عادة ما يتّهم المواطنون السوريون أصحاب متاجر الألبسة بخداع الزبائن عبر حيلة “موسم التنزيلات”، إذ يرى البعض أن إعلان “موسم التنزيلات” في سوريا ما هو إلا خدعة لجلب المزيد من الزبائن إلى متاجر الألبسة، فما حكاية هذا الموسم، وهل هناك تخفيضات حقيقية في سوق الملابس السورية.

في ظل الغلاء الكبير الذي يشمل جميع السلع والخدمات، فإن إعلان أي تخفيض للأسعار على السلع في الأسواق، يجذب السوريين بشكل واسع، خاصة في ظل الجهد الكبير الذي يبذله المواطن، لتحقيق أكبر توافق ممكن بين الدخل ومتوسط تكاليف المعيشة الذي يرتفع بشكل يومي، نتيجة ارتفاع معدلات التضخم في البلاد.

بحسب تقرير لمنصّة “غلوبال نيوز” المحلية، هناك انتظار لموسم التخفيضات هذه الأيام، لشراء الملابس الصيفية بأسعار مخفّضة، فمحلات بيع الألبسة في أسواق دمشق كالصالحية وشارع الحمراء، والحميدية، وغيرها من الأسواق التي تعلن عن تخفيضات سنوية على أسعار الملابس بنسبة تبدأ من 25 و50 وحتى 75 بالمئة، في ظل تساؤل المواطنين هل إعلانات التخفيضات خدعة لدفعهم إلى الشراء أم أن هناك تخفيضات جدّية بالفعل لهذه الأسعار.

حقيقة التخفيضات

“أشتري الملابس وأضعهم في الخزانة عام كامل من أجل موسم التخفيضات”، قالت ندى المحمد، وهي طالبة جامعة تعيش في محافظة دمشق، لكنها أكدت أن كثير من إعلانات التخفيضات، تكون عبار عن إعلانات وهمية، ولا يتضمنها تخفيضات حقيقية على الألبسة والأحذية في المحلات التجارية.

المحمد، أضافت في اتصال هاتفي مع “الحل نت”، “تقريبا أنا أتابع معظم إعلانات التخفيضات في موسم التنزيلات، قليلة هي المتاجر التي تُعلن عن تخفيضات حقيقية، معظم الإعلانات تكون وهمية، أو من أجل بيع البضائع التي تكون بها أعذار وبالتالي يضطر أصحاب المتاجر إلى تخفيض أسعارها، وليس بسبب موسم التنزيلات، عادة تكون التخفيضات الحقيقة بين 20 إلى 35 بالمئة”.

بعض أصحاب المتاجر دافعوا عن فكرة “موسم التنزيلات” وأكدوا أن معظم الإعلانات تكون إعلانات حقيقية، وذلك بسبب رغبة التجار بإنهاء بضاعة الموسم، وبالتالي فإن التخفيضات من صالحه، لكن الانهيار المتواصل لليرة السورية بين فترة البيع بدون تخفيضات، وفترة التنزيلات، تجعل البعض لا يشعر بمقدار التخفيض.

تقرير المنصة المحلية، نقل عن أصحاب المتاجر قولهم، إن السوق يعاني من ركودٍ وانخفاضٍ في المبيع  قبل وأثناء موسم التنزيلات، وارتفاع الأسعار في السوق نتيجة الكثير من المعوقات التي تعوّق تدفق المواد إلى الأسواق، لافتين إلى أن “موسم التنزيلات” حقيقي ويقدم تخفيضات حقيقية لذوي الدخل المحدود.

مع انحدار مستوى صناعة الألبسة في سوريا خلال السنوات الماضية، تشهد الأسواق السورية تراجعا تاريخيا في الإقبال على شراء الألبسة المصنوعة محليا، الأمر الذي يطرح التساؤلات حول مصدر الألبسة التي يشتريها عادة السوريون ويملأون بها خزانات الألبسة في منازلهم.

التجارة الإلكترونية، ساهمت بشكل كبير في انتشار الألبسة المستوردة، وقد شهدت البلاد خلال الفترة الماضية إقبالا واسعا على شراء الألبسة عبر الإنترنت، وذلك بسبب ما تقدمه هذه الألبسة من جودة أفضل من تلك المصنوعة محليا، وبأسعار منافسة بحسب شهادات الأهالي.

تقرير لصحيفة “الوطن” المحلية، أشار إلى أن بيع الألبسة عبر الإنترنت لم يُعد يقتصر على البضائع الوطنية، وإنما وصل إلى الدول الأخرى المجاورة كتركيا والسعودية ودبي وغيرها، حيث “استغل بعض السوريين وجود أقارب ومعارف لهم في الدول الأخرى لتسهيل التعامل مع مواقع التسوق الخارجية من ناحية الشحن والتسديد المصرفي”.

انتشار الألبسة الأجنبية

هذا الأمر أفضى إلى انتشار الألبسة الأجنبية في المحافظات السورية، خاصة وأنها تصل أحيانا إلى المستهلك بأسعار تعادل وأحيانا تقل عن أسعار البضاعة الوطنية وتفوقها بالجودة، وقد أكد تقرير الصحيفة أن الأسعار المخفّضة لهذه المنتجات تكون بسبب أنها قد يكون بها عيب بسيط في التصنيع، ولكن مع ذلك تبقى أعلى جودة من الألبسة المصنوعة محليا.

القائمون على عمليات البيع هذه، لا يحتاجون سوى لصفحة على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، لعرض البضائع للزبائن، حيث تُعرض في الصفحة بضائع معروضة على أحد مواقع التسوق التركي مثلا، ثم يتم شحن الكميات التي يحجزها الزبائن إلى لبنان فسوريا.

خلال السنوات الماضية أصبحت أسواق “البالة” في كافة المدن السورية الأكثر اكتظاظا بالزبائن، وخاصة بعد تفاقم الأزمة الاقتصادية التي عصفت بكافة الشرائح الاجتماعية، لكن حركة تلك الأسواق تراجعت مؤخرا بعد ارتفاع أسعار سلعها بشكل كبير جدا، نظرا لتأثّر كافة الأسواق بالعوامل الاقتصادية الأخيرة التي تشهدها سوريا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات