ما إن بدأ فيروس كورونا ينحسر في العراق، حتى أعلنت وزارة الصحة العراقية، الثلاثاء الماضي، وفاة أربعة عراقيين وإصابة 18 آخرين جراء انتشار مرض الحمى النزفية في عدد من المحافظات.

وطالبت الصحة وفق بيان صادر عنها، وتلقى موقع “الحل نت”، نسخة منه، المواطنين بأخذ الحيطة والحذر واتباع إجراءات السالمة، مشيرة إلى أن، المصابين والمتوفين جراء المرض، هم من مربي الماشية وقصابون-جزارون.

أقرأ/ي أيضا: تطور وبائي “خطير” في العراق جراء “كورونا”

قلق شعبي

تصاعد المخاوف من انتشار المرض، دفع وزارة الزراعة العراقية لإعلان سيطرتها على بؤر مرض “الحمى النزفية”، مؤكدة السيطرة على المرض، وفقا لبيان صدر عن الوزارة مساء أمس الخميس، وتلقى موقع “الحل نت”، نسخة منه.

وبحسب البيان، قال المتحدث باسم الوزارة، حميد النايف، إن “الدوائر البيطرية تواصل عملها في جميع المحافظات للحد من انتشار مرض الحمى النزفية، وأن وزير الزراعة وّجه بتجهيز كافة المستوصفات البيطرية في جميع المحافظات بالمبيدات الخاصة بمكافحة حشرة القراد، وهي الوسيط المسبب لمرض الحمى النزفية”.  
  
فيما تم التأكيد على “استمرار حملات المكافحة المستمرة التي تقوم بها دوائر البيطرة في مكافحة وتغطيس الحيوانات ومكافحة الحظائر”، أضاف النايف، وأكد، أن “تلك الحملات حدت من انتقال هذا المرض للإنسان، وأصبح الوضع تحت السيطرة تماما”.  
  
ودعا مربي الحيوانات إلى “الالتزام الارشادات البيطرية الخاصة بخلو الحيوانات من القراد، فضلا عن إخبار الجهات البيطرية بوجود حشرة القراد، من أجل مكافحتها وإنهاء وجودها، والمحافظة على الثروة الحيوانية من أي أمراض قد تحدث مستقبلا”.

في حين يتوجب على المواطنين تطبيق الإجراءات الصحية، وشراء اللحوم من المجازر المرخصة قانونيا، والإخبار عن أماكن تربية الحيوانات داخل منازل المواطنين والساحات في كافة المدن العراقية، وفقا للمتحدث باسم الزراعة.
  
واعتبر “هذه الإجراءات وقائية وصحية لدرء أي خطر على حياة المواطنين”، مطمئنا المواطنين من الخشية من اقتناء اللحوم، مشترطا أن “تكون من المحال الرسميةحفاظا على سالمتهم”.  

وسجل مرض “الحمى النزفية” إصابات متسارعة بعدد من المحافظات، وتحديدا الجنوبية، ما أثار قلقا من إمكانية تفشيه، الأمر الذي دفع إلى اتخاذ إجراءات وقائية مشددة لمنع انتقاله.  

واتخذت المحافظات العراقية الأخرى، ومنها نينوى وكركوك وديالى والبصرة وواسط وميسان، وغيرها فضلا عن محافظات إقليم كردستان إجراءات وقائية مشددة للحد من انتقال المرض.  

أقرأ/ي أيضا: تطور وبائي “خطير” في العراق جراء “كورونا”

إجراءات وقائية
  


أعلنت وزارة الزراعة في حكومة الإقليم، في بيان لها، أنها “اتخذت إجراءات للحد من المرض، من بينها وجوب أن يكون ذبح الحيوانات في المجازر الرسمية بفحوصات وختم البيطرة الرسمي، وأن تجري عملية فحص الحيوانات قبل وبعد عملية الذبح، وفحص الملابس الخاصة والأدوات الخاصة بالذبح في المجازر الرسمية”.  
  
وألزمت الوزارة، محاجر الحيوانات في المعابر الحدودية والمطارات بأن “تقوم بالفحوصات الدقيقة للحيوانات التي تدخل إلى الإقليم”، مؤكدة “السيطرة على ظاهرة استيراد الحيوانات بشكل غير رسمي من الخارج، وما بين الإقليم والمحافظات العراقية، وكذلك منع استيراد الحيوانات من المحافظات التي ظهر فيها مرض الحمى النزفية”.  
  
من جهته، دعا عضو نقابة الأطباء العراقيين، سنان العلواني، إلى عدم الاطمئنان للمرض، والذي يحتاج إلى فترة إنهائه، مؤكدا انه “يجب أن تكون هناك فترة بين إجراء المكافحة الشاملة، والتأكد من عدم تسجيل إصابات جديدة، للتحقق من انتهاء المرض والسيطرة عليه”.  
  
وأضاف “قد تكون وزارة الزراعة حجمت من انتقال المرض، إلا أنه من الضروري جدا استمرار الحملات الوقائية والمكافحة، والتشديد على منع الجزر العشوائي غير المرخص”، محملا وزارة الزراعة والأجهزة الحكومية الأخرى، “مسؤولية استمرار تلك الإجراءات، وعدم التهاون بتطبيقها”.  

وعلى الرغم من إعلان “السيطرة على المرض” واتخاذ إجراءات رادعة، الا أن الأنباء التي ترد من المحافظات الجنوبية بالعراق، ما زالت تؤكد تسجيل حالات إصابة أو اشتباه بالمرض.

إذ سجلت محافظة بابل أمس الخميس 3 إصابات، وفقا لإحصائية أوردتها صحيفة “العربي الجديد”، وتابعها موقع “الحل نت”، مشيرة إلى أن، في محافظة ذي قار التي تعد اكثر تضررا من المرض أيضا سجلت 3 إصابات.

وتاتي تلك الاحصائية، وسط تشكيك بالأرقام المعلنة من قبل السلطات حول عدد الإصابات والوفيات، نتيجة عدم إجراء مسوحات ميدانية بالقرى المصابة، والاعتماد على من يصل إلى المستشفيات الحكومية منهم فقط. 

والحمى النزفية مرض فيروسي، ينتقل عبر الدواجن والماشية إلى الإنسان، ومن ثم ينتقل عن طريق العدوى من شخص لآخر، وتبلغ معدلات الوفيات للمصابين به نحو 40 بالمائة، بحسب منظمة الصحة العالمية.  
  
ومن أعراض المرض، ارتفاع درجة الحرارة لدى المصاب، ونحول عام، آلم في العضلات، غثيان وتقيؤ، وظهور البقع النزفية تحت الجلد وأماكن زرق الإبر وفي الفم والأنف، بعد خمسة أيام من المرض، خصوصا أن المعدل العام لحضانته من يوم واحد إلى 14 يوما، وأن أهم إجراءات الوقاية منه، رش المنازل بالمبيدات الحشرية، وتعقيمها، ومراقبة الحالات المشكوك فيها وإحالتها على الفحص المبكر في أسرع وقت ممكن.

أقرأ/ي أيضا: المالية العراقية تتحدث عن تعافي الاقتصاد.. هل نجحت الورقة البيضاء؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.