وجهت تقارير صحفية أصابع الاتهام نحو الخدمات الصحية والإسعاف التي يقدمها “الهلال الأحمر السوري” والتي تختلف من فرع إلى آخر، ومن محافظة إلى أخرى في سوريا، اعتمادا على ضمير وشعور أعضاء هذه الأطقم وفرق العمل المنوط بها الاستجابة السريعة لأي مكالمة بغض النظر عن الظروف أو الوقت أو الموقع.

المريض ينتظر على أرصفة الشوارع

يعتقد بعض السوريين أن نقل كيس بطاطا من الحقل إلى سوق الهال يستغرق وقتا أقل من نقل المريض إلى المستشفى، أو الاستجابة و الرد على نقل بعض الحالات الحرجة بين المحافظات.

ظواهر اللامبالاة والتراخي والمحسوبية والوسطاء والتوسل من أجل تلبية نداء المساعدة بدأت تظهر على الأفراد العاملين في “الهلال الأحمر”، حتى وصل الأمر إلى أن العاملين في “الهلال” لا يستجيبون لنداءات المرضى في شهر رمضان إلا بعد الإفطار، حسب ما نقله يوم أمس الأحد موقع “جهينة نيوز” المحلي.

وذكر الموقع، أنه من غير المقبول أن ينتظر المريض 10 أضعاف الوقت المتاح لوصول سيارة إسعاف من أجل نقله إلى المستشفيات. سيما وأن كوادر المنظمة تعامل على أنها دولية ويتقاضون رواتب عالية، إضافة إلى أن فاتورتهم مفتوحة فيما يتعلق باستهلاك الوقود.

وبيّن الموقع، أن إحدى الشكاوى التي تلقاها تتعلق بحالة طبية لا يمكن التسامح معها، لأن كوادر المنظمة فضلوا الإفطار على إسعاف مريض. المستغرب أن المكالمة كانت موجهة من قبل طبيب قدر الحالة بصعوبة نقلها بواسطة وسائل النقل العام، وأن السيارة المطلوبة هي سيارة إسعاف تتبع لكوادر “الهلال”.

وقبل هذه الحالة، كانت هناك شكوى من مشكلة منتشرة على نطاق واسع، وتتجلى بأنه وعند نقل المرضى بين المحافظات والمدن والبلدات، يتم استبدال السيارة عند الحدود الإدارية بين المحافظات، خاصة للحالات الحرجة التي لا يمكن تأخيرها.

ولأن نفس الأجهزة قد لا تتوافر للحالة الطارئة في جميع السيارات أو إمكانيات وخبرات الفريق الطبي المرافق، بالإضافة إلى الوقت اللازم لشرح الحالة الصحية للمريض، فإنه قد يكون المطلوب من “الهلال الأحمر” إعادة النظر في آلية عملها، والإجراءات الروتينية التي تؤخر من سرعة وصول الحالات الحرجة إلى المستشفى المطلوب.

للقراءة أو الاستماع: استقالات متكررة ونقص في الأدوية.. قطاع الصحة متهالك في دمشق

إمكانية محدودة للحصول على الرعاية الصحية؟

تضرر القطاع الصحي في سوريا بعد عام 2011 بشدة، وتم تدمير ما يصل إلى 50 بالمئة من المرافق الصحية، وفر ما يصل إلى 70 بالمئة من مقدمي الرعاية الصحية من البلاد بحثا عن الأمان.

وقبل عام 2011، ووفقا لبيانات الأمم المتحدة، فإنه على الرغم من التحسن الواضح في قدرات النظام الصحي، كان هناك عدد من التحديات التي يجب معالجتها للحد من عدم المساواة في الحصول على الرعاية الصحية وتحسين جودة الرعاية؛ وشملت هذه، معالجة صحة البيانات، وعدم المساواة بشكل عام، وانعدام الشفافية.

بالإضافة إلى الاستخدام غير الكافي للقدرات، وعدم كفاية التنسيق بين مقدمي الخدمات الصحية، والتوزيع غير المتكافئ للموارد البشرية، والإسعاف في سوريا.

فيما تعرضت خلال السنوات السابقة، البنية التحتية الحيوية للخطر أو الدمار، مما أدى إلى نقص مصادر المأوى والطاقة، وتدهور خدمات المياه والصرف الصحي، وانعدام الأمن الغذائي، والاكتظاظ الشديد في بعض المناطق.

وبات الوصول إلى الرعاية الصحية مقيد بشدة، ويعيقه أيضا عوامل أمنية. كما تعطلت خدمات صحة الأم والطفل على مستوى الرعاية الصحية الأولية. فيما لا تزال العواقب بالنسبة لوفيات الأمهات والأطفال، في حالات الولادة خلال هذه الفترة، غير واضحة.

ويرى الخبراء في مجال الصحة، أن الحرب كان لها تداعيات عديدة على جوانب الصحة العامة في سوريا، حيث لا يمكن إعادة بناء نظام الرعاية الصحية السوري دون تعاون جميع السلطات المنخرطة في الصراع السوري، بمساعدة المنظمات الدولية والمؤسسات الصحية لإعادة تأسيس الخدمات الصحية المفقودة وتوفير الوصول الشامل للرعاية الصحية والمساواة للسكان السوريين.

للقراءة أو الاستماع: هجرة واسعة للكوادر الطبية من سوريا.. ما الأسباب الحقيقية؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.