مبادرة جديدة خرج بها اجتماع التحالف الثلاثي “إنقاذ وطن” في أربيل، أول أمس الاثنين، في مسعى لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، فما تفاصيلها؟

بحسب صحيفة “الشرق الأوسط” نقلا عن قياديين اثنين في “التيار الصدري” و”الحزب الديمقراطي الكردستاني”، فإن المبادرة لم تتضمّن أي عرض بالتوافق مع قوى “الإطار التنسيقي”.

لكن المبادرة، تضمنت فتح الباب من جديد لفريق من “الإطار التنسيقي”، للانضمام إلى الحكومة الجديدة التي ينشدها “إنقاذ وطن”، وهي حكومة الأغلبية.

القياديان أكّدا للصحيفة السعودية، أن “التوجه العام داخل تحالف الأغلبية لا يزال رافضا لتشكيل حكومة توافقية، ولن يحيد عن مسعاه بتشكيل حكومة الأغلبية”.

للقراءة أو الاستماع:

وحصل اجتماع التحالف الثلاثي، في مقر زعيم “الحزب الديمقراطي”، مسعود بارزاني في أربيل، حضره رئيس “الكتلة الصدرية” حسن العذاري، مع زعيمي حزب “تقدم” محمد الحلبوسي وحزب “عزم” خميس الخنجر المنضويين في “تحالف السيادة”.

ماذا يقول الواقع؟

يتوقع أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية في السليمانية، عقيل عباس في حديث مع “الحل نت”، أن تفشل هذه المبادرة ولن تحقق نتائج مرجوة.

ويضيف عباس، أن فشل المبادرة؛ لأن “الإطار” قوة متماسكة رغم امتلاكه الأقلية، عكس التحالف الثلاثي المعرّض للانشقاق، رغم امتلاكه الأغلبية.

ويردف، أن الخلافات باتت واضحة داخل المكون السني المنضوي ضمن التحالف الثلاثي “إنقاذ وطن”، ومن الممكن في أي لحظة أن تحصل انشقاقات داخل التحالف، نظرا لعدم حلحلتها بعد.

أما “الإطار التنسيقي”، فما يميزه هو أنه من مكون واحد فقط هو المكون الشيعي، وكذلك انتمائه العقائدي يعود لمرجع واحد هو المرشد الإيراني، علي خامنئي، مما يجعله متماسكا ولن يتأثر بأية مغريات، وفق عباس.

ويتابع عباس، ما يؤكد ذلك، هو أن قائد التحالف الثلاثي مقتدى الصدر، سعى مرارا وتكرارا لجذب جناح القيادي في “الإطار” هادي العامري صوبه، لكنه لم ينجح في مسعاه.

ويشير، إلى أن الصدر يرحب بأي طرف من “الإطار” باستثناء جناح رئيس الوزراء الأسبق، نوري المالكي، وهنا تكمن المشكلة؛ لأن قوى “الإطار” لن تستغني عن المالكي مهما حدث.

عباس يلفت إلى أن، ما يعطل تشكيل الحكومة ليست الأغلبية والتوافقية، بل الخلاف الشخصي الطويل بين الصدر والمالكي، فالأول يريد استغلال فرصة فوزه في الانتخابات المبكرة الأخيرة لإقصاء خصمه عن المشهد السياسي كليا.

للقراءة أو الاستماع:

ويختتم، بأن الواقع يشير إلى أنه لا مبادرة ستنجح لحل الانسداد السياسي الحاصل. “لا حكومة أغلبية ستتشكّل ما لم يتوحد النواب من المستقلين للالتحاق بمشروع التحالف الثلاثي، عدا ذلك فالحكومة الحالية مستمرة في عملها”.

رغبة الصدر

يرغب مقتدى الصدر في تشكيل حكومة أغلبية بمشاركة قوى “الإطار” من دون المالكي، أو من دون قوى “الإطار التنسيقي” بالكامل.

ويسعى الصدر إلى عزل المالكي سياسيا، ودفعه نحو المعارضة السياسية للحكومة المقبلة من داخل البرلمان العراقي.

وينحدر الصدر والمالكي من خلفيات سياسية إسلامية، إذ يتزعم الأول تيارا شعبيا شيعيا ورثه عن والده المرجع الديني محمد صادق الصدر، فيما يترأس الثاني “حزب الدعوة”، أقدم الأحزاب الشيعية العراقية.

للقراءة أو الاستماع:

وتنافس الصدر مع المالكي مرارا على تزعم المشهد السياسي الشيعي. إذ يمثل الأول الخزان التصويتي الأكبر على مستوى البلاد في أي عملية انتخابية.

بينما يمثل المالكي، الأحزاب السياسية الشيعية التي صعدت بعد إطاحة نظام صدام حسين في ربيع 2003 إلى المشهد.

ومنذ 2011، توجد قطيعة سياسية وشخصية بين الصدر والمالكي عندما شن الأول حربا على ميليشيا “جيش المهدي” التابعة للصدر، لإنهاء انتشارها المسلح في الوسط والجنوب العراقي حينها.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.