لطالما اتسمت العلاقات بين دول المغرب العربي بالغموض تارة، وبالتوتر تارة أخرى، بسبب بعض الخلافات وخاصة الحدودية منها، فهناك الخلاف المغربي الموريتاني على الصحراء الغربية، والخلاف المغربي الجزائري حول “البوليساريو”، وخلافات تونسية ليبية وغير ذلك.

تهم جزائرية للمغرب

الحكومة الجزائرية، قالت إن المغرب قصفت “مدنيين أبرياء” في موريتانيا يوم 10 نيسان/ أبريل الحالي، وهو اليوم الذي أعلنت فيه جبهة البوليساريو “قطع كل الاتصالات مع حكومة بيدرو سانشيز الإسبانية”، عقب تحول موقف مدريد الدبلوماسي بشأن الصحراء الغربية لصالح المغرب.

وأشارت مجلة “جون أفريك” الفرنسية، إلى موقع قرية عين بن تيلي، بأنها توجد على بعد مئات الأمتار من الحدود الفاصلة بين موريتانيا وجزء الصحراء الذي تسيطر عليه البوليساريو، حيث يقع مكان القصف على بعد أقل من كيلومتر واحد من الحصن الذي يحمل نفس الاسم، وهو مكان عبور وإمداد لسائقي الشاحنات، وبحسب المعلومات التي أوردها تقرير المجلة الفرنسية، فإن المسافرين تجمعوا للإمساك والصلاة، قبل قصف سياراتهم، وفق ما تابع موقع “الحل نت”.

إقرأ:«البوليساريو» والحكومة السورية…تقاربٌ بين نقيضين ووفاة “المعلم” كانت تمهيداً

موريتانيا ليست المستهدفة

وفي سياق الرد الإعلامي على العملية المغربية، قال المتحدث باسم الحكومة الموريتانية، محمد ماء العينين ولد أيه يوم 13 نيسان/أبريل الجاري، إن العملية جرت خارج موريتانيا، وبحسبه فإن “موريتانيا لم تكن هدفا للحادث”، رغم ملاحظته “لوجود مواطنين موريتانيين بين الضحايا”.

من جهتها، بينت مجلة “جون أفريك”، أنه في مواجهة الاتهامات الجديدة من الجزائر وجبهة البوليساريو، ما زال المغرب لا يرد بشكل رسمي، مذكرة أنه بعد وفاة سائقي الشاحنات الجزائريين الثلاثة مطلع تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، نقلت وكالة “فرانس برس” الفرنسية عن مصدر رسمي مغربي مطلع ”نفيه القاطع” لاتهامات الرئاسة الجزائرية. حيث أكدت الحكومة المغربية من خلال تصريحاتها أنها رافضة للحرب مع الجزائر، وبأنها ترفض الانجرار لدوامة العنف التي تريدها الجزائر.

ولكن ووفقا لمجلة “جون أفريك” فإن سحب عدد من الخبراء، فإن قرية بير لحلو ستكون موضع هجوم متزايد من قبل القوات المسلحة الملكية، لأن الطريق بين الجزائر وموريتانيا يمر قريبا منها؛ وهو محور ورقلة-نواكشوط الشهير، بالنسبة لعمار بلاني، مبعوث الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الخاص للمغرب العربي، في مقابلة حول هذا الموضوع من قبل وكالة الأنباء الجزائرية، فإن الضربات المنسوبة إلى المغرب تهدف إلى “عرقلة التجارة بين الجزائر وموريتانيا”.

وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2020، تم كسر وقف إطلاق النار بين المغرب وجبهة البوليساريو، على خلفية إغلاق أعضاء في البوليساريو نقطة العبور الاستراتيجية في كركرات، على الحدود المغربية الموريتانية، والتي يمر عبرها الطريق الوحيد الذي يربط المغرب بالغرب الإفريقي.

ومنذ ذلك الوقت قام الجيش المغربي بتعزيز مواقعه من خلال حماية الممر بجدار من الرمال وتسوية آخر امتداد للطريق، ولم يتوقف منذ ذلك الوقت عن تنفيذ عمليات استعادة السيطرة في الأراضي التي تسيطر عليها البوليساريو.

قد يهمك:هل يؤجل اجتماع القمة العربية في الجزائر من أجل الأسد؟

وتسعى كل من الجزائر والبوليساريو إلى جذب انتباه الأمم المتحدة، في الاجتماع الذي سيعقده مجلس الأمن الدولي يوم 20 نيسان/أبريل الجاري، بحضور المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دي ميستورا، ورئيس مينورسو ألكسندر إيفانكو، وهو اجتماع يُفترض أن يؤدي إلى تقريرين وقرار جديد، حول منطقة الخلاف بين المغرب والجزائر.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.