يبدو أن مسار الحل السياسي في سوريا، بدأ يواجه خطر النسيان على الصعيد الدولي، وذلك تزامنا مع الفشل المستمر لمسار اللجنة الدستورية السورية.

سبع جولات عقدتها اللجنة، لم تحقق حتى الآن أي من أهدافها المعلنة، فظهرت العديد من الخلافات بين الوفود المشاركة في اللجنة، التي وقفت عاجزة أمام تحقيق أي خطوة من شأنها دعم الحل السياسي في البلاد.

سوريا منسيّة؟

بالتزامن مع نية المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسن عقد جولة ثامنة، حذرت مساعدة الأمين العام للشؤون الإنسانية ونائبة منسق الإغاثة، جويس ميسويا، خلال إحاطتها في مجلس الأمن، من تحول الأزمة السورية لأزمة منسية في الوقت الذي يكافح فيه ملايين السوريين لتوفير الاحتياجات الأساسية لأطفالهم.

وأشارت ميسويا الأربعاء إلى أن الأوضاع الإنسانية في سوريا لم تكن بهذا المستوى من السوء منذ اندلاع النزاع. وقالت: “تحققت المفوضية السامية للاجئين، في شهري شباط وآذار من مقتل 92 مدنيا من بينهم أكثر من عشرين طفلا“.

قد يهمك: روسيا تتخلى عن نفوذها في سوريا بعد مأزق أوكرانيا؟

من جانبه أعلن غير بيدرسن، نيته تنظيم جولة أخرى لاجتماعات اللجنة الدستورية، أواخر شهر أيار/مايو القادم مشددا على ضرورة “تحقيق تقدم في هذا الملف في الوقت الذي تعلن فيه الأطراف عن الحاجة لإحراز تقدم فيه“.

واعتبر بيدرسن، أن “سوريا تعيش صراعا متأججا وليس خامدا“، وأضاف أمام مجلس الأمن: “شهدنا قصفا جويا في الشمال الغربي وصدامات مكثفة حول عفرين والشمال الشرقي، في ظل تبادل إطلاق النار بالقذائف والقصف على طول حدود التماس، بالإضافة إلى العبوات الناسفة والسيارات المفخخة“.

ويرى المحلل السياسي السوري فراس علاوي، أن بيدرسن يواصل محاولاته إحياء اللجنة الدستورية التي تعتبر ميتة أصلا، وذلك لمنافع شخصية، فبيدرسن لا يتوقع أي تطور في عمل اللجنة الدستورية، ولا يتوقع أي استجابة من دمشق لما يريد، بحسب علاوي.

ويقول علاوي في حديثه لـ“الحل نت“: “بيدرسن يريد فقط نفخ الحياة في عمل اللجنة، لأن حقيقة وجوده كوسيط للأمم المتحدة، بات يتوقف فقط على أمل استمرار اللجنة الدستورية، جميع الملفات الأخرى متوقفة، فإذا توقف عمل اللجنة الدستورية لن يبقى للمبعوث الأممي أي عمل“.

ويضيف “أعتقد بأن بيدرسن بحث عن مجد شخصي من خلال الملف السوري ولم يجده، والآن يريد تجنب الفشل، لذلك هو يريد استمرار العملية السياسية من دافع شخصي فقط، وليس من دافع الحرص على السوريين، لأنه يدرك تماما أن اللجنة الدستورية لن تفرز أي حل سياسي وهو ذكرها سابقا“.

مخاوف من انتهاء عمل اللجنة

وتهدد عمليات الغزو الروسي لأوكرانيا استمرارية عمل اللجنة، بحسب ما يعتقد علاوي، كون روسيا هي أحد المشرفين على اللجنة، وهي (اللجنة الدستورية) التي تعتبر نتاج الرؤية الروسية، لمخرجات القرار الأممي 2254.

وحول ذلك يضيف علاوي: “الرؤية الروسية أخلّت تراتبية القرار الذي ينص على بيئة آمنة وهيئة حكم انتقالي ومن ثم الذهاب إلى الدستور والانتخابات. للأسف المعارضة السورية وافقت على الرؤية الروسية وأصبح مسار اللجنة الدستورية هو المسار الوحيد“.

وتتعقد العملية السياسية في سوريا مؤخرا، مع رفض جميع الأطراف (المعارضة وحكومة دمشق) للسياسة المطروحة من قبل مبعوث الأمم المتحدة غير بيدرسن، للحل في سوريا تحت عنوان “خطوة بخطوة“، ما يوحي ربما بجمود جديد واسع في مسار الحل السياسي في سوريا إلى أجل غير معلوم.

هذا وقد فشلت كافة جولات التفاوض التي قادتها “الأمم المتحدة” في جنيف خلال السنوات الماضية، آخرها كان عبر مسار “اللجنة الدستورية” في تحقيق أي تقدم بخصوص الحل السياسي في سوريا.

للقراءة أو الاستماع: لماذا تريد روسيا القضاء على اللجنة الدستورية السورية؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.