تسعى الحكومة السورية باستمرار إلى التهرب من العقوبات المفروضة عليها منذ العام 2011، والتي عززها قانون “قيصر” لتزداد شدتها على دمشق، وذلك في إطار مواجهة الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة التي تعيشها البلاد لا سيما خلال الفترة الأخيرة.

كيف يصل النفط إلى سوريا؟

عضو القيادة المركزية لـ “حزب البعث” في سوريا مهدي دخل الله، اعترف أن حكومة دمشق تحصل على بعض بواخر النفط عبر دفع “الرشوة“، من أجل وصول البواخر إلى السواحل السورية.

وقال دخل الله في لقاء مع إذاعة “شام إف إم” ونشرته الأحد، إن: “بواخر النفط المتوجهة إلى سوريا، يتم السماح لها بالمرور من قناة السويس، بعد دفع رشوة“، وذلك في ظل منع مرور البواخر الى سوريا بسبب العقوبات.

قد يهمك: توقف قريب لمعامل البلاستيك في سوريا

وبحسب تصريحات دخل الله، فإن هناك أشخاص مختصين يشرفون على عمليات دفع الرشوة، من أجل اجتياز البواخر قناة السويس ووصلها إلى سوريا.

وتجدر الإشارة إلى أن أزمة المحروقات عادت مؤخرا إلى المدن الرئيسي في السورية، حيث شهدت بعض المحطات في دمشق، أزمة كبيرة في تأمين مادتي المازوت والبنزين، ما خلق أزمة نقل “خانقة بأيام رمضان الأخيرة، وسط انتظار السائقين لعشر ساعات ليحصلوا على البنزين بالسعر الحر“.

ويؤكد خبراء اقتصاديون، أن أزمة المحروقات في سوريا مؤخرا مرتبطة، بتراجع الإمداد الروسي لسوريا بالنفط، بعد غزو أوكرانيا، في حين تراها إيران فرصة للضغط على دمشق عبر المشتقات النفطية، لتحصيل مكاسب، متعلقة بالقطاعات الاقتصادية لا سيما في الكهرباء.

السوريون والحوالات

وخلال مقابلته الإذاعة أكد عضو القيادة المركزية في حزب “البعث“، أن السوريين، يعتمدون بشكل أساسي على الأموال المرسلة من السوريين المقيمين في بلدان اللجوء.

وقال: “جميعنا لنا أهل خارج البلاد، ولولا إرسال النقود من السوريين في الخارج، لكنّا تبهدلنا“.

وتشهد البلاد مؤخرا حالة من التدهور الاقتصادي غير المسبوق، في ظل عجز الحكومة عن تنفيذ وعودها المتعلقة بتحسين الواقع المعيشي وضبط أسعار المواد الأساسية، فأصبح ارتفاع الأسعار في سوريا يتجاوز كل التوقعات.

وفي خضم الأزمة الاقتصادية، يعيش معظم السوريون في الداخل السورية على الحوالات المرسلة لهم من أقربائهم وأصدقائهم خارج سوريا، وذلك لمساعدتهم على مواجهة الأزمات المعيشية.

ونشر مركز “جسور للدراسات” قبل أيام تقريرا توقع فيه زيادة قيمة الحوالات المالية إلى سوريا خلال فترة شهر رمضان، إذ من المتوقع أن تصل قيمة الحوالات هذه الفترة إلى أكثر 200 مليون دولار تتوزع بشكل رئيسي في مناطق شمالي سوريا.

وقدر التقرير عدد المستفيدين من الحوالات الدورية إلى سوريا، بأكثر من 5 ملايين نسمة، يتوزعون على مختلف مناطق البلاد، وبمبالغ شهرية تقدر بين 125 و150 مليون دولار شهرياً“.

وأوضح أن “هذه الحوالات تزداد في شهر رمضان من حيث المبالغ المرسلة وحجم الشريحة التي تغطيها، لأسباب تتعلق بثقافة أغلبية الشعب السوري التي تحض على زيادة الإنفاق في رمضان، وهي مسألة تعد شبه إلزامية خلال رمضان في الشريعة الإسلامية، ويفضل معظم السوريين من المهجرين في مختلف أنحاء العالم أن يدفعوا هذه الصدقات في سوريا“.

اقرأ أيضاً: الصناعة السورية.. عبء اقتصادي ثقيل وحلول ارتجالية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.