مع تزايد الانشغال الروسي بغزو أراضي أوكرانيا، يبدو أن إيران وجدت في ذلك فرصة لمحاولة توسيع نفوذها الاقتصادي في سوريا، وذلك بعد أن تلقت ضربات عدة على يد الروس خلال الأشهر التي سبقت الحرب في أوكرانيا، لا سيما فيما يتعلق بالموانئ البحرية على الساحل السوري.

وشهدت بعض المناطق السورية مؤخرا، لا سيما في البادية السورية، تغييرات في الآونة الأخيرة لصالح تعزيز نفوذ المليشيات المرتبطة بطهران.

ووفق مصادر متطابقة، نقلت عنها صحيفة “العربي الجديد” فقد أعادت القوات الروسية والإيرانية الانتشار في موقعين بريف حمص الشرقي، وفق تفاهمات، يرجح أن تكون فرضتها ظروف مرحلة الغزو الروسي لأوكرانيا، التي أدت إلى تقليص أعداد القوات الروسية في سوريا.

قد يهمك: فاتورة جديدة تزيد من أعباء قروض السوريين

في حين بدأت وسائل إعلام تتحدث عن نية الإيرانيين بالتوسع في قطاع الفوسفات السورية على حساب النفوذ الروسي المسيطر على هذا القطاع.

من  جانبه يرى الباحث السياسي صدام الجاسر، أن الروس لن يتخلوا عن قطاع الفوسفات في سوريا، وذلك بسبب العقود التي أبرمتها روسيا مع الحكومة السورية، حول استثمار مناجم الفوسفات في البلاد.

ويقول الجاسر في حديثه لـ“الحل نت“: “الإيرانيون منذ زمن بعيد وهم يحاولون الوصول إلى مناجم الفوسفات السورية، وفرصة انشغال روسيا بأوكرانيا، منحتهم هذا الأمر فاستطاعوا ملء الفراغ الروسي، أولا في المطارات التي تسيطر عليها روسيا كمطار تدمر ومطار التيفور“.

وحول النزاع على الفوسفات السورية يضيف الجاسر: “بالنسبة للفوسفات، النظام السوري وقع عقود مع ثلاث جهات من أجل استثمار الفوسفات السوري، هي صربيا وروسيا وإيران، لم يتم تنفيذ أي منها إلا العقد الروسي، بالنسبة للروس الفوسفات السورية هي أهم من البترول. الفوسفات السورية هي فوسفات غنية جدا باليورانيوم وإيران تحاول الوصول إليها، لكن روسيا منعتها من تنفيذ العقود المبرمة“.

ويختم الجاسر حديثه بالقول: “حاليا بسبب انشغال روسيا بأوكرانيا، بدأت إيران بتنفيذ عقودها في سوريا لاستثمار الفوسفات، يعتقد البعض أن روسيا تنازلت لإيران، لكن روسيا لم تتنازل، إيران فقط فعلت العقود التي فعلتها مع الحكومة السورية“.

ويرى محللون أن إيران تريد الإسراع بتنفيذ مشاريعها المعلقة مع حكومة دمشق، لزيادة توغلها في الاقتصاد السوري، مستغلة بذلك انشغال المنافس الأول وهو الجانب الروسي، بغزوه للأراضي الأوكرانية.

سوريا مفتوحة أمام النفوذ الإيراني

يساعد طهران في ذلك التسهيلات السورية اللامحدودة، أمام المشاريع الإيرانية التي اجتاحت المناطق السورية في كافة المجالات، ليخرج أمس وزير الاقتصاد السوري سامر الخليل مشيدا بالدور الإيراني في التعاون الاقتصادي بين الجانبين.

في حين أكد رئيس “المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية“، محمد محسن أبو النور، أن إيران مهدت منذ أشهر للعديد من المشاريع الاقتصادية، لزيادة نفوذها في اقتصاد سوريا.

وقال محسن أبو النور في حديث سابق لـ“الحل نت“: “الاقتصاد تم تسليمه بالفعل إلى إيران منذ سنوات طويلة، بعد أن استحوذت طهران على أغلب القطاعات الحساسة والمفصلية في السوق السورية، على رأسها قطاع الاتصالات، والعقارات، تصريحات الوزير السوري تعني أن هناك مشاريع أخرى يمكن أن تعقد بين الجانبين خلال الفترة القادمة“.

مشاريع متعددة للإيرانيين في سوريا

في عام 2017 وقعت طهران خمس اتفاقيات مع دمشق، في مجالات الزراعة والثروة الحيوانية والصناعة والنفط والاتصالات والموانئ في طهران.

واعتبر رئيس مجلس الوزراء السوري الأسبق، عماد خميس، تلك الاتفاقيات “نواة لكتلة كبيرة من التعاون المشترك بين البلدين في مجال الاقتصاد والاستثمار وإنشاء المصانع وإعادة الإعمار“. وقد خصصت تلك الاتفاقيات 5000 هكتار في سوريا لإنشاء ميناء نفطي، و5000 أخرى أراض زراعية، ومناجم الفوسفات جنوب مدينة تدمر“.

كذلك وفي نفس العام، وقعت مذكرة تفاهم بين البلدين من أجل التعاون في مجال القطاع الكهربائي، وتضمنت المذكرة إنشاء محطات توليد ومجموعات غازية في الساحل السوري، إضافة إلى إعادة تأهيل محطات طاقة في دمشق وحلب وحمص ودير الزور وبانياس.

اقرأ أيضا: الولايات المتحدة.. 4 عمليات إطلاق نار خلال 10 أيام

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.