جفاف كامل في البحيرات، وانخفاض حاد في ارتفاع مناسيب مياه نهر دجلة في العراق. هي أزمة مائية تتكرر في هذا الصيف، لكن خطورتها أكثر من كل موسم.

تكمن الخطورة في جفاف بحيرتي ساوة بمحافظة المثنى جنوبي العراق، وحمرين بمحافظة ديالى شرقي البلاد، لأول مرة بشكل كامل، دون وجود لقطرة ماء واحدة.

https://twitter.com/Omar_aliraqi20/status/1523516491609821184?t=YuK7Sxidq-cMzIakI8xxyQ&s=19

ناشطون عراقيون تداولوا مقاطع فيديوية تظهر جفاف البحيرتين، فيما أظهر مقطع فيديو، تحوّل بحيرة حمرين إلى ممر للسيارات، يختصر سواق المركبات المسافة بين البلدات التي كانت تقسمها البحيرة لنصفين.

ليس ذلك فحسب، بل أظهرت صور ومقاطع فيديوية، جفاف مساحات ليست بالهيّنة من نهر دجلة في العاصمة العراقية بغداد، إضافة إلى نقص حاد في مياه النهر التي اقتصر ارتفاعها لمستوى متر واحد فقط.

مقطع فيديو، أظهر أحد الشباب وهو يعبر نصف نهر دجلة بين منطقة الكرادة والمنطقة الخضراء راكضا، ما آثار حالة من الصدمة لدى رواد مواقع “التواصل الاجتماعي” في البلاد.

“استغلال”

الطامة الكبرى بحسب كثير من رواد مواقع “التواصل الاجتماعي”، هو أن جفاف أجزاء من نهر دجلة يحدث قبالة المنطقة الخضراء، معقل الحكومة والرئاسات العراقية الثلاث، دون أي تحرّك لمعالجة خطر الجفاف المقبل.

وزارة الموارد المائية تحاول تخفيف الصدمة والتقليل من خطورة الوضع، بقولها في بيان اطلع عليه “الحل نت”، إن “ما ظهر من مقطع فيديو يشير إلى حركة شاب مع ظهور شح بمياه نهر دجلة، تم استغلاله”.

“الحقيقة تشير، إلى أن تدفقات نهر دجلة ببغداد تصل إلى 400 متر مكعب في الثانية، وهي كمية كبيرة للغاية”، بحسب بيان الوزارة العراقية.

للقراءة أو الاستماع:

بيّنت الوزارة، أنها تدفع بالحد الأدنى من المياه للآنهار؛ بهدف تحقيق أكبر استفادة من المياه المتدفقة لخزنها ومنع هدرها.

وأضافت، أن التدفق الحالي يوفر كميات مناسبة ويصل لحدود البصرة مع ميسان بحدود 80 متر مكعب في الثانية؛ بهدف منع تغلغل المد الملحي من الخليج، “وهذه التدفقات هدفها تأمين خزين لاحتياجات الصيف”.

فيما يخص جفاف بحيرة ساوة، قالت إنها حالة خاصة؛ لأنها لا تعتمد على مصدر مياه غير المياه الجوفية، وتم استغلال مياهها من قبل مستثمرين بشكل استنزفها بدون موافقة وزارة الموارد المائية.

الوزارة اختتمت بيانها، بالإشارة إلى أن إيران حوّلت مجريات 6 أنهر من قبلها وقطع مياهها التي كانت تورد ديالى بالكامل، “وتم إعداد ملف ورفعه للأمانة العامة لمجلس الوزراء لتحريكه دبلوماسيا؛ لأن طهران لم تستجب لطلباتنا بعقد حوار فني للتباحث في الموضوع”.

للقراءة أو الاستماع:

امتناع إيراني

وزير الموارد المائية، مهدي رشيد الحمداني، هو الآخر أكّد نهاية الأسبوع الماضي، أن إيران لم تبادر لتقاسم الضرر المائي مع العراق.

رشيد أضاف في مؤتمر صحفي من النجف، أن طهران قامت بتحويل مجرى الأنهر داخل أراضيها وحرمت مجتمعات عراقية كاملة من الحصول على المياه.

وأردف، أن العراق يمر بشحة للمياه للموسم الثالث على التوالي، وتلك الشحة لها تداعياتها، منها انخفاض مناسيب الخزين المائي، خاصة مع عدم تكون أمطار في حوضي دجلة والفرات.

الحمداني أوضح، أن الشحة تحصل في كل من العراق وسوريا وتركيا وإيران، ولكن هناك مبدأ عالمي ينبغي لدول المنبع التعامل معه، وهو تقاسم الضرر المائي.

للقراءة أو الاستماع:

وأشار الوزير العراقي، إلى أن تركيا عملت على مشاركة الضرر المائي مع بغداد، ولكن إيران للأسف لم تقم بذلك لغاية الآن، “وننتظر منها موقفا إيجابيا بشأن ذلك”.

ويعاني العراق في كل صيف من شح وجفاف كبير بنهري دجلة والفرات، في وقت حذّر الرئيس العراقي برهم صالح بمؤتمر صحفي سابق، من أن العراق سيعاني من عجز مائي تصل نسبته إلى 10.8 مليار متر مكعب بحلول عام 2035.

يجدر بالذكر، أن العجز المائي الذي تحدّث عنه صالح، هو بسبب تراجع مناسيب مياه دجلة والفرات والتبخر بمياه السدود وعدم تحديث طرق الري، وفق وزارة الموارد المائية العراقية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة