لا تزال إيران وملفها النووي، يثير حفيظة دول العالم والمنطقة، فالحكومة الإيرانية اعتادت دائما على المماطلة والخداع السياسي والأمني، لذلك تواجهها معظم دول العالم بموقف متشدد إزاء ملفها النووي وبرامجها الصاروخية.

تغير واضح في الموقف التركي

السفير التركي لدى الولايات المتحدة، حسن مراد مرجان، كتب في مقال نشره مركز دراسات إسرائيلي، يوم الثلاثاء الماضي، أن برنامج إيران النووي يهدد تركيا وإسرائيل على حد سواء، وشدد في هذا المقال الذي نشرته دورية “تركي سكوب” الإسرائيلية التابعة لمركز “موشيه ديان” لدراسات الشرق الأوسط، دون أن يذكر إيران صراحة، على ضرورة التعاون المشترك بين تركيا وإسرائيل للتعامل مع التهديدات الإقليمية.

تعتبر تصريحات الدبلوماسي التركي الرفيع غير مسبوقة في السنوات الأخيرة، ومع ذلك، كان المسؤولون الأتراك قد أصدروا تصريحات مماثلة عام 2011 عندما تصاعدت التوترات بين أنقرة وإيران.

ويرى مراقبون، أن تركيا تعيد حساباتها في علاقاتها مع دول الجوار بمعنى أنها تستشعر الخطر الإيراني من خلال تقاربها مع إسرائيل، في حين يرى الباحث في الشأن التركي، فراس رضوان أوغلو، خلال حديثه لموقع “الحل نت”، أن هناك عدة محاور للعلاقات التركية، وهذه المحاور مبنية على المصالح الاستراتيجية لكل الأطراف.

وأضاف رضوان أوغلو، أنه من حيث المبدأ فإيران ليست دولة عدوة لتركيا، لذلك لا يمكن تقييم العلاقة بين تركيا وإيران على أنها استشعار للخطر، ولكن من جهة ثانية، إذا أرادت إيران امتلاك سلاح نووي فهذا بالتأكيد سيضر بالقراءة الأمنية والاستراتيجية لتركيا وغيرها كالسعودية، وفق تعبيره. “لذلك لن تقبل هذه الدول أن تمتلك إيران سلاحا نوويا في حين لا تمتلكه هي”.

قد يهمك:تقارب تركي إسرائيلي.. أردوغان إلى الوراء دُر؟

تحالف للضغط على إيران

بدأت العلاقات الدولية تدخل في مرحلة إعادة تشكيل متسارعة ومختلفة، خاصة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، لتكون متناسبة وقادرة على الوقوف في وجه تداعيات هذا الغزو، لتظهر على الساحة تحالفات جديدة، كان أطرافها حتى الأمس يناصبون بعضا العداء.

وقد شهدت العلاقات التركية- الإسرائيلية، تحسنا كبيرا في الآونة الأخيرة، عقب توترات كبيرة وقطيعة، منذ 15 عاما بعد وصول حزب “العدالة والتنمية” للحكم في تركيا، بسبب قضايا سياسية واقتصادية عدة، ولكن تخلل هذه العلاقات تحسن في بعض الأحيان، لتعود إلى التقارب من جديد، حسب متابعة “الحل نت”.

وحسب معظم المؤشرات، فإن العلاقات التركية- الإسرائيلية، سوف تتعمق بشكل أو بآخر على اعتبار أن تركيا تقع على حافة الصراع الروسي- الأوكراني، فهي تطل على البحر الأسود، وتربطها علاقات تاريخية بروسيا، لا تخلو من المصالح المشتركة، وعلاقات ومصالح بأوكرانيا، لذلك فإنها قد تدخل تحالفات جديدة ومن بينها التقارب مع إسرائيل، بالإضافة إلى المصلحة المشتركة للطرفين بعدم امتلاك إيران سلاح نووي يؤدي إلى اختلال التوازنات القائمة في المنطقة منذ عدة عقود.

ويرى رضوان أوغلو، أن تركيا تحاول مع إسرائيل تشكيل تحالف مدعوم غربيا للضغط على إيران بشكل أو بآخر، لعدم الانجرار لتصنيع سلاح نووي، فهذا الأمر غير مقبول، بأن تمتلك دولة هذا السلاح في حين لا تمتلكه دول أخرى.

أما إسرائيل فترى أن إيران تشكل أكبر تهديد في المنطقة يمس وجودها، خاصة مع الحديث الإيراني الدائم عن إزالة إسرائيل، وقيام إيران بدعم التنظيمات المناوئة لإسرائيل. لكن يبقى الملف النووي الإيراني، هو الملف الأهم الذي تحاول إسرائيل وقفه بشتى الوسائل الممكنة.

الجدير ذكره أن إسرائيل سبق وأن هددت عدة مرات باستهداف المنشآت النووية الإيرانية والمصالح الإيرانية، في حال ذهاب القوى الغربية لتوقيع اتفاق نووي مع إيران. وكان التهديد الأبرز هو لوزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، خلال مؤتمر “ميونخ للأمن” الذي عقد في 20 شباط/فبراير الماضي، حيث قال ” إذا تقرر استخدام القوة للحفاظ على أمننا، فلن نتردد وسنتحرك في أي وقت ومكان لضمان أمن إسرائيل”، في إشارة منه إلى التهديد الإيراني.

إقرأ:إسرائيل تستضيف قمة سياسية بمشاركة 3 دول عربية.. ما وراء ذلك؟

أخيرا فإنه ووفق مراقبين لا يمكن الوقوف بعمق على العلاقات التركية- الإسرائيلية، إلا بالنظر للتحولات والعلاقات والتحالفات التي تجري مؤخرا في المنطقة، حيث أنه في بناء العلاقات الأخيرة قد يكون هناك مصالح مشتركة لكل من تركيا وإسرائيل من النواحي الاقتصادية وحتى الأمنية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة