في مثل هذه الأوقات، أي في منتصف شهر أيار/مايو من كل عام، تعمل العائلات السورية على صناعة المونة المنزلية للاحتفاظ بها في أيام فصل الشتاء. خلال هذه الفترة أيضا، يزداد العرض على البقوليات مثل البازلاء والفاصولياء والثوم وبعض المربيات التي تعتمد على أنواع من الفاكهة. ويبدو أن أسعار خضار المونة مثل غيرها من السلع قد ارتفعت بشكل غير مسبوق هذا العام رغم أنها في موسمها.

كيلو البازلاء بـ16 ألف

صحيفة “الثورة” المحلية، قالت في تقرير لها، قبل يومين، أن “الارتفاع طال أيضا أنواع المونة المفرزة لدى البائع حيث أظهرت ارتفاعا مضاعفا عن العام الماضي”.وبحسب الصحيفة المحلية، نقلا عن أحد الباعة في سوق الشيخ سعد بالمزة بالعاصمة دمشق، أن ارتفاع سعر البازلاء المفرزة للكيلو الواحد وصل إلى 16 ألف ليرة سورية، وعزا الباعة ذلك إلى أن “سعر البازيلاء أساسا مرتفع حيث سجل بين 3500- 4500 ليرة للكيلو إضافة لأجور اليد العاملة فالكيلو مفرز يحتاج لـ 3 كيلو منها”.

بينما سجل سعر كيلو الفول 2500 ليرة سورية والمفرز بـ8  آلاف ليرة والثوم يباع حاليا حسب النوع بين 1500- 2500 فيما سجلت فاكهة الفريز التي تستخدمها ربات المنزل لصناعة المربى 5 آلاف ليرة و كيلو السكر الذي يضاف إليه 4 آلاف ليرة وهذا يعني أن هناك ارتفاعا في أسعار المربيات المعلبة أيضا، وفقا لصحيفة “الثورة” المحلية.

قد يهمك: أزمة المواصلات ترفع أسعار الخس في سوريا

التخلي عن صناعة المونة؟

ويبدو أن ارتفاع الأسعار على هذا النحو، وسط تراجع القوة الشرائية في عموم الأسواق السورية، نتيجة عدم تناسب رواتب ومداخيل السوريين مع الواقع المعيشي في البلاد، ما يطرح تساؤل عن حصة المونة التي تراجعت إلى حدودها الدنيا خلال السنوات الأخيرة لدى أغلب العائلات السورية أما بسبب ارتفاع أسعار خضار وفواكه المونة أو بسبب ساعات التقنين الكهربائية الطويلة.

ومن جانبها، أكدت صحيفة “الثورة” المحلية في تقريرها قبل يومين، على هذا الكلام إذ قالت: “تكلفة المونة هذا العام تضاعفت عن الأعوام السابقة بسبب ضعف القدرة الشرائية وارتفاع الأسعار وكذلك المخاوف من ساعات التقنين الكهربائي خلال أوقات الذروة في فصل الصيف”. وخلصت الصحيفة تقريرها بالتساؤل: “إذا كانت خضار المونة في موسمها مرتفعة فكيف هو الحال والسعر إذا كانت في غير موسمها؟!”.

وحول ارتفاع أسعار الخضار هذا العام، قال مسؤول حكومي في تصريح سابق لوسائل الإعلام المحلية، إن موجات الصقيع المتلاحقة، ومن بعدها دخول شهر رمضان وعيد الفطر أسهموا جميعا في موجة الغلاء التي ضربت الأسواق السورية في الفترة الماضية.

من جانبه، برر عضو لجنة تجار ومصدري الخضار والفواكه بدمشق أسامة قزيز، يوم الأحد الفائت، إن أثر التصدير على ارتفاع أسعار الخضار والفواكه يخضع للعرض والطلب، في حين أن مواسم الإنتاج لم تكن حسب التقديرات المتوقعة، مضيفا أن، موجة ارتفاع جديدة في أسعار الخضار والفواكه كانت قد انتشرت خلال النصف الأول من شهر رمضان الماضي، وما لبثت أن استقرت الأسعار حتى حملت أيام عيد الفطر موجة “تخبط” غير معقولة في الأسعار، إذ توجد عادات متوارثة لدى بعض التجار بضرورة رفع أسعار الخضار والفواكه خلال مواسم الأعياد، وبالتالي تبهدلت العديد من الأصناف الموجودة في الأسواق، على حد وصفه.

وفي سياق آخر لارتفاع الأسعار، نقل موقع “هاشتاغ”، عن قزيز، الأحد الفائت، أن التصدير أسهم في ارتفاع الأسعار في الأسواق، ومثال ذلك أسعار البندورة التي كانت حديث الأسواق ووصل سعرها في أيام عيد الفطر إلى 5 آلاف ليرة، إذ يتم إنتاج ما يقارب الألف طن من مواسم بانياس وطرطوس، يصدر منها أكثر من 400 طن إلى الأسواق الخارجية، رغم حاجة السوق المحلية لها، مع زيادة الطلب عليها، وبالتالي كان من الممكن في حال ضخها كلها في الأسواق أن تسهم في انخفاض أسعارها، لافتا إلى إمكانية خفض أسعارها بعد 15 يوما، وذلك بعد انطلاق موسم جديد من الإنتاج.

وأفاد تقرير لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “الفاو” يوم الجمعة الماضي، 6 أيار/مايو الجاري، أن هناك انخفاضا طفيفا في أسعار الزيوت النباتية والذرة بعد ارتفاعها الحاد مؤخرا، في المقابل ارتفاع طفيف في أسعار الأرز واللحوم ومنتجات الألبان والسكر وتوقعات بتراجع التجارة على المستوى العالمي.

وفي حال طرأ ارتفاع آخر على الأسعار بشكل عام في البلاد بحسب مؤشر منظمة الأغذية والزراعة “الفاو” الحالية، فإن المواطنين السوريين سيكونون من بين أكثر المتضررين من ذلك، خاصة وأن مستوى الرواتب والمداخيل بعيدة كل البعد عن واقع العيش في سوريا.

قد يهمك: بعد أسعار خيالية للبطاطا والبندورة.. ما علاقة الصيف بانخفاضها؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.