لطالما كان سعر زيت الزيتون أعلى في الأسواق عند بيعه أكثر من الزيوت النباتية إن كان في الدول التي تنتج كليهما، أو تستوردهما، فقد بلغ سعر ليتر الزيت النباتي في سوريا ما بين 14- 17 ألف ليرة بينما لم يتجاوز سعر ليتر زيت الزيتون 13 ألف ليرة وهو سعر مرتفع جدا في الأصل لأن سوريا من الدول المنتجة لزيت الزيتون وتصدره ولا تستورده.

صعوبة تسويق زيت الزيتون

مع مطلع العام الحالي، وافق مجلس الوزراء على توصية اللجنة الاقتصادية المتضمنة تأييد مقترح وزارة الزراعة والاصلاح الزراعي بتمديد قرارات وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية المتعلقة بمنع تصدير عدة مواد بينها زيت الزيتون حتى نهاية 2022، بشكله الدوكمة أو المعبأ بعبوات تزيد على سعة 5 ليترات، بحسب متابعة “الحل نت”.

ويعزو المسؤولون الاستمرار في منع تصدير زيت الزيتون، بهدف تأمين حاجة السوق المحلية منها وضبط الأسعار وإعادة التوازن السعري للمواد ضمن الأسواق.

ولكن وعلى الرغم من هذا القرار، يجد منتجو زيت الزيتون في سوريا صعوبة تسويق إنتاجهم من الزيت رغم كل النقص في أنواع الزيوت والسمون النباتية وارتفاع أسعارها منذ بداية الحرب الأوكرانية، بحسب موقع “هاشتاغ” المحلي.

وبحسب الموقع، فإن معظم المنتجين في الساحل لم يسوقوا أكثر من 10بالمئة من إنتاجهم، وأن هذا تسبب بمشاكل كبيرة بالنسبة لهم لعدم توافر السيولة بين أيديهم ولصعوبة حفظ الزيت في منازلهم، مشيرا إلى أنهم أبدوا استغرابا كبيرا حيث أن زيت الزيتون تقل أسعاره عن الزيت النباتي، الذي تتسابق الناس للحصول على عبوة منه.

وأشار العديد من منتجي الزيت، إلى أن قرار منع تصدير الزيت الذي صدر مطلع هذا العام لم يعد بالفائدة على المستهلك لأن انخفاض القدرة الشرائية هو ما يحول دون شراء الزيت وليس فتح باب التصدير.

إقرأ:زيت الزيتون بسوريا: قلة إنتاج والأسعار غالية

انخفاض في الإنتاج

أدت الحرب في سوريا، وما نتج عنها من تقسيمات بين الحكومة وفصائل مناوئة لها للأراضي السورية إلى التأثير على إنتاج مادة زيت الزيتون، ما أدى لانخفاض الكميات المنتجة عما كانت عليه سابقا.

وفي هذا السياق، نقل الموقع عن مديرة مكتب تسويق الزيتون، عبير جوهر، أن إنتاج سوريا من الزيتون في العام الماضي هو الأقل، وأنه لم يتجاوز 88 الف طن بينما وصل في العام الذي سبقه إلى نحو 135 ألف طن، مضيفة أن خروج مناطق انتاج الزيتون من سيطرة الدولة من أهم أسباب انخفاض كميات الإنتاج، إذ أن 40بالمئة من الإنتاج يتركز في كل من إدلب ومناطق من حلب، حيث يشكل إنتاجها 40بالمئة من إجمالي الإنتاج، وعودة هذه المناطق سيسهم في تخفيض الأسعار.

وأضافت جوهر، أن تكاليف الإنتاج مرتفعة وأن تسويق الزيت يتطلب آلية عمل جديدة من الحكومة ، مقترحة أن يتم شراء المحصول والبيع للمستهلك بالتقسيط أو بشكل مدعوم كأحد الحلول، ومتوقعة أن يصل إنتاج هذا العام من الزيت إلى 135 ألف طن إذا لم تحصل إي ظروف جوية مفاجئة.

قد يهمك:بعد الزيت.. الكمون السوري لأعلى سعر منذ 5 أعوام

ارتفاع سعر زيت الزيتون أكثر من الحد الطبيعي

على الرغم من تقييد تصدير زيت الزيتون من سوريا، إلا أن أسعاره محليا تشهد ارتفاعا جنونيا، إذ وصل سعر الصفيحة (16 ليتر) إلى 250 ألف ليرة، ما يعادل راتب موظف لأربعة أشهر، بحسب متابعة “الحل نت”.

وبحسب مختصين، فإن قرار منع التصدير بكميات كبيرة أو بعبوات تزيد عن خمسة ليترات، لم ولن يساهم في خفض أسعار زيت الزيتون في سوريا كما توقعت الجهات التي أصدرته، فارتفاع سعر صفيحة زيت الزيتون في سوريا سعة 16 كغ مع بدء دوران معاصر الزيتون إلى حدود 210 ألف ليرة له، يعود إلى أن كميات كبيرة من الزيت السوري تخرج تهريبا من المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة.

وبحسب متابعة “الحل نت”، فإن كلفة إنتاج تنكة الزيت يصل إلى حدود 160 ألف ليرة. كما أن الموسم الحالي يعتبر الأسوأ من حيث كميات الإنتاج، وضعف اهتمام الحكومة بهذا المحصول الاستراتيجي من جهة ثانية.

إقرأ:دمشق.. نقص حاد في الزيت النباتي

يشار إلى أن أن سوريا صنفت في عام 2012 في المركز الخامس عالميا بإنتاج زيت الزيتون. وتصل الكمية إلى 200 ألف طن سنويا وسبقها في الترتيب تونس واليونان وإيطاليا وإسبانيا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.