تستمر عجلة البحث عن مخرج لحالة الانسداد السياسي المعطلة لملف تشكيل الحكومة العراقية، نتيجة الصراع بين “إنقاذ وطن” و”الإطار التنسيقي”.

في آخر الجديد، اجتمعت قيادات تحالف “إنقاذ وطن” في أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، وتحديدا في مقر زعيم “الحزب الديمقراطي الكردستاني”، مسعود بارزاني.

ذهب إلى أربيل، رئيس “الكتلة الصدرية” حسن العذاري، مع زعيمي حزب “تقدم” محمد الحلبوسي وحزب “عزم” خميس الخنجر المنضويين في “تحالف السيادة”، وجرى اللقاء مع بارزاني.

وبعد انتهاء الاجتماع، أكد تحالف “إنقاذ وطن” في بيان تلقاه “الحل نت”، انفتاحه على القوى السياسية التي تؤمن بحكومة “الأغلبية الوطنية”.

وأضاف، أنه اتفق على أن يأخذ مجلس النواب دوره في تشريع القوانين التي تصب في مصلحة المواطنين، وكذلك ممارسة دوره الرقابي.

اجتماع للمستقلين

بيان “إنقاذ وطن”، أشار إلى أن “التحالف مستمر في حواراته مع النواب المستقلين بعد المبادرة التي أطلقها ومنحها لهم”.

وكان “إنقاذ وطن”، أطلق مبادرة من خلال زعيم “التيار الصدري” مقتدى الصدر، الأسبوع المنصرم، بمنح فرصة تشكيل الحكومة للنواب المستقلين بغضون 15 يوما.

واشترطت مبادرة الصدر، أن يجتمع 40 مستقلا في تكتل واحد يبتعد عن “الإطار التنسيقي”، مقابل تصويت “إنقاذ وطن” على حكومتهم، دون أن يأخذ “التيار الصدري” أي وزارة فيها.

وفاز في الانتخابات المبكرة الأخيرة، نحو 50 مستقلا بشكل فردي، لكنهم لم يجتمعوا في تكتل واحد حتى الآن، رغم مرور 7 أشهر على إجراء الانتخابات النيابية.

وبعد مبادرة الصدر، عقد أكثر من 45 نائبا مستقلا، اليوم الاثنين، اجتماعا هو الأول من نوعه لمناقشة مبادرة مقتدى الصدر، والتي تتمحور حول منحهم فرصة لتشكيل الحكومة المقبلة.

للقراءة أو الاستماع:

وقال مصدر سياسي لموقع “ألترا عراق”، إن “الاجتماع هو الأول والأكبر للنواب المستقلين منذ التئام مجلس النواب الجديد، حيث ضم أكثر من 45 نائبا من المستقلين”.

وعقد الاجتماع في منزل النائب المستقل، حيدر طارق الشمخي في العاصمة بغداد، للتباحث حول مبادرة الصدر والمستجدات السياسية في البلاد.

ولم تتضح أي نتائج من الاجتماع، فقد شابه الغموض والتكتم على مخرجاته، في وقت يتوقع خبراء في مجال السياسة، أن يفشل المستقلون في استثمار مبادرة الصدر، لعدم انسجامهم فيما بينهم.

حالة المشهد السياسي

ينقسم المشهد السياسي الحالي في العراق، إلى صراع ثنائي بين تحالف “إنقاذ وطن” بقيادة زعيم “التيار الصدري” مقتدى الصدر، و”الإطار التنسيقي” بقيادة زعيم “ائتلاف دولة القانون”، نوري المالكي.

ويضم تحالف “إنقاذ وطن”، كتلة “التيار الصدري” مع “الحزب الديمقراطي الكردستاني” بزعامة مسعود بارزاني وتحالف “السيادة” بزعامة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي.

للقراءة أو الاستماع:

بينما يضم “الإطار التنسيقي”، جميع القوى الشيعية الموالية إلى إيران والخاسرة في الانتخابات المبكرة الأخيرة التي جرت في 10 تشرين الأول/ أكتوبر المنصرم.

ويسعى مقتدى الصدر الفائز أولا في الانتخابات المبكرة، إلى تشكيل حكومة أغلبية سياسية بعيدا عن إشراك “الإطار التنسيقي” فيها، بينما يطمح “الإطار” إلى حكومة توافقية يتم إشراكهم بها.

ويعيش العراق في انسداد سياسي، نتيجة عدم امتلاك الصدر الأغلبية المطلقة التي تؤهله لتشكيل الحكومة، وعدم قبول “الإطار” بالذهاب إلى المعارضة.

وكان مقتدى الصدر، أكد في وقت سابق عبر حسابه بموقع “تويتر”: “لن أتحالف معكم (…) وأن الانسداد السياسي أهون من التوافق مع التبعية”، في إشارة منه إلى تبعية “الإطار” لإيران.

يذكر أن البرلمان العراقي فشل في عقد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية التي تمهد لتشكيل الحكومة المقبلة 3 مرات متتالية، بسبب عدم حضور الأغلبية المطلقة من النواب لجلسة انتخاب الرئيس العراقي، التي يفرضها الدستور لعقد الجلسة.

للقراءة أو الاستماع:

إذ فشل تحالف “إنقاذ وطن” الذي يمتلك الأغلبية البرلمانية بـ 180 مقعدا من تحقيق الأغلبية المطلقة وهي حضور 220 نائبا من مجموع 329 نائبا؛ بسبب سياسة الترغيب التي مارسها “الإطار التنسيقي” الذي يمتلك 83 مقعدا فقط، مع عدد من النواب المستقلين وغيرهم من أجل الوصول لنحو 110 نواب وبالتالي تشكيل الثلث المعطل الذي لا يسمح بحصول الأغلبية المطلقة، وهو ما حدث بالفعل.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.