يحاول العراق إيجاد طرق تدفع أنقرة وطهران إلى احترام سيادته وعدم الاعتداء على أراضيه، لكن اللغة الدبلوماسية لم تنفعه حتى الآن، فتركيا وإيران يغرّدان خارج الدبلوماسية السياسية.

في آخر الجديد، بعد الاعتداءات الإيرانية والتركية الأخيرة، عُقد في البرلمان العراقي، الأحد، “اجتماع تداولي موسع” برئاسة النائب الأول لرئيس مجلس النواب حاكم الزاملي، مع وزير الخارجية فؤاد حسين والوكيل الأقدم في الوزارة نزار الخيرالله.

وجاء الاجتماع حسب بيان للدائرة الإعلامية لمجلس النواب، بناء على طلب تقدّمت به “الكتلة الصدرية” برئاسة حسن العذاري، مشفوعا بتواقيع أكثر من 50 نائبا، لبحث ملف الاعتداءات الإيرانية والتركية على الأراضي العراقية.

ولم يصرح البرلمان العراقي حتى الآن عن مخرجات الاجتماع التداولي حول ملف الاعتداءات الإيرانية والتركية على السيادة العراقية، وما الذي سيتخذه إزاء الانتهاكات المتكررة من قبل أنقرة وطهران.

لكن رئيس “الكتلة الصدرية” حسن العذاري، دعا الحكومة إلى اتباع إجراءات أمنية ودبلوماسية إزاء تكرار الاستهدافات من دول الجوار على الأراضي العراقية، واللجوء إلى مجلس الأمن لاتخاذ موقف موحد.

تفاصيل الاعتداء الإيراني

تنتهك إيران السيادة العراقبة بشكل متكرر، عبر استهداف الوجود الأميركي في العراق بصواريخ بالستية وبطائرات مسيّرة، كان آخرها استهداف أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق بـ 12 صاروخا بالستيا، منتصف آذار/ مارس المنصم.

وحدث الاستهداف الصاروخي حينها بالقرب من مبنى القنصلية الأميركية في أربيل، وتبنى “الحرس الثوري” الإيراني الاستهداف، تحت ذريعة وجود مقر للموساد الإسرائيلي في المكان المستهدف.

بينما تنتهك أنقرة سيادة العراق برا وجوا، عبر استهداف وقصف قرى إقليم كردستان العراق شمالي البلاد، تحت ذريعة محاربة “حزب العمال الكردستاني”.

للقراءة أو الاستماع: في بيان غلبه النعاس.. بغداد تدين الهجوم التركي داخل العراق

وعادة ما تقوم بغداد باستدعاء لسفيري تركيا وإيران وتسليمهما مذكرات احتجاج على الاعتداءات التي تحصل من قبل أنقرة وطهران إزاء السيادة العراقية، دون اتخاذ أي إجراءات أخرى.

والأسبوع الماضي، أطلقت تركيا أحدث عملياتها العسكرية باسم “مخلب القفل”، حيث أنزلت مروحيات تركية وقوات خاصة، وأقامت نقاط أمنية بالأراضي العراقية وإقليم كردستان، رغم التنديد والرفض الإقليمي والدولي.

وحذّر زعيم “التيار الصدري” مقتدى الصدر، من تكرار قصف الأراضي العراقية، مؤكدا في حال تكرار ذلك بأنه “لن نسكت”، ودعا الجانب التركي اللجوء إلى التعامل الدبلوماسي والتنسيق مع القوات العراقية القادرة على إنهاء أي خطر يمكن أن يمثل تهديدا لهم.

ذرائع أنقرة

وفق الذرائع التركية، يدفع العراق جزءا من سيادته ثمنا على مر الصراع الطويل مع “حزب العمال الكردستاني”، حيث شهدت الأعوام الماضية عمليات عسكرية متكررة يشنها الجيش التركي في أراضي إقليم كردستان العراق.

للقراءة أو الاستماع: علاقة متوترة بين بغداد وأنقرة.. الهجوم التركي “اعتداء سافر”

وفي 2018 طالبت منظمات حقوقية بإجراء تحقيق في عمليات عسكرية “سرية” نفذتها تركيا ضد “العمال الكردستاني” في شمال العراق وأراضي إقليم كردستان، معتبرة أنها تنتهك قوانين الحرب المرعية دوليا.

ومع عام 2019 تجددت الهجمات التركية على أراضي إقليم كردستان، لتبدأ أنقرة الإعلان عن كل عملية في أسلوب جديد للحرب ضد عناصر “حزب العمال”، وذلك في انتهاك متعمد لسيادة العراق، بحسب مراقبين.

وعلى هذا النحو، أطلقت القوات التركية عملية “المخلب” في أيار/ مايو 2019، واستخدمت قذائف المدفعية، وهجمات جوية ضد مسلحي “العمال الكردستاني” في شمال العراق.

وما إن مر عام تقريبا، وتحديدا في حزيران يونيو 2020، أطلقت تركيا عملية جوية وبرية أخرى أسمتها “مخلب النسر”، قبل أن تستهل العام 2021 بعدة عمليات ضد “حزب العمال”، إذ نفذت في شهر شباط/ فبراير العام الماضي، عملية أطلق عليها اسم “مخلب النسر-2″، عبر ضربات جوية، ونشر جنود أتراك جرى حملهم بالمروحيات، ما أثار ردود فعل سياسية واسعة باعتباره انتهاكا للسيادة العراقية.

للقراءة أو الاستماع: التفاصيل الكاملة للقصف التركي على مخيمٍ في الموصل

وتسببت العمليات العسكرية التركية بسقوط العشرات من القتلى والجرحى المدنيين من سكان المناطق الحدودية العراقية، فضلا عن إحداث أضرار كبيرة بالممتلكات العامة والخاصة، لتتصاعد بعدها دعوات ومطالب في الأوساط السياسية بضرورة قطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع تركيا، وتعطيل جميع مصالحها في العراق، ووضع حد لهذه العمليات العسكرية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة