لا يزال ارتفاع الأسعار يخيم على أحاديث السوريين، لا سيما أسعار بعض المواد التي أطلق عليها البعض “النكات”، من كثرة غلائها. مثل سعرة البندورة، الذي ارتفع مؤخرا بشكل غير مسبوق، وبات الناس  يشترونها إما بالحبة أو تخلوا عنها نهائيا، والبعض اعتبر أن أكلة “الجزمز والتبولة” باتت من ضمن موائد الأغنياء فقط.

أسباب الغلاء

في هذا السياق، ربط معظم الخبراء الاقتصاديين سبب هذا الارتفاع الذي شهدته سوريا، بالمشتقات النفطية كالمازوت والبنزين، كونه أحد مفاصل أي اقتصاد في أي دولة وله تأثير مباشر على الحياة اليومية بشكل عام، وخاصة في سوريا، حيث اعتماد عدة قطاعات سواء زراعية أم حيوانية أم تجارية ووسائل النقل، على مادة المازوت في الأمور التشغيلية في ظل غياب التيار الكهربائي.

بينما تشير معطيات السوق إلى أن هناك عوامل أخرى ساهمت في ارتفاع سعر بعض الخضروات ومنها “البندورة” وعلى رأسها التصدير، حيث كشفت مصادر بأن سوريا تصدر يوميا حوالي 200 ألف طن من البندورة الى دول الخليج ومصر والعراق، وفقا لموقع “المشهد” المحلي يوم أمس.

مع قرب حلول عيد الفطر، ما تزال الأسعار تواصل ارتفاعها، حيث واصل سعر كيلو البندورة، ارتفاعه ليبلغ 4700 ليرة سورية، في معظم مناطق ريف دمشق، متأثرا بارتفاع سعر البنزين في السوق السوداء وصعوبة الحصول عليه وفق ما أفاد به الباعة لموقع “المشهد” المحلي، لتكون نسبة الارتفاع لهذه المادة منذ بداية شهر رمضان بنحو 30 بالمئة، على حد وصفهم.

قد يهمك: أسعار مختلفة لأسعار لحم الغنم في سوريا.. ما السبب؟

الأسعار في الأسواق السورية

وفي جولة لصحيفة “تشرين” المحلية، اليوم، ذكرت أن أسعار الخضار والفواكه سجلت في محافظة القنيطرة ارتفاعا كبيرا في الباذنجان برشلونة نوع أول من 1400 إلى 1600 ليرة والجزر أول من 1650 إلى 1900 ليرة، بينما سجل انخفاض كبير في أسعار الكوسا نوع أول من 2700 إلى 1900 والخيار البلدي من 3200 إلى 2400 ليرة والفول البلدي تراوحت أسعاره بين 1000-1200 ليرة سورية.في حين ارتفعت أسعار اللحوم الحمراء أيضا في أسواق المحافظة حيث سجل كغ من اللحم العجل الهبرة 30000 ألف ليرة والمسوفة 25000 ألف ليرة، ولحم الخاروف تراوح بين 45-40 ألف ليرة.

بينما شهدت أسعار الفروج بعض الارتفاع رغم انخفاض الطلب فسجل سعر كيلو الفروج 10 آلاف ليرة والشرحات 20ألف ليرة والأفخاذ 14 ألف ليرة.أما أسعار الفواكه فسجلت: سعر كيلو البرتقال بين 2000-1500 ليرة سورية، والتفاح 2500 ليرة، والفريز ما بين 3500-2500 ليرة.

وكشف تاجر في سوق الهال بمحافظة طرطوس في تصريح لموقع “بزنس2بزنس” المحلي، منتصف الشهر الجاري، أن أسباب الزيادة الأخيرة في أسعار “البندورة والبطاطا” تعود لقلة الكميات المعروضة بعد تعرض الموسم للأضرار بسبب الظروف الجوية، وتصديرها إلى لبنان وإلى بلدان أخرى بالإضافة إلى ارتفاع أجور النقل.

وأضاف تقرير الموقع المحلي على لسان التاجر، أن “هناك سببا آخر لارتفاع سعر البندورة، وهو أن بعض الأنواع أو ما يعرف باسم البندورة “البانياسية”، تزرع لغرض التصدير، وهي لها تكاليف عالية وتحتاج إلى عناية خاصة ويتم زراعتها لغرض التصدير ولا يمكن إيقاف تصديرها لأن المزارع زرعها وتكلف عليها، وفي حال توقف تصديرها ستخلق مشكلة للمزارع وتسبب له خسارة كبيرة”.

وأشار التاجر، ياسر مهنا في حديثه للموقع المحلي، إلى أن هناك ثلاثة أنواع من البندورة في سوق الهال، اليوم منها الصنف البلدي، وهناك نوعية جودته  وسط والنوعية المخصصة للتصدير وتباع بأكثر من 5000 ليرة سورية.في ظل هذا الغلاء الفاحش، من جانبها، أصدرت الجهات الحكومية عدة تصريحات “رنانة” دون تنفيذ فعلي على الأرض، وأثبتت الوقائع على الأرض، أن الإجراءات التي تقوم بها الأجهزة الحكومية المختصة غير مجدية في عملية خفض الأسعار والحد منها.

حيث وصف رئيس مجلس إدارة جمعية حماية المستهلك عبد العزيز المعقالي، قبل أسابيع، كل ما تنادي به الحكومة من تحسين للواقع المعيشي للمواطن وتأمين احتياجاته هو مجرد تصريحات، لا أساس لها على أرض الواقع، ورأى أن الحكومة شريك في ارتفاع الأسعار والفوضى العارمة في الأسواق وبأسعار السلع والمواد الغذائية والاستهلاكية من فوط أطفال ومنظفات وغيرها، حسب متابعة “الحل نت”.

يذكر أن العوائل السورية تحتاج إلى نحو مليون إلى مليون ونصف المليون أي حوالي 300 دولار شهريا، لتغطية احتياجاتها الأساسية، فيما يتراوح متوسط ​​رواتب السوريين في القطاعين العام والخاص بين 100 ألف و 260 ألفا، أي حوالي  64-30دولارا شهريا.

قد يهمك: 22 ألف لتر الزيت.. أسعار متزايدة في أسواق دمشق

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.