انتشرت ظاهرة السلع الغذائية المغشوشة بطريقة مفزعة في سوريا، إذ يعتبر بيع السلع والمنتجات المغشوشة وشبه التالفة وكذلك المنتهية الصلاحية ظاهرة كبيرة وخطيرة تتغلغل في الأسواق السورية، وبالذات داخل الأسواق الشعبية وعلى الأرصفة والشوارع العامة وتحديدا يبرز ذلك قبيل دخول شهر رمضان ببضعة أيام.

التمور محشوة بالحشرات

في سابقة خطيرة يجب النظر لها، يؤكد المواطن المنحدر من مدينة درعا، عمر الأكراد، ما أن يقترب دنو شهر رمضان، حتى تنتشر في الأسواق السلع والمنتجات التالفة، والتي أصبحت تجارة كبيرة على حساب المواطن البسيط، الذي يلهث للحصول على أسعار رخيصة لتلبية احتياجاته بسبب تدني وضعه الاقتصادي وتردي ظروفه المعيشية.

https://twitter.com/TheSyrianTweet/status/1474085957032988676?s=20&t=5LOw-G0plFIUvP_OPDrUDg

مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في محافظة حماة، ضبطت أمس السبت، كميات كبيرة من التمور الفاسدة والموبوءة بالحشرات كانت معروضة للبيع. ولم تقتصر الضبطيات على التمور بحسب المديرية، بل شملت أيضا شراب أطفال منتهي الصلاحية، حيث تم ضبطه والحجز على المادة بقصد الإتلاف.

المديرية ذكرت لصحيفة “تشرين” المحلية، أن الكميات المخالفة صودرت، وتم تنظيم الضبط التمويني اللازم بحق المخالف. وتسليم التمور المخالفة بقصد إتلافها لمنع إعادة استخدامها من جديد. في حين أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل اتسعت دائرة المخالفات لتشمل البيع بسعر مرتفع، والاتجار بالحصص التموينية. وأيضا والتلاعب بقطع البطاقة الإلكترونية.

وتضمنت أنشطة الرقابة، بمراقبة الحالات التي لم يتم فيها الإعلان عن الأسعار، ولم يتم إصدار الفواتير. وتم تعقب مصادر عدم إصدار الفواتير حتى يمكن اتخاذ إجراءات ضد المسؤولين. وضبط مخالفات الجمع بين نوعين من اللحم وفرم اللحم بشكل مسبق بقصد الغش والعرض دون واجهة مبردة.

للقراءة أو الاستماع: في يوم واحد… كشف 30 طن مواد غذائية مغشوشة بسوريا

الألبان والأجبان تتصدر قائمة السلع المغشوشة

وفي حماة أيضا، ونظرا للطلب الكبير على منتجات الألبان والجبن، فضلا عن غلاء أسعار المنتجات الممتازة، تعد هذه السلع من أكثر السلع التي يتم الاحتيال فيها.

ففي الوقت الحالي، نقلت صحيفة “الوطن” المحلية عن بعض السكان، إنهم يشترون الحليب والجبن بكميات كيلوغرام واحد أو أقل للأكل وليس للمونة. وقالوا أيضا إنهم يشترونها من الباعة الجائلين ومن المتاجر ذات الأسعار الأقل من المتوسط، لأنها في المتاجر الرئيسية مرتفعة التكلفة.

وذكرت الصحيفة، أن سعر كيلو لبن الغنم الجيد سجل 4500 ليرة، ومن النوع الثاني 4000 ليرة. ولبن البقر 2300 ليرة ومن النوع الثاني 2000 ليرة. أما الجبن فيباع كيلو العكاوي نوع أول أي ملحه خفيف بين 12-15 ألف ليرة، ومن النوع الثاني ظاهر الملح بـ9 آلاف ليرة.

حركة البيع والشراء مقبولة على الأنواع الشعبية، وخفيفة على أنواع النخب الأول. حيث أوضح المواطنون أنهم يشترون الجبن بالكيلو ليس أكثر. فيما كشف بعضهم أن معظم الألبان والأجبان المطروحة بالسوق مغشوشة. حيث أضيف لها الأوكسجين، فالحليب يضاف له بمعدل كيلو غرامين لكل طن، عدا المواد الكيميائية وغير الكيميائية الأخرى.

فيما تعتبر منتجات الألبان والجبن “العربية” هي الأنظف، حيث يتم تصنيعها في منازل مربي الأغنام والأبقار أو الورش المنزلية الريفية المتخصصة في هذا القطاع، بحسب الصحيفة.

ونقلت “الوطن” عن مدير التجارة الداخلية في حماة، رياض زيود، قوله إن دوريات حماية المستهلك تراقب إنتاج وبيع الحليب والجبن. فخلال هذا الشهر، تم أخذ عدد من العينات من منشآت التصنيع أو ورش العمل واختبارها في معاملها للتأكد من سلامتها.

كما تم العثور على أكثر من 18 عينة من هذه العينات مخالفة للمعايير الصحية بسبب انخفاض محتوى الدسم فيها بنسبة 10 بالمئة، وزيادة نسبة الملح، وإضافة النشا والدهون النباتية إلى عينات اللبنة.

للقراءة أو الاستماع: بعد ارتفاع أسعارها.. بيع قهوة مغشوشة في سوريا

الاحتيال ينتشر في سوريا

يتذرع تجار سوريون بالأزمة الاقتصادية لتبرير احتيالهم على المواطنين، غير آبهين بأن الاحتيال بجميع أشكاله هو كارثة اجتماعية واقتصادية كبيرة، متجاهلين أن الضرر الذي يسببه يفوق كثيرا مصالحهم، حيث يصل تأثيره إلى صحة الإنسان والاقتصاد ككل.

ونظرا لتصنيع المواد بدقة، لم يعد المواطن يميز بين الأصلي والمغشوش في أسواق دمشق التجارية والصناعية. والضعفاء من المواطنين هم ضحايا “نزاهة التموين”، فيما يغرق الأقوياء من التجار السوق بالمواد المقلدة دون رادع.

وقد أكد مسؤولون من نقابة الحرفيين في دمشق ومديرية التجارة الداخلية، عبر تصريحات عدة، أن الغشاشين يستخدمون أساليب احترافية في الغش. حيث يبدو المنتج مطابقا للمنتجات الأصلية من الخارج، لكن المحتوى مخالف للمعايير القياسية.

ووفقا لحديث سابق للمواطن، عبيدة أبازيد، لـ”الحل نت”، فإنه وبحسب ما رآه في أسواق دمشق من احتيال وتزوير ومخالفات. يظن أن السوق التجاري في دمشق لا يحتوي على أكثر من 10 بالمئة من المنتجات الغذائية المطابقة للمعايير القياسية، من حيث الجودة والإنتاج.

ومن جهتها، أوضحت مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك بدمشق، في وقت سابق لصحيفة “الوطن” المحلية، أن هنالك ارتفاعا في عدد حالات الغش. مستشهدة بظروف البلاد، واحترافية المحتالين، وغياب المراقبين. حيث قال عضو جمعية حماية المستهلك بدمشق، بسام درويش، إن “اللوم على المواطنين الذين يشترون سلعا مزورة ومقلدة، رغم تحذيرات الجمعية وتعليماتها، وبالتالي فإن العبء لا يقتصر على مراقبة الإمدادات فقط”.

ودحض درويش، الفكرة القائلة بأن ارتفاع عدد المخالفات في دمشق يشير إلى زيادة حالات الاحتيال. بل هو انعكاس للوظيفة الإيجابية التي تقوم بها إدارة التوريد واستعادة السوق والسيطرة، وفق وصفه.

للقراءة أو الاستماع: أدوية مغشوشة لتطعيم أطفال السرطان في كردستان العراق

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.