لا تزال حالة الترقب تسيطر على العديد من السوريين منذ صدور مرسوم العفو الأخير عن “الجرائم الإرهابية”، والذي بدأت السلطات بموجبه بالإفراج عن معتقلين، بعد صدور مرسوم الرئيس السوري بشار الأسد، حيث تحولت عملية الإفراج إلى الهم الأكبر الذي يشغل السوريين، ما دفع بعضهم للانتظار لساعات وأيام في ساحات دمشق.

ولعل الترقب الأكبر هو ذاك المتعلق بمعتقلي سجن صيدنايا العسكري، والذي يعتبر أسوأ السجون السورية على الإطلاق، خاصة مع التقارير السابقة للعديد من الدول والمنظمات الحقوقية التي أكدت حدوث عمليات إعدام جماعي فيه، إضافة إلى موت عدد كبير من معتقليه نتيجة للتعذيب والأمراض، وحتى الآن وبعد مرور أكثر من أسبوع على صدور العفو، لم تكن أعداد المعتقلين المفرج عنهم من صيدنايا مقاربة للتوقعات والتفاؤل من بعض المراقبين.

كيف يتم الإفراج عن معتقلي صيدنايا؟

دياب سرية، عضو “رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا”، قال في حديث لموقع “الحل نت”، إن المعتقلين تبلغوا بقرار الإفراج من خلال ضباط السجن، الذي نادوا على عدد من المعتقلين، ومن المتوقع أن عددهم نحو 200 معتقل، بحسب معتقلين أُفرج عنهم، “أخبروهم أن هناك مكرمة من الرئيس بشار الأسد وسيتم الإفراج عنهم”.

وأضاف سرية، أنه بعد ذلك بدأت عملية الإفراج، حيث نُقل قسم من المعتقلين إلى الشرطة العسكرية في دمشق، ونُقل قسم آخر من المنشقين العسكريين إلى قطعاتهم التي انشقوا عنها ومن هناك تم إعطاؤهم إجازات للذهاب إلى منازلهم، فيما تم الإفراج عن البقية بشكل مباشر وعادوا إلى ذويهم فورا.

قد يهمك:عفو “الجرائم الإرهابية” في سوريا.. من يشمل وما أهدافه؟

أوضاع معتقلي صيدنايا؟

سرية وفي معرض الحديث عن أوضاع معتقلي سجن صيدنايا، أوضح أنه بالنسبة للمعتقلين الذين لم يفرج عنهم بعد لا يوجد هناك معلومات عن أوضاعهم، فغالبية من أُفرج عنهم لم يتمكنوا من الحصول على هواتف للتواصل، كما لا يزالون بحالة من الصدمة ومعظمهم لم يتكلم عن شيء، فهم بحاجة للراحة، وفق تعبيره.

في حين لا يزال عدد من المعتقلين المفرج عنهم يعاني من أوضاع صحية سيئة بعض الشيء، لكن لم تصل لحد فقدان الذاكرة كما يشاع في بعض وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة المعتقلين القدامى.

إقرأ:انتظار المساجين في شوارع دمشق.. آخر التطورات

عدد المفرج عنهم من سجن صيدنايا

وحول عدد المفرج عنهم من سجن صيدنايا، أكد سرية أنه تم توثيق الإفراج عن 117 معتقل حتى يوم أمس، بينهم 14 معتقلا، كانوا اعتقلوا عامي 2011 و 2012، مشيرا إلى أن عملية التوثيق مستمرة حتى الآن، ومن الممكن أن يزداد العدد “لكن ليس كثيرا”.

كما أشار سرية، إلى العدد الذي سيخرج من سجن صيدنايا لا يزال غير معروفا لأي جهة، فالسلطات تتكتم على معتقلي سجن صيدنايا بشكل خاص، كي لا تكون هناك معلومات دقيقة حول أعداد المعتقلين الموجودين في السجن، مؤكدا أن توثيق من خرجوا كانت عملية بالغة الصعوبة.

وكشف أن بعض المعتقلين المفرج عنهم سبق وأن تبلغ ذووهم خبر وفاتهم لكن بشكل غير رسمي، ودون الحصول على شهادات وفاة، لافتا إلى أنه لا يرى أن حكومة دمشق ستقوم عن الإفراج عن عدد كبير من معتقلي سجن صيدنايا، وربما لن يتجاوز العدد إذا استمرت عملية الإفراج 300 معتقلا بأحسن الأحوال.

قد يهمك:تجريم التعذيب في سوريا.. أغراض سياسية لقرار غير حقيقي؟

وكانت “رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا”، كشفت أمس الأحد عن تفاصيل حول المعتقلين المفرج عنهم، ومن تمت محاكمته ومن لم تتم، فقد بلغ عدد من أُفرج عنهم ممن اعتقلوا في الأشهر الأولى من العام 2011، 6 معتقلين، بينما هناك ثمانية حالات من المفرج عنهم تاريخ اعتقالهم يعود للعام 2012، كما أن هناك 80 معتقلا من المفرج عنهم من سجن صيدنايا نظرت محكمة الميدان العسكري في قضاياهم، و 14 معتقلا من المفرج عنهم نظرت محكمة الإرهاب في قضاياهم، بينما هناك 23 معتقلا من المفرج عنهم لم تنظر أي محكمة في قضاياهم خلال فترة احتجازهم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.