في ثانية زيارة له منذ عام 2011، ذكرت وسائل إعلام إيرانية، اليوم الأحد، أن الرئيس السوري، بشار الأسد، كان في طهران، ليلتقي بزعماء إيرانيين.

زيارة خاطفة

ودون توضيح تفاصيل الزيارة، قالت وكالة “نور نيوز” المقربة من الأجهزة الأمنية الإيرانية، إن الأسد التقى بالمرشد الإيراني، آية الله علي خامنئي، والرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، في وقت سابق اليوم. وأضافت أن الرئيس السوري غادر في وقت لاحق طهران متوجها إلى دمشق بسوريا.

وأشارت الوكالة، إن تفاصيل الاجتماعات ستنشر في وقت لاحق. حيث تعتبر هذه هي الزيارة الأولى للأسد منذ أكثر من عامين، بعد زيارته السابقة في شباط/فبراير 2019.

وبحسب بيان لمكتب خامنئي، فإن الأخير أبلغ الأسد أن “سوريا انتصرت في حرب دولية، وأن قوة سوريا اليوم أعظم بكثير مما كانت عليه في الماضي”.

ويذكر أنه عادة ما يتم الإعلان عن الزيارة التي من المفترض أنها تمت أمس السبت، بعد مغادرة الأسد إيران، كما حدث أثناء زيارته الى دولة الإمارات العربية قبل شهرين.

للقراءة أو الاستماع: جمرايا ومصياف.. لماذا تستهدف إسرائيل مراكز البحوث العلمية في سوريا؟

زيارة عقب انسحابات من دمشق

كانت زيارة بشار الأسد الأولى لإيران برفقة القائد السابق لـ “الحرس الثوري” الإيراني، قاسم سليماني، وأوردت حسابات الرئاسة السورية على مواقع التواصل الاجتماعي حينها، أن الأسد أجرى “زيارة عمل اليوم إلى العاصمة الإيرانية طهران” تخللتها محادثات وتقديم الشكر “للجمهورية الإسلامية الإيرانية قيادة وشعبا على كل ما قدمته لسوريا خلال الحرب”.

الزيارة الجديدة، أتت بعد كشفت مصادر في الجيش السوري، أمس السبت، أن “فيلق القدس” الإيراني سحب خلال ليال الأيام الماضية، عددا من الآليات العسكرية وصواريخ متوسطة المدى، بالإضافة إلى عدد يتراوح بين 100 و120 عنصرا إيرانيا من قاعدة الكسوة، ومعسكر “جمرايا” القريب من مركز البحوث العلمية بمحيط العاصمة دمشق.

كما أغلق الفيلق طبقا لحديث المصادر – لم يتسن لـ “الحل نت” التأكد من صحة المعلومات – كلا من معسكري “الحجيرة والعادلية” بريف دمشق، بعد إجلاء عناصره منهما، كما أغلقت المليشيات الإيرانية، قواعدها في كل من “تل أحمر وريف معرية غرب درعا، ومنطقة تل الأحمر الغربي في القنيطرة.

ونقل موقع “عربي بوست”، عن جابر الحمصي، وهو ناشط ميداني، قوله إنه “خلال اليومين الماضيين شوهد عبور عدد من الأرتال العسكرية، ترفع أعلاما إيرانية، في محافظة حمص عبر طريق تدمر”، بينما ذكر الناشط الميداني، معتصم الحلبي، أن المليشيات الإيرانية أخلت مواقعها في كل من منطقة السفيرة وجبل عزان جنوب وشرق مدينة حلب شمال سوريا.

للقراءة أو الاستماع: خط إسرائيلي غير مباشر تجاه الأسد.. ما حقيقة ذلك؟

هل تمهد زيارة الأسد لانسحاب إيران؟

خلال العامين الماضيين عمل الحاج علي “الإيراني” والحاج مهدي “اللبناني”، على زيادة النفوذ الإيراني في دمشق وريفها وخصوصا قرب مطاري دمشق الدولي والمزة العسكري، إلا أن الإشارات حول تراجع المليشيات الإيرانية الأخير لا يعده مراقبون، أنه استسلام أمام الضربات الجوية الإسرائيلية.

وبحسب تصريح سابق للباحث في الشأن الإيراني، وجدان عبد الرحمن، فإن إيران لا تفكر جديا في الانسحاب من سوريا، لا جزئيا ولا بشكل كامل، لأن وجودها في سوريا مشروع استراتيجي للوصول إلى البحر الأبيض المتوسط مرورا من العراق عبر سوريا إلى لبنان، وليس مشروع محدود.

وحول الانسحاب الأخير للمليشيات الإيرانية من بعض المعسكرات في دمشق، قال عبد الرحمن، في حديث لـ”الحل نت”، إن هذا الانسحاب يعود إلى عدم قدرة طهران في تحمل تكاليف وجود مليشياتها الأجنبية في سوريا (فاطميون، وزينبيون، والحرس الثوري، والمليشيات العراقية)، على كامل الجغرافيا السورية، بسبب الأزمة الاقتصادية التي تمر بها.

ومن جهته، لا يعتقد المحلل السياسي، أحمد سعدو، خلال حديثه لـ”الحل نت”، أن الانسحاب الإيراني الجزئي سيفضي إلى انسحابات كلية من الجغرافيا السورية. مضيفا خلال حديثه لـ”الحل نت”، “بل لعل المشروع الإيراني في سوريا يتجذر ويتعمق أكثر فأكثر، ضمن المفاعيل الإقليمية والدولية المحيطة، وخاصة بعد تعثر المفاوضات في فيينا بما يخص النووي الإيراني وتبعاته”.

وعلى ما يبدو، تريد إيران التأكيد على قدرتها على استخدام الخيار العسكري وزيادة حدتها إذا تعرضت لضغوط أكبر في سوريا، إذ لا تعلق كثيرا على خسائرها بسبب الضربات الإسرائيلية. هذا بالإضافة إلى تجديد رفضها إدراج موضوع وجودها العسكري في المنطقة ضمن مفاوضاتها النووية مع الولايات المتحدة.

للقراءة أو الاستماع: هل يستمر القصف الإسرائيلي على الأراضي السورية بسبب إيران؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة