مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية في لبنان المقررة في الـ15 من شهر أيار/مايو المقبل، صعدت بعض الأحزاب المتصارعة لهجتها ضد اللاجئين السوريين في لبنان، حيث تحول ملف اللاجئين إلى ورقة انتخابية تستخدمها بعض الأحزاب والشخصيات المرشحة لكسب الأصوات، مستغلة الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد.

اجتماع وزاري لبحث ملف اللاجئين

وعقد عددا من الوزراء اللبنانيين الجمعة اجتماعا برئاسة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، وذلك لبحث موضوع اللاجئين السوريين، وحضر الاجتماع

جاء ذلك في اجتماع للجنة الوزارية اللبنانية المكلفة ببحث موضوع اللاجئين السوريين، اليوم الجمعة وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب، وزير العدل هنري خوري، وزير الدفاع الوطني موريس سليم، وزير المهجرين عصام شرف الدين، وزير الشؤون الاجتماعية هكتور حجار، وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي، وزير العمل مصطفى بيرم والمستشار الدبلوماسي للرئيس ميقاتي السفير بطرس عساكر، والمستشار زياد ميقاتي.

قد يهمك: لبنان.. ما الذي سيحصل بعد انسحاب سعد الحريري من المشهد السياسي؟

وعقب الاجتماع عقد كل من الوزيرين بيرم وحجار مؤتمراً صحافيا وقال بيرم: “إنّ مسألة اللجوء لم تعد تحتمل، ولم تعد الدولة اللبنانية قادرة على مقاربة هذا الملف، كما لم تعد قادرة على ضمانه بشكل كلي“.

وأضاف أن: “الدولة اللبنانية لم تعد قادرة على أن تكون شرطيا لضبط هذا الملف من أجل مصلحة دول أخرى، فنحن لا نتلقى أي مساعدة في هذا المجال، ولبنان متروك لوحده، ونحن نتلقى هذا الحمل لوحدنا، ولكننا لم نعد قادرين على تحمل هذا الوزر“.

ويرى الصحفي اللبناني ربيع دمج، أن الأوضاع الاقتصادية المتدهورة في لبنان، ألقت بظلالها على ملف اللاجئين السوريين، لا سيما بعد أن أوقفت العديد ن الدول الأجنبية والخليجية دعمها الخاص باللاجئين.

ويقول دمج في حديثه لـ“الحل نت“: “اليوم 80 بالمئة من اللبنانيين يعانون من الفقر، وهذا رقم كبير، لبنان مليء بالأزمات الاقتصادية والمعيشية، سابقا كان التيار الوطني الحر والأحزاب اليمينية المتطرفة ضد الوجود السوري بلبنان، ودعوا باستمرار لعودة اللاجئين إلى بلادهم لأسباب سياسية بحتة، لكن الآن علت الأصوات أكثر بسبب الأوضاع الاقتصادية المتدهورة التي يعيشها لبنان“.

ويؤكد دمج أن قضية اللاجئين تحولت إلى ورقة، تستخدمها الأحزاب في الانتخابات النيابية، ويضيف: “الأشخاص المرشحين يستخدمون هذه الورقة، ويتحدثون بالتالي عن قضية اللاجئين السوريين وضرورة إيجاد حل، لكن لا أعتقد أنه يمكن لهم إيجاد حل عملي“.

ويعتقد دمج أن مشكلة لبنان لن تُحل بعودة اللاجئين إلى بلادهم، وحول ذلك يقول: “طبعا هلأ الترند الجذاب لأي مرشح أو حكومة هو اللاجئين السوريين، وأعتقد أن عودة اللاجئين السوريين لن تحل مشكلة الاقتصاد، يوجد فساد ومال منهوب، المشكلة ليست باللاجئ السوري، هي لعبة من المرشحين، حتى لو راحو السوريين لن يتغير شيء في لبنان، هناك القضاء وملف مرفأ بيروت وغيرها من الملفات“.

ويمر لبنان بالعام الثالث من الانهيار المالي الناجم عن عقود من الفساد والسياسات السيئة التي أدت إلى انهيار قيمة العملة بأكثر من 90 بالمئة، وأبعدت البنوك معظم المدخرين عن حسابات العملات الصعبة. وقدرت مسودة خطة الإنقاذ المالي الحكومية في وقت سابق من هذا العام وجود فجوة بحوالي 70 مليار دولار في القطاع المالي.

وأعلن نائب رئيس مجلس الوزراء في الحكومة اللبنانية، مطلع شهر نيسان/أبريل الجاري، علنا وبشكل لا لبس فيه، إفلاس الدولة ومصرف لبنان المركزي، وقال إن الخسائر ستوزع على الدولة ومصرف لبنان والمصارف والمودعين.

السوريون وخطر العودة

ويعاني معظم السوريين في لبنان، من تصاعد وتيرة الخطاب العنصري مؤخرا، في وقت وثقت فيه وسائل إعلام حوادث عديدة ضد اللاجئين حملت طابعا عنصريا؟

وحسب تقرير صادر عن “المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين“، و“برنامج الأغذية العالمي” و“منظمة الأمم المتحدة للطفولة” (يونيسف)، في أيلول/ سبتمبر الماضي، فإن اللاجئين في لبنان “باتوا عاجزين عن توفير الحد الأدنى من الإنفاق اللازم لضمان البقاء على قيد الحياة“.

كما يخشون من مطالب سياسيين لبنانيين، بإعادتهم إلى سوريا رغم صدور تقارير دولية بتعرض عائدين منهم إلى الاعتقال.

وكانت منظمة العفو الدولية (أمنستي) قالت في تقرير لها في أيلول الماضي، إن لاجئين سوريين تعرضوا للاعتقال والاختفاء القسري، على يد السلطات السورية، لدى عودتهم إلى وطنهم.

ورصدت المنظمة في التقرير 66 حالة للاجئين عائدين إلى سوريا، تعرضوا فيها للاعتقال والتعذيب، على يد قوات الأمن، بينهم 13 طفلاً، فيما لا يزال 17 منهم مختفين للآن وقتل 5 منهم تحت التعذيب.

إقرأ أيضا: لبنان يلاحق “داعش” و”الحوثيين”.. القصة الكاملة

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.