مع استمرار تشكيل ملف الألغام أحد التحديات التي تواجه العراقيين في حياتهم، كشفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر يوم غد الخميس، أن 8.5 ملايين عراقي يعيشون وسط الألغام والمخلفات الحربية المميتة غير المنفلقة.

وقالت متحدثة اللجنة في العراق هبة عدنان لوكالة الأنباء العراقية الرسمية “واع”، وتابعه موقع “الحل نت”، إن “المخلفات الحربية القابلة للانفجار توجد على امتداد ما يزيد عن 3200 كيلومتر مربع من الأراضي، أي ضعف مساحة مدينة لندن”، مشيرة إلى أن “الألغام والمخلفات الحربية تسببت في سقوط نحو 700 ضحية بين عامي 2018 و2020”.

اقرأ/ي أيضا: العراق.. معاق كردي يفكك مليونين لغم خلال 30 عام 

العراق.. ضمن الأكثر تلوثا

هبة عدنان أكدت، أن “العراق يعد واحدا من أكثر البلدان التي تعرضت للتلوث بسبب الذخائر المتفجرة على سطح الكوكب”.

وأشارت إلى أن “اللجنة الدولية تسعى جاهدة في إطار أنشطتها المتعلقة بالحد من التلوث بالأسلحة، إلى نشر الوعي من المخاطر التي تشكلها الأسلحة، فضلا عن تقديمها المساعدة للضحايا من حيث الإحالات الطبية”.

كما تقدم اللجنة “الدعم الاجتماعي والاقتصادي بمختلف أنواعه، علاوة على توفير المواد اللازمة لضمان وضع علامات مميزة على المناطق الخطرة، وغير ذلك من أشكال الدعم للسلطات العراقية لمساعدتها في تنفيذ الالتزامات القانونية المتعلقة بالتثقيف بمخاطر الألغام ومساعدة الضحايا” وفق هبة.

ويتجاوز عدد سكان العراق 40 مليون نسمة، وفق إحصاء رسمي، في حين تقطن آلاف العائلات في مناطق غير مأهولة وملوثة بالألغام خلافا للقانون، بسبب عدم قدرة أفرادها على شراء أو تأجير العقارات.

وتعتبر الألغام والقنابل واحدة من أكبر التحديات التي تواجه السلطات العراقية لإعادة النازحين في المناطق المحررة شمالي البلاد، خصوصا في محافظتي نينوى وكركوك، إلى جانب الألغام المنتشرة في محافظات جنوبي البلاد، والتي تعود إلى حرب الثمانينيات بين العراق وإيران.

وبخلاف الحرب مع إيران، تنتشر الألغام ومخلفات الحروب في العراق منذ غزوه الكويت عام 1990، والغزو الأميركي للبلاد عام 2003، وسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على مناطق واسعة من شمالي وشمالي غربي البلاد بين عامي 2014 و2017.

اقرأ/ي أيضا: العراق: 34 ألف ضحية بسبب الألغام

34 ألف ضحية

ووفقا لمرصد الألغام الأرضية (Landmine Monitor)، فإن العراق من أكثر دول العالم تلوثا من حيث مساحة المنطقة الملغومة، بالإضافة إلى التلوث بالذخائر العنقودية ومخلفات حربية أخرى.

تستمر المخلفات الحربية في العراق بقتل آلاف المواطنين سنويا، في البلد التي لم تتوقف فيها الحروب طيلة العقود الأربعة الماضية، بدءا من المواجهة مع إيران، التي تعد أطول حرب في القرن العشرين، وانتهاء بالحرب ضد تنظيم داعش.

وتشير إحصائيات رسمية إلى أن القنابل غير المنفجرة، وغيرها من المخلفات الحربية، حصدت أرواح 34 ألف شخص منذ عام 2004، بين مدني وعسكري.

ويصنف العراق من بين أكثر البلدان في حجم المساحات الملوثة بالمخلفات الحربية، إذ تقدر المساحة الملوثة بحوالي ستة آلاف كيلو متر مربع، منتشرة في جميع أنحاء البلاد، شمالا وجنوبا.

ورغم العمليات الكثيرة لرفع المخلفات الحربية في العراق، إلا أن كثيرا منها ما يزال في باطن الأرض، ويحتاج إزالتها إلى جهود حكومية جادة وسريعة، بسبب انتشار هذه المخلفات الخطيرة قرب المناطق السكنية.

اقرأ/ي أيضا: فرنسا تدعم العراق بأكثر من نصف مليار دولار لهذا السبب

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.