زيارة مكوكية قام بها رئيس البرلمان العراقي، محمد الحلبوسي، اليوم الأربعاء، إلى العاصمة الإيرانية طهران، والتقى خلالها بكبار المسؤولين في البلاد، فما أهدافها ورسائلها؟

بدأ ااحلبوسي زيارته بلقاء نظيره رئيس مجلس الشوري الإيراني، محمد باقر قاليباف، ثم التقى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أعقبها بلقاء الأمين العام لمجلس الأمن القومي علي شمخاني، واختتمها بلقاء وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان.

ذهب وفد نيابي برفقة الحلبوسي إلى طهران، معظمهم كانوا من المنتمين للتحالف الثلاثي “إنقاذ وطن”، الذي يضم “التيار الصدزي” بزعامة مقتدى الصدر، و”السيادة” بزعامة الحلبوسي، و”الحزب الديمقراطي” بزعامة مسعود بارزاني.

الرسالة

زيارة رئيس مجلس النواب العراقي إلى الجارة الشرقية لبغداد، أثارت غضب قوى “الإطار التنسيقي” الموالية لإيران؛ لأن الوفد الذي رافقه كان “وفق مزاجية الحلبوسي”، ولم يأخذ طابع التوازن البرلماني والسياسي، بحسب تصريحات صحفية لأعضاء من “الإطار”.

ما الهدف من زيارة الحلبوسي هذه؟ وما هي رسائلها؟ أسئلة طرحها موقع “الحل نت”، على الكاتب والمحلل السياسي علي البيدر، الذي يقول إن الحلبوسي ذهب إلى إيران بارتدائه لعَباءَتين.

يضيف البيدر، أن العباءة الأولى، هي الرسالة من الزيارة، ومفاد تلك الرسالة، أن الحلبوسي هو الزعيم الأوحد للمكون السني في المشهد السياسي العراقي، وأرسلها للقوى الداخلية التي تحاول تغيير ذلك الواقع بفرض شخصيات جديدة في المشهد السني.

وشهد العراق، الأسبوع المنصرم، عودة شخصيات سياسية سنية إلى بغداد بعد سنوات من الابتعاد عنها، إثر اتهامها بـ “الإرهاب” من قبل حكومة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي.

وأبرز تلك الأسماء التي عادت، هو وزير المالية الأسبق رافع العيساوي، وزعيم قبيلة الدليم في الأنبار، علي حاتم السليمان، وبحسب الكثير من المراقبين، فإن “الإطار التنسيقي” بقيادة المالكي، هو من أعاد تلك الشخصيات.

الهدف من إعادة المالكي لتلك الشخصيات التي حاربها بنفسه سابقا، هو من أجل منافسة الحلبوسي وعدم تفرده بامتلاك القرار السياسي السني، ومحاولة تحجيمه؛ لأنه تخلى عن “الإطار” وتحالف مع خصمهم مقتدى الصدر، وفق تقرير سابق أعدّه “الحل نت”.

الأهداف

فيما يخص أهداف زيارة الحلبوسي إلى طهران، باعتقاد علي البيدر، هو طلب الحلبوسي من إيران بالكف عن إيجاد شخصيات جديدة وإعادة أخرى قديمة لتنافسه في الهيمنة على القرار السني في العراق.

للقراءة أو الاستماع: عودة زعماء المكون السني للعراق.. هل ينجحون بتحجيم الحلبوسي؟

ويشير البيدر إلى أن الهدف الآخر، هو طلب الحلبوسي من إيران بإقناع القوى الشيعية بضرورة تشكيل الحكومة المقبلة بسرعة، سواء عبر التوافق بين الصدر و”الإطار” أو من خلال حكومة أغلبية كما يريدها الصدر، لكن الأهم هو الإسراع بتشكيل الحكومة وإنهاء حالة الانسداد السياسي الحاصلة في العراق.

وينقسم المشهد السياسي الحالي في العراق، إلى صراع ثنائي بين تحالف “إنقاذ وطن” بقيادة زعيم “التيار الصدري” مقتدى الصدر، و”الإطار التنسيقي” بقيادة زعيم “ائتلاف دولة القانون”، نوري المالكي.

ويضم تحالف “إنقاذ وطن”، كتلة “التيار الصدري” مع “الحزب الديمقراطي الكردستاني” بزعامة مسعود بارزاني وتحالف “السيادة” بزعامة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي.

بينما يضم “الإطار التنسيقي” جميع القوى الشيعية الموالية إلى إيران والخاسرة في الانتخابات المبكرة الأخيرة التي جرت في 10 تشرين الأول/ أكتوبر المنصرم.

ويسعى مقتدى الصدر الفائز أولا في الانتخابات المبكرة، إلى تشكيل حكومة أغلبية سياسية بعيدا عن إشراك “الإطار التنسيقي” فيها، بينما يطمح “الإطار” إلى حكومة توافقية يتم إشراكهم بها.

للقراءة أو الاستماع: الزاملي حاكم.. أين الحلبوسي؟

سبب الانسداد السياسي

يعيش العراق في انسداد سياسي، نتيجة عدم امتلاك الصدر الأغلبية المطلقة التي تؤهله لتشكيل الحكومة، وعدم قبول “الإطار” بالذهاب إلى المعارضة.

كان مقتدى الصدر، أكد في وقت سابق عبر حسابه بموقع “تويتر”: “لن أتحالف معكم (…) وأن الانسداد السياسي أهون من التوافق مع التبعية”، في إشارة منه إلى تبعية “الإطار” لإيران.

وغيّر الصدر من رأيه مؤخرا، وأعطى مهلة لقوى “الإطار” تستمر إلى نهاية عيد الفطر المقبل، للذهاب بالتحالف مع بقية القوى السياسية لتشكيل حكومة أغلبية باستثناء “التيار الصدري”، لكن ذلك من الإعجاز تحقيقه؛ لأن “الإطار” لا يمتلك الأغلبية البسيطة ولا المطلقة.

يذكر أن البرلمان العراقي فشل في عقد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية التي تمهد لتشكيل الحكومة المقبلة 3 مرات متتالية، بسبب عدم حضور الأغلبية المطلقة من النواب لجلسة انتخاب الرئيس العراقي، التي يفرضها الدستور لعقد الجلسة.

إذ فشل تحالف “إنقاذ وطن” الذي يمتلك الأغلبية البرلمانية بـ 175 مقعدا من تحقيق الأغلبية المطلقة وهي حضور 220 نائبا من مجموع 329 نائبا؛ بسبب سياسة الترغيب التي مارسها “الإطار التنسيقي” الذي يمتلك 83 مقعدا فقط، مع عدد من النواب المستقلين وغيرهم من أجل الوصول نحو 110 نواب وبالتالي تشكيل الثلث المعطل الذي لا يسمح بحصول الأغلبية المطلقة، وهو ما حدث بالفعل.

للقراءة أو الاستماع: الحلبوسي والصراع الخفي بالأنبار.. ما علاقة “كتائب حزب الله”؟

ولم تحدّد رئاسة البرلمان العراقي بعد، موعد الجلسة المقبلة الخاصة بانتخاب رئيس الجمهورية، لكن تحالف “من أجل الشعب”، قال إنه قدّم طلبا لهيئة رئاسة البرلمان لعقد الجلسة في تاريخ 7 آيار/ مايو المقبل.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.