من مدينة جنين الفلسطينية، ومخيمها الذي يتعرض للحصار ومحاولات اقتحام متكررة منذ أكثر من شهر، شُيعت جنازة الصحفية شيرين أبو عاقلة، التي قُتلت صباح اليوم الأربعاء خلال محاولتها تغطية اقتحام المخيم من قبل الجيش الإسرائيلي، لتكون التغطية الإعلامية الأخيرة لها في مسيرة إعلامية طويلة مع العديد من الجهات الإعلامية، كانت أبرزها عملها كمراسلة لقناة الجزيرة الفضائية لأكثر من 20 عاما.

العديد من المعلومات التي بدأت بالظهور خلال الساعات الماضية حول الطريقة التي قُتلت بها أبو عاقلة من قبل الجيش الإسرائيلي، والكثير من الإدانات والمطالبات بفتح تحقيق مستقل حول مقتلها كان أبرزها من السفير الأمريكي لدى إسرائيل توم نيديس.

تفاصيل جديدة

الصحفية الفلسطينية، شذا حنايشة، التي كانت برفقة شيرين أبو عاقلة، في لحظة مقتلها قالت، إن الجيش الإسرائيلي”تعمد قتلنا كصحفيين، ولم أستطع إسعاف الزميلة شيرين بسبب إطلاق النار الإسرائيلي”، ومضيفة أن الجيش الإسرائيلي،”انتظر وصولنا إلى منطقة مفتوحة وبدأ إطلاق النار تجاهنا، فأصاب أحد الزملاء قبل أن يستهدف شيرين”، بحسب تقارير صحفية.

كما أشارت حنايشة، إلى أن الجيش الإسرائيلي، تعمد استهدافهم كصحفيين رغم أن المنطقة التي كانوا فيها لم تشهد إطلاق نار، مؤكدة أن الصحفيين كانوا يرتدون سترة الصحافة، وأن المنطقة التي كانوا فيها لم تشهد أي تجمعات من غير الصحفيين، وأن قوات الاحتلال الإسرائيلي منعت وصول سيارات الإسعاف لإنقاذ شيرين أبو عاقلة.

من جهة ثانية، قال الصحفي بمكتب الجزيرة علي سمودي، الذي كان برفقة أبو عاقلة لحظة مقتلها، “توجهت مع شيرين إلى موقع التغطية بعد تجمع الفرق الصحفية، وكنا نرتدي سترات الصحافة”، مضيفا أنه كان موجودا برفقة أبو عاقلة، ومجموعة من الصحفيين في محيط مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأممية “أونروا” قرب مخيم جنين، وكان الجميع يرتدي الخوذ والزي الخاص بالصحفيين.

وأوضح السمودي، أن المكان الذي تواجد فيه الصحفيون كان واضحا لدى الجنود الإسرائيليين، ولم يكن هناك أي مسلح أو مواجهات في تلك المنطقة، والاستهداف جرى بشكل متعمد، مضيفا أن القوات الإسرائيلية استهدفت تجمع الصحفيين بشكل مباشر، ما أدى إلى إصابته برصاصة في ظهره، ومقتل أبو عاقلة بعد إصابتها برصاصة في الرأس.

قد يهمك:إسرائيل ترفع مستوى تصعيدها ضد الفسطينيين

إسرائيل تنكر وأمريكا تدين ومطالبات بفتح تحقيق

وكالة “رويترز” للأنباء، نقلت عن الجيش الإسرائيلي، أن شيرين أبو عاقلة، من الممكن أن تكون قتلت برصاص مسلحين فلسطينيين، كما قال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، على صفحته الشخصية، إن أبو عاقلة قتلت صباح اليوم نتيجة نيران مسلحين فلسطينيين في مخيم جنين أثناء تغطيتها الإخبارية، في إدعاء منه لنفي كل التقارير والمعلومات التي تؤكد مقتلها برصاص إسرائيلي من المرجح أن يكون قناصا، وذلك حسب مكان الإصابة في رأسها.

وفي سياق متصل، قال السفير الأمريكي لدى إسرائيل توم نيديس: إن شيرين أبو عاقلة، مراسلة الجزيرة التي قُتلت أثناء تغطيتها مداهمة عسكرية إسرائيلية لمخيم جنين، كانت تحمل الجنسية الأمريكية، مضيفا “أحزنني كثيرا خبر مصرع الصحفية الأمريكية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، وأطالب بإجراء تحقيق شامل في ملابسات مقتلها، وإصابة صحفي آخر اليوم في جنين”، بحسب تقارير صحفية.

كما قال متحدث باسم السفارة الأمريكية في القدس، أن شيرين أبو عاقلة كانت تغطي قضايا في الشرق الأوسط وعلى مستوى العالم منذ أكثر من عقدين، وهي تحظى باحترام كبير من قبل الفلسطينيين وآخرين في كل أنحاء العالم.

من جهتها، شجعت الوحدة الدبلوماسية التابعة للسفارة الأمريكية بالقدس، على إجراء تحقيق شامل في مقتل أبو عاقلة.

وأعرب السفير البريطاني لدى إسرائيل، نيل ويغان، عن حزنه للوفاة “المأساوية” لشيرين أبو عاقلة، وطالب بفتح تحقيق سريع وشامل وشفاف بالحادثة، ودعا للسماح للصحفيين بالعمل بأمان وحرية.

كما طالب الناطق الرسمي للاتحاد الأوروبي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لويس ميغال بوينو، بفتح تحقيق مستقل وسريع في مقتلها، معربا عن صدمته جراء ما وصفه باغتيال شيرين أبو عاقلة.

وأيضا دعا مبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، إلى إجراء تحقيق فوري وشامل، ومحاسبة المسؤولين، حيث لا ينبغي أبدا استهداف العاملين في وسائل الإعلام، بحسب تعبيره.

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية، أعلنت اليوم الأربعاء 11 أيار/مايو عن مقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة نتيجة إصابتها برصاص الجيش الإسرائيلي، إضافة لإصابة الصحفي علي السمودي برصاصة في الظهر، وذلك في الوقت الذي كانت قوة إسرائيلية قد اقتحمت مدينة جنين بعد فجر اليوم، وحاصرت منزلا لاعتقال فلسطيني، مما أدى لاندلاع مواجهات واشتباكات مسلحة مع عشرات الفلسطينيين.

إقرأ:توتر أمني في فلسطين.. ما الذي تريده إسرائيل؟

يشار إلى أن شيرين أبو عاقلة، من مواليد عام 1971، في القدس، وتنحدر من مدينة بيت لحم، وحاصلة على درجة البكالوريوس في الصحافة المكتوبة من جامعة اليرموك في الأردن، وعملت في وكالة الأونروا، وإذاعة صوت فلسطين، وقناة عمان الفضائية، والتحقت بالعمل كمراسلة في قناة الجزيرة منذ العام 1997 وحتى مقتلها صباح اليوم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.