يحتفي اليوم الأحد 17 نيسان/أبريل، الطوائف المسيحية في سوريا والعالم التي تتبع التقويم الغربي بعيد الفصح، في حين تختلف أساليب الاحتفال وطقوس هذا العيد من بلد إلى آخر، إلا أنه يبقى مزيج مميز من الاحتفالات.

طقوس مختلفة

ويُعرف عيد الفصح بأسماء عديدة أخرى أشهرها (عيد القيامة والبصخة وأحد القيامة)، وهو أعظم الأعياد المسيحية وأكبرها، يستذكر فيه قيامة المسيح من بين الأموات بعد ثلاثة أيام من صلبه وموته كما هو مسطور في العهد الجديد، وفيه ينتهي الصوم الكبير الذي يستمر عادة أربعين يوما؛ كما ينتهي أسبوع الآلام، ويبدأ زمن القيامة المستمر في السنة الطقسية أربعين يوما حتى عيد العنصرة.

يمتنع المسيحيون خلال فترة الصيام عن تناول العديد من الأطعمة، مثل اللحوم والأسماك والدهون والبيض ومشتقات الحليب. وتاريخ عيد الفصح متنقل، حيث ناقش المسيحيون الأوائل ثلاث فرضيات في الاحتفال بالفصح وأقرّوا في مجمع نيقية المنعقد عام 325 ميلادي تاريخ الفصح بوصفه الأحد الأول بعد اكتمال القمر الربيع الأول – أي 21 آذار/مارس؛ وهو ما يدفع تاريخ الفصح يُقام في يوم الأحد بين 22 آذار/مارس و25 نيسان/أبريل.

تختلف عادات عيد الفصح في أجزاء مختلفة من العالم، ولكن الهتاف بتحية عيد الفصح، وتزيين المنازل، وعادة البيض الملون، ووضع قبر فارغ في الكنائس، وأرنب الفصح، هي من العادات الاجتماعية المرتبطة بالفصح، أما رتبة القيامة الدينية فتتمثل بقداس منتصف ليل أو قداس الفجر.

ويعتبر عيد الفصح أو عيد القيامة من أهم الاحتفالات الدينية عند المسيحيين حول العالم، حيث يأتي على أنه تحقيق لرسالة المسيح على الأرض، لهذا يتم ترنيم هذه الكلمات: (المسيح قام من بين الأموات ووطئ الموت بالموت ووهب الحياة للذين في القبور)، (المسيح قام.. حقًّا قام.. فهلّلويا لاسمه العظيم وهنيئًا لنا).

قد يهمك: حقائق يجب معرفتها عن رأس السنة السورية

احتفالات عيد الفصح

من أشهر الاحتفالات في هذا اليوم هو “بيض عيد الفصح”، معظم الثقافات، إن لم تكن جميعها، تصبغ البيض بألوان مختلفة، كما يلعب الأطفال لعبة البحث عن البيض، أو يتنافسون على البيضة الأقوى التي لا تنكسر.

ويُقال إن جمع البيض وصبغه وتزيينه يأتي من تقليد يعود تاريخه إلى آلاف السنين، وقبل زمن يسوع المسيح بوقت طويل. ففي مصر القديمة، كان يتم تبجيل البيضة على أنها أصل العالم. أما الصينيون فكانوا يقدّمون البيض الملون كهدايا في بداية الربيع منذ حوالي 5000 عام.

وكان من المعتاد في اليونان القديمة وروما تعليق البيض الملون وتقديمه كهدايا أيضا. ومن الواضح أن العديد من الثقافات القديمة اعتبرت البيض علامة على الخصوبة والحياة الجديدة، وفقا لتقارير صحفية.

أما “الطائرات الورقية” لها حضورها في الاحتفالات، حيث تبدأ احتفالات عيد الفصح في جزيرة برمودا البريطانية بمهرجان الطائرات الورقية يوم الجمعة العظيمة، ويُقال إن مدرسا محليا كان يشرح للطلاب كيفية صعود المسيح، فأطلق طائرة ورقية تشبه يسوع لمساعدة الطلاب على الفهم، ومنذ ذلك الوقت تحوّل هذا الحدث إلى تقليد محلي سنوي، وفق تقارير صحفية.

وربما الاحتفالات الأكثر متعة هو “السجاد الملوّن”، حيث تغطي أنتيغوا في جنوب غواتيمالا شوارعها بالسجاد الملون طوال الأسبوع المقدس استعدادا لمسيرة الجمعة العظيمة، وفقا لمجلة “كوندي ناست ترافيلر”.

والسجاد الطويل مصنوع من الزهور ونشارة الخشب الملونة والفواكه والخضروات والرمل. وغالبا ما تهيمن عليها رسومات تهم الفنانين الذين صنعوها، من الدين إلى تقاليد المايا إلى الطبيعة وتاريخ غواتيمالا.

كذلك هناك احتفال “الألعاب النارية”، حيث يقوم السكان المحليون في فلورنسا في إيطاليا بتقاليد عيد الفصح التي تعود إلى 450 عاما والمعروفة باسم “انفجار العربة”. يكون الاحتفال عبر قيادة عربة مزخرفة مليئة بالألعاب النارية في شوارع المدينة.أما في المكسيك فيشمل أحد التقاليد التي تقام في يوم السبت المقدس، إحراق يهوذا، حيث يتم ملئ تماثيل الورق العملاقة ليهوذا الإسخريوطي (التلميذ الذي وشى بالمسيح) بالألعاب النارية وتفجيرها أمام المتفرجين في الساحات المحلية، وفقا لتقارير صحفية.

أيضا يحتفل البعض عبر ” ارتداء الأزياء”، حيث يرتدي الأطفال الصغار، خاصة الفتيات، في فنلندا ملابس تقليدية ملونة مثل سحرة عيد الفصح.وفي يوم الخميس المقدس تقام “رقصة الموت” التقليدية في قرية بالقرب من كوستا برافا في كاتالونيا الإسبانية، ويرتدي المشاركون أزياء هياكل عظمية ويتجولون في الشوارع.

هناك أيضا طقس “العجّة العملاقة”، حيث يُحتفل فيه في كل عام في يوم الاثنين الذي يلي عيد الفصح، فتحتفل مدينة بيسيير الواقعة في منطقة أوت ـــ غارون، جنوب غرب فرنسا، بطهي عجّة عملاقة يتناولها كل من يحضر العرض.

ويُقال أن هذا التقليد يعود إلى أيام نابليون بونابرت، ومع الوقت أصبح أحد أكثر الاحتفالات شهرة في فرنسا. وبحسب الأسطورة، يُقال إن نابليون قضى هو وجيشه ليلة بالقرب من المدينة، وبعدما أكل عجة صنعها صاحب نزل محلي، حيث أمر نابليون سكان البلدة بجمع كل البيض في القرية لصنع عجّة ضخمة لجيشه ليأكلها في اليوم التالي.

وأخيرا، هناك احتفال “رشّ الماء”، الذي يُحتفل به في بولندا ويُقام سنويا ويعرف بيوم “الاثنين الرطب” وهو يوم اثنين الفصح، حيث يقوم الرجال برشّ الماء على الفتيات، ويوم الثلاثاء تفعل الفتيات الشيء نفسه انتقاما منهم.

قد يهمك: كذبة نيسان.. كيف انتشرت حول العالم؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.