لا تزال إيران ترفض الحوار مع العراق بشأن الملف المائي، بل وتزيد من معاناته وتفاقم أزمة بغداد المائية، الأمر الذي قد يدفع حكومة بغداد للتحرك نحو المنظمات الحقوقية.

في الجديد، قامت إيران بتغيير مسار 4 أنهلر إلى داخل أراضيها، كانت تصب سابقا في العراق وترفد أنهاره بحصص مائية جيدة، حسب وزارة الموارد المائية العراقية.

مستشار الوزارة والمتحدث الرسمي باسمها، عون ذياب عبد الله بيّن لصحيفة “الصباح” الرسمية، اليوم الأربعاء، أن الأنهار الأربعة هي: “زامكان وعباسيان وسيروان والوند”.

شكوى لدى “اليونسكو”

عبد الله أضاف، أن نهر سيروان يعد أحد روافد نهر دجلة، وكان يغذي مع نهر “تانجرو”، سد دربندخان في محافظة السليمانية، وسد حمرين في محافظة ديالى.

أما نهر الوند، فكان يغذي نهر ديالى ويصب فيه قرب مدينة جلولاء، “وله تأثير كبير في الأنهار المذكورة برغم وارداته القليلة”، على حد قول مستشار وزارة الموارد المائية، عون عبد الله.

واعتبر عبد الله، أن تغيير مجرى تلك الأنهار الأربعة من قبل طهران، هي مخالفة كبيرة وصريحة في القانون الدولي والأعراف السائدة؛ لأنها تجاوزت على حصص العراق المائية.

ونوّه عبد الله، بأن العراق قد يعرض شكواه ضد إيران أمام منظمات دولية تعنى بحقوق الإنسان، وكذلك أمام منظمة “اليونسكو”، التي تهتم بشؤون البيئة وحقوق الإنسان.

وكان الرئيس العراقي برهم صالح، أكد في تصريح صحفي بوقت سابق، أن العراق سيعاني من عجز مائي تصل نسبته إلى 10.8 مليار متر مكعب بحلول عام 2035؛ بسبب شحة المياه التي تدخل لأراضيه من نهري دجلة والفرات.

انخفاض للنصف

ما يمكن الإشارة له، أن معدلات إيرادات نهري دجلة والفرات، انخفضت بحوالي 50 بالمئة عن معدلاتها الطبيعية خلال الأعوام الماضية، لتتسبب بانخفاض مليار لتر مكعب من المياه، وخروج 260 ألف دونم من الأراضي الزراعية المنتجة عن الخدمة، حسب إحصاءات شبه رسمية.

كذلك يخسر العراق في ذات الوقت، آلاف المليارات المكعبة من المياه سنويا؛ بسبب ما يمكن تسميتها الحرب المائية التركية الإيرانية عليه.

وانعكس ذلك بشكل كبير على المحافظات التي تعتمد أنهارها على مياه نهري دجلة والفرات والتي منها محافظة الديوانية في جنوبي العراق، وغيرها من المحافظات الغربية والعاصمة بغداد.

كما انخفضت مناسيب الأنهار التي تنبع من إيران إلى عدد من المحافظات العراقية، لتتسبب بشح كبير في كميات تجهيز الأراضي الزراعية في محافظات ديالى وواسط والبصرة.

ودفع قطع المياه عن العراق من قبل تركيا وإيران، إلى لجوء وزارة الموارد المائية العراقية لحفر الآبار الارتوازية، ضمن مجموعة إجراءات اتخذتها لمعالجة شح المياه في البلاد.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة