تسبب مشكلة الإصابة بالقمل القلق والرعب لدى الأطفال وأسرهم، حيث يستغرق القضاء على هذا الوباء وقتا وجهدا. ومع انتشار القمل بين الأطفال السوريين، حيث توفر المدارس بيئة مواتية لانتشاره، مما يعكس الظروف التي يعيشون فيها نتيجة لشح المياه وانقطاعها باستمرار، فمن المتوقع انتشار هذا المرض وتطوره إلى وباء في العديد من الأماكن.

أسعار المنظفات السبب

ربطت العديد من عائلات الأطفال في سوريا انتشار القمل والصئبان بين تلاميذ المدارس الابتدائية في مدارس دمشق بزيادة كبيرة في تكاليف المنظفات بأنواعها، بدءا من مساحيق الغسالات وانتهاءً بالشامبو والصابون المخصص ضد القمل والصئبان.

قلة مصادر الطاقة لتسخين المياه نتيجة ارتفاع ساعات تقنين الكهرباء التي مرت بها معظم المحافظات، خاصة خلال فصل الشتاء لهذا العام، وندرة المحروقات مثل الغاز والمازوت، أيضا كان من جملة الأسباب التي أدت إلى تدهور واقع النظافة، وظهرت آثارها في شعر كثير من الطلاب.

كما إن انتشار هذه الظاهرة ناتج عن تراجع الاهتمام بالوضع الصحي في عدد كبير من المدارس، فضلا عن انشغال أعضاء هيئة التدريس بأعباء الحياة، مما يصرف انتباههم عن حك الأطفال لرؤوسهم، بحسب ما ذكره أولياء أمور الطلاب لموقع “هاشتاغ” المحلي.

للقراءة أو الاستماع: بشار إسماعيل ينتقد تقنين الكهرباء ويستشهد بـ”القمل”

الحكومة تعلم بانتشار القمل

أكدت إحدى المدرسات في مدرسة في حي المزة بدمشق، والتي طلبت عدم الكشف عن هويتها، في حديثها للموقع المحلي، أن عدد الإصابات بالقمل بين الطلاب هذا العام كان أعلى بكثير مما كان عليه في السنوات السابقة، وقالت إن السبب يعود إلى ارتفاع تكاليف مواد التنظيف بشكل عام وخاصة الشامبو المضاد للقمل الذي يكلف أكثر من أربعة آلاف ليرة سورية لأصغر عبوة.

ولفتت إلى أن عدد الطلاب الذين يحملون الصابون في حقائبهم المدرسية هذه الأيام أقل من عدد الأصابع في اليد الواحدة، فضلا عن انخفاض في واقع النظافة الذي تشهده المدارس، بسبب قلة عدد المستخدمين في معظم المؤسسات التعليمية.

ومن جهتها، لم تنف مديرة الصحة المدرسية في وزارة التربية الدكتورة، هتون الطواشي، وجود القمل والصئبان بين طلبة المدارس، لكنها أكدت عدم انتشاره على نطاق واسع، لافتة إلى أن هذه الظاهرة تحدث بسبب اكتظاظ الغرف الصفية وفي المناطق التي تندر فيها المياه، مشيرة إلى أن الثقافة العامة للوالدين تلعب دورا رئيسيا في منع انتشار العدوى.

وبيّنت الطواشي، أن المشرفين الصحيين يجرون جولات مستمرة في جميع المدارس بالتعاون مع أعضاء هيئة التدريس للتعرف بشكل مباشر على إصابات الأطفال. موضحة أنه لا توجد بيانات دقيقة لتحديد المحافظات الأكثر إصابة بالعدوى، لكن تم تسليم 57 ألف عبوة من بخاخ القمل في جميع المحافظات منذ بداية العام الدراسي.

للقراءة أو الاستماع:  سوريا.. ليتر المازوت يتجاوز 5 آلاف ليرة

فنان يستشهد للحكومة بالقمل

تتصاعد الانتقادات لأداء الحكومة السورية من قبل بعض الممثلين السوريين، وذلك في ظل الأوضاع الاقتصادية المتدهورة، فضلا عن التراجع المستمر للخدمات الأساسية في البلاد كالكهرباء والاتصالات.

ووجه الممثل السوري بشار إسماعيل، انتقادات لاذعة لوزارة الكهرباء والمديرية التابعة لها في محافظة اللاذقية، وذلك على خلفية تردي واقع التيار الكهربائي في المدينة، حيث وصلت ساعات التقنين إلى أكثر من 22 ساعة يوميا؟

وسخر إسماعيل في منشور عبر صفحته الشخصية بفيسبوك، من انقطاع الكهرباء مدة خمس ساعات، مقابل وصلها 10 دقائق فقط، مطالبا بتوفير الكهرباء ليتمكن من شحن هاتفه المحمول على الأقل.

وجاء في منشور إسماعيل: “السيد مدير كهرباء اللاذقية الحباب …السيد وزير الكهرباء الجذاب .. أما بعد .من أمير المقملين البردانين المتجمدين أنا اسماعيل، الى حضراتكم الشريفة، قطع الكهرباء خمس ساعات ووصلها ساعه هو رفاهية قل نظيرها، وكنا في منتهى السعادة، ولكن أن يصبح القطع خمس ساعات والوصل 10 دقائق فهذا ما جعل أديسون يلعن الساعة التي اخترع فيها الكهرباء“.

الجدير ذكره، ظاهرة انتشار القمل عادت بكثرة في المدارس الابتدائية الواقعة تحت سيطرة الحكومة السورية، بعد أن خف انتشارها خلال السنوات الخمس الماضية، ويعود ذلك لمسببات عدة وأهمها غياب النظافة عن المرافق العامة في المدارس، وانقطاع المياه لفترات طويلة، إلى جانب عدم توفر العلاج المناسب وغلاء أسعاره في حال توفره.

للقراءة أو الاستماع: القمل يغزو مدارس ريف ديرالزور والعلاج غير متوفر

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.