بدأت فرنسا، اليوم السبت، يوم صمت انتخابي عشية الاقتراع حيث سيختار 48.7 مليون فرنسي رئيسا أو رئيسة للجمهورية، بعد انتهاء ولاية إيمانويل ماكرون، والذي تنافسه مارين لوبان، والتي ستكون أول امرأة وأول عضو في اليمين المتطرف تقود البلاد حال فوزها.

الانتخابات المرتقبة، يخشى أن يؤدي الامتناع القياسي عن التصويت إلى زعزعة التوقعات، والتي تغذيها خيبة أمل الناخبين اليساريين، إذ تشير استطلاعات الرأي إلى أن 25-30 بالمئة من الناخبين لن يذهبوا إلى صناديق الاقتراع.

اليوم الأخير من الحملة الانتخابية

استغل الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، وزعيمة اليمين المتطرف، مارين لوبان، الساعات الأخيرة من حملتهم الانتخابية لتصوير الانتخابات الرئاسية في نهاية الأسبوع على أنها استفتاء على مستقبل البلاد، حيث أشارت استطلاعات الرأي إلى زيادة تقدم شاغل المنصب.

وتسابق المتنافسين على الرئاسة الفرنسية ماكرون ولوبان في اليوم الأخير من حملتهما الانتخابية أمس الجمعة، لإبراز سبب كون برامجهم السياسية الخاصة هي الاختيار الصحيح للناخبين.

واتهم ماكرون، زعيمة اليمين المتطرف بمحاولة تقسيم فرنسا، حيث قال “يعيش اليمين المتطرف على الخوف والغضب مما يخلق الاستياء”. مضيفا “إن استبعاد أجزاء من المجتمع ليس هو الحل”.

وبالرغم من تخلفها عن ماكرون في استطلاعات الرأي الأخيرة، شنت لوبان آخر حملاتها في معقلها بشمال فرنسا في محاولة أخيرة لمحاولة سد الفجوة مع منافسها.

وعبر تصريحات وصفت الحماسية، انتقدت لوبان إصلاح نظام المعاشات التقاعدية الذي خطط له ماكرون، والذي وصفته بأنه محاولة لجعل الفرنسيين يعملون إلى الأبد.

وقالت لوبان: “الفرنسيون، مع إيمانويل ماكرون، سينتهي بهم الأمر بالحياة، هذا الإصلاح لإيمانويل ماكرون ظلم اجتماعي عميق”. حيث كان ماكرون ينتوي رفع سن التقاعد في البلاد إلى 65 سنة بحلول عام 2030.

للقراءة أو الاستماع: فرنسا تحاكم رجل دين سوري بتهمة الإرهاب

نزاهة الانتخابات الفرنسية على المحك

يمكن للناخبين الفرنسيين أن يكونوا واثقين من أنه بغض النظر عمن يصوتون له في الجولة الثانية من انتخاباتهم الرئاسية ، فإن العملية ستعكس إرادة الشعب الفرنسي. لكن إذا كانوا يأملون في الحصول على ثقة مماثلة في نزاهة الانتخابات المستقبلية، فعليهم التفكير بعناية لمن سيصوتون يوم غدا الأحد.

ويعتقد مراقبون، أنه من خلال التجربة في الولايات المتحدة وأماكن أخرى، فإن التدخل في انتخابات دولة ديمقراطية لا يأتي فقط من جهات فاعلة أجنبية مثل روسيا أو الصين أو إيران. فيمكن أن يأتي أيضا من الجهات الفاعلة المحلية. وعلى الرغم من أن مارين لوبان قد لا تقوض شرعية الانتخابات الفرنسية إلى الحد الذي فعله رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان، إلا أن لديها تاريخا من الإجراءات التي تجعل الانتخابات الفرنسية أكثر عرضة للتدخل في الانتخابات.

فخلال حملتها الرئاسية لعام 2017، خضع حزب لوبان للتحقيق بسبب قرض قيمته 9.4 مليون يورو (12.2 مليون دولار) حصل عليه في عام 2014 من بنك روسي لم يعد له وجود – وهي مساعدة بلغت حد التدخل الروسي الذي تقره الدولة في النظام السياسي الفرنسي.

وفي وقت سابق من هذا العام، كشفت لوبان أنه على الرغم من تداعيات هذا القرض، فقد نجحت بجلب قرض بقيمة 10.7 مليون يورو (11.8 مليون دولار) لحملتها من بنك “إم كي بي” المجري، الذي يضم كبار مساهميه رجال أعمال مقربين من رئيس الوزراء فيكتور أوربان.

لقد أظهر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، باستمرار الرغبة في إضعاف وتقويض الديمقراطية، وقبول الأموال من الكيانات التي لها صلات بهؤلاء القادة، بنظر الباحث الأميركي، ديفيد ليفين، يخلق حوافز للأطراف الأخرى، الأجنبية والمحلية، لمحاولة التدخل في الانتخابات الفرنسية. وإذا فازت لوبان بالرئاسة، فإن هذه القروض تشير إلى أنه ستكون هناك عواقب لمثل هذا السلوك.

للقراءة أو الاستماع: أبرز المرشحين للرئاسة الفرنسية.. ما موقفهم من سوريا؟

ماكرون متقدم بخطوة

السؤال الأهم الذي يتداول منذ ترشح ماكرون للرئاسة مرة أخرى، هو هل يستطيع كسر “نحس الإليزيه” المستمر منذ عام 2007، حيث لم ينجح الرئيسيان السابقان نيكولا ساركوزي أو فرانسوا أولاند في الفوز بولاية ثانية على رأس السلطة.

وفي حال فاز ماكرون بانتخابات الأحد سيصبح رابع رئيس في تاريخ الجمهورية الخامسة المؤسسة عام 1958، يفوز بولاية ثانية في المنصب.

ولم يسبق ماكرون إلى ذلك الإنجاز سوى، الجنرال شارل ديغول مؤسس الجمهورية الخامسة والقائد الكاريزمي ذي التأثير العميق في السياسة الفرنسية، والرئيس الاشتراكي فرانسوا ميتران، والسياسي البارز جاك شيراك.

وأظهرت متوسطات الاقتراع النهائية أن ماكرون يتقدم بعشر نقاط مئوية على لوبان، واكتسب بعض الزخم بعد الجولة الأولى من الانتخابات قبل أسبوعين.

وبدا المرشحان حريصين على تجنب المفاجآت غير المرحب بها أمس الجمعة، حيث توقفت حملتهما الأخيرة في المناطق التي فازا بها في الجولة الأولى والتي سيحتاجان إلى أصواتها في جولة الإعادة. والتقت لوبان، 53 عاما، بالناخبين في منطقة با دو كاليه ، معقل اليمين المتطرف، وزارت مركزا طبيا، في محاولة أخيرة لتصوير نفسها كمرشحة قريبة من الناس، بما في ذلك أولئك الذين يشعرون بنسيانهم من قبل حكومة ماكرون.

في غضون ذلك، سافر ماكرون (44 عاما) إلى بلدة فيجيا بجنوب فرنسا، حيث تقدم بفارق 13 نقطة مئوية على لوبان قبل أسبوعين. وماكرون لم يقم بأي حملات تقريبا قبل الجولة الأولى، لكنه عكس المسار بقوة في المرحلة النهائية.

يحظر القانون الفرنسي أي حملة أو نشر صناديق الاقتراع من منتصف ليل الجمعة – السبت، حتى معرفة نتائج الانتخابات. فيما تشير استطلاعات الرأي إلى أن الناخبين الفرنسيين، كانوا يفكرون في القضايا الاقتصادية أكثر من السياسة الخارجية في موسم الانتخابات الجارية.

قد يهمك: فرنسا تدعو إلى صفقة سياسية في سوريا.. ما مضمونها؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.