأ وردة، أمس الجميع، عندما أدلى بتصريحه الذي وصف من قبل السوريين على وسائل التواصل الاجتماعي، بأنه “منفصل على الواقع”، عندما تحدث حول استخدام من أسماهم بـ “ذوي الدخل المحدود” للسيارات حتى هذه اللحظة.

وقال معاون وزير الصناعة، في مقابلة مع إذاعة “المدينة إف إم” المحلية، إن “تمسّك أصحاب الدخل المحدود بالسيارة يكلفهم ويكلف الحكومة أعباء كثيرة.. لماذا لا يستخدمون النقل العام في تنقلاتهم بدلا من السيارة؟”.

التصريح فجر الجدل الساخر داخل وسائط التواصل الاجتماعي، فالصحفي إبراهيم شير، كتب بسخرية من تصريح وردة: “مبارحة كانت البندورة مو من حق كل أفراد الشعب، واليوم السيارات كمان”.

بينما ذكر الصحفي المحلي، هادي مخلوف، باستياء، أن “كل من يشتري ويأكل البندورة يحق له استخدام سيارته الخاصة.. أما من يصنف بالمواطن العادي فلا يجوز أن يحملنا ويحمل نفسه أعباء زائدة. وعليه “بالاندحاش” في وسائل النقل العامة (إن وجدت) وقريباً قد لا تجوز على المواطن العادي الصلاة ويدفن وهو حي!!”.

قد يهمك: سوريا.. المطاعم الشعبية ترفع أسعار أصنافها بدون استئذان

مسؤولين لتذكير المواطن بالذل

لم تقف الانتقادات عند الصحفيين، فمن جهته، كتب المحامي أديس ديرمنجيان،: “يعني يا محدود الدخل.. يا مواطن يا عادي.. فوق ما انك بكل عين (وقحة) بدك تاكل بندورة بغير موسمها.. جاي تركب سيارة كمان؟ صحي يلي استحوا ماتوا !”.

كما أضاف، “لك الدولة مخصصتلك شبكة مترو رابطة البلد بكل مناطقها من شمالها لجنوبها ومن شرقها لغربها.. أسطول باصات نقل داخلي كل ٥ دقائق باص بيخدموا شواربك.. ميكرويات مريحة مكيفة على مد عينك والنظر.. شو بدك أكتر من هيك اه؟ ولسا متمسّك بالسيارة ؟ جاية تزاحمني وتزاحم حمودة (يقبرني انشالله) عالبنزينات.. صحي شعب ما بيستحي”.

ومن جهته، قال أحد المواطنين، متسائلا عمّا إذا كان الشعب لا يستحق البندورة ولا السيارة ولا الكهرباء ولا التدفئة ولا أي مقوم من مقومات الحياة، هل من الممكن أن يوجه للمسؤولين طلبا بأن يصمتوا عن هذه التصريحات، التي تذكر بكمية الذل التي يعيشها المواطن، وكمية المعاناة التي يعانيها.

للقراءة أو الاستماع: تمر بالحشرات وحليب كيماوي في الأسواق السورية

تصريحات “معيبة”

الجدير ذكره، أنه ومنذ أشهر أصدر مجلس الوزراء قرارا بتشكيل لجنة دعم إعلامي مهمتها تهيئة الرأي العام قبل صدور قرارات تتعلق بمعيشة المواطنين

وتضم اللجنة المشكلة عضوية كل من معاون وزير الإدارة المحلية والبيئة لشؤون المجالس ومعاون وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية لشؤون التنمية الاقتصادية، ومعاون وزير النفط والثروة المعدنية لشؤون التكرير. ومعاون وزير الصناعة ومعاون وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك لشؤون التجارة الداخلية. ومعاون وزير النقل لشؤون النقل البري والبحري ومعاون وزير الكهرباء لشؤون تنظيم قطاع الكهرباء. بالإضافة لمعاون وزير الزراعة والإصلاح الزراعي لشؤون الإنتاج النباتي .

الجدير ذكره، أنه رغم توعد المسؤولين الحكوميين حول سعيهم ضبط الأسعار وكبح جماح احتكار التجار. إلا أنه حتى الآن نشهد ارتفاعا في الأسعار وشحّ بعض المواد في الأسواق. حيث يسمع السوريون منذ عدة أشهر وعودا مستمرة من الحكومة ومن غرف التجارة والصناعة عن تخفيضات قادمة وضبط للأسواق لكن دون أن يكون هناك أي نتائج.

وهنا يتساءل المواطن، هل هذه هي الأسباب الحقيقية لارتفاع الأسعار والغاء الحاصل مؤخرا في الأسواق، الذي قاله وزير التجارة الداخلية عمرو سالم في منشوره على صفحته الشخصية على منصة “فيسبوك”. أو أن الحكومة أساسا غير قادرة على وضع خطة لاحتواء هذه الأزمة العالمية. لا سيما وأن اقتصادها المتهالك الذي لا يمكنها من جهة أخرى أن يتحمل الأزمات وتبعاته.

للقراءة أو الاستماع: “أمي زارت سوق الهال”.. حرف السين يورّط مسؤول سوري بتصريح صادم

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة