قال مسؤول المخيمات في “الإدارة الذاتية”، الخميس، إن خلايا تنظيم “داعش”، زادت في الأونة الأخيرة هجماتها داخل مخيم الهول بريف الحسكة، شمال شرقي سوريا، من خلال استهداف المنظمات الإنسانية في مسعى لها لتطبيق شريعتها داخل المخيم.

وعلق “المجلس النَّرويجي للاجئين”، كافة أعماله ونشاطاته في مخيم الهول باستثناء الخدمات الضّرورية كالماء.وقبل أيام، داهم مسلحان مراكز المجلس في القطاع الخامس من المخيم، وسرقوا الحواسيب والهواتف النّقالة، ليوقف المجلس على إثر الحادثة كافة أنشطته في المخيم ويخلي مقراته من الموظفين في المراكز التّعليمية والقانونية ضمن المخيم، وفق مصادر محلية.

فيما قال شيخموس أحمد، رئيس مكتب شؤون اللاجئين والنازحين في المخيمات شمال شرقي سوريا، خلال حديث لموقع “الحل نت”، إن المنظمات الإنسانية مستمرة بنشاطاتها داخل المخيم رغم استهدافهم من قبل خلايا “داعش”.

تطبيق الشريعة وفرض الجزية

مسؤول المخيمات، أشار إلى أن التنظيم يسعى لتطبيق شريعته داخل مخيم الهول، ولجأ إلى استخدام القوة من خلال مهاجمة المنظمات الإنسانية بالأسلحة.

وأضاف أحمد، أن خلايا التنظيم تفرض الجزية على بعض القطاعات داخل المخيم، أحد أساليب تعاليمها، معربا عن شكره للمنظمات الإنسانية باستمرار نشاطاتها وتقديم الخدمات للاجئين والنازحين رغم المضايقات.

فيما أصدر “المجلس النرويجي للاجئين” في مخيم الهول عقب الحادثة، قرارا، طالب جميع موظفيه عدم الحضور إلى العمل حتى إشعار آخر.

وأضاف، “سنستمر فقط بإيصال المياه بالشّاحنات خلال فترة الإيقاف”، إذ يمنح “المجلس النّرويجي للاجئين” الوقت، لإعادة تقييم الوضع في المخيم ومراجعة تدابير الأمن والسّلامة.

وقال “المجلس النرويجي”، “نأخذ الأمر على محمل الجد، وسنبذل كل ما في وسعنا لحماية موظفينا والمستفيدين، من المخاطر الأمنية”. وهذه هي المرة الثالثة التي يتعرض فيها المركز للتهديد والاعتداء خلال عامي 2021 و2022.

تحذيرات من تفجر الوضع الأمنيوحذر مسؤول المخيمات في “الإدارة الذاتية” شمال شرقي سوريا, من تفجر الوضع في مخيم الهول بريف الحسكة وإعادة انتشار تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، مجددا من خلال نشاط خلايا التنظيم والقيام بهجمات مسلحة داخل المخيم، ازدادت وتيرتها مطلع العام الجاري.

وأواخر آذار/مارس الفائت، اندلعت اشتباكات عنيفة، بين “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) وخلايا تابعة لتنظيم “داعش” في مخيم الهول، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، تزامنا مع فرض طوق أمني واستقدام تعزيزات عسكرية ل “قسد”.

وقال رئيس مكتب شؤون النازحين واللاجئين شمال شرقي سوريا، في تصريحات سابقة ل “الحل نت”، إن ما يجري في مخيم الهول من ازدياد نشاط خلايا التنظيم بتنفيذ هجمات، هي محاولات مستمرة منذ ثلاث سنوات حين القضاء على خلافته في آخر معاقله في الباغوز بريف دير الزور عام 2019.

ونوه مسؤول المخيمات، بأن خلايا “داعش” تنظم نفسها مجدداً بوسائل عديدة ومتنوعة خصوصا أحداث سجن “الصناعة” في الحسكة مطلع العام الجاري، مشيرا إلى وجود تنسيق مسبق بين الخلايا في المخيم والمتمردين المهاجمين على سجن الحسكة، والذي يضم نحو 3500 معتقلا، أحد أكبر السجون لمعتقلي التنظيم شمال شرقي سوريا.

وفي 20 يناير/كانون الثاني 2022، وحسبما أفادت وكالة “أعماق”، وهي منصة إخبارية تابعة لتنظيم “داعش”، فقد هاجم نحو 100 عنصر من التنظيم محيط سجن الصناعة، ثم فجَّروا جدار السجن بسيارة مفخخة واقتحموه، كما توغَّلوا داخل مدينة الحسكة حيث امتد العنف إلى منطقتَيْ الغويران والزهور المجاورتين، ثمَّ اقتحموا منازل المدنيين وقتلوا بعضاً منهم، وفي فظاعة تُذكِّرنا بحكم داعش السابق لتلك المنطقة، قطع أحد عناصر التنظيم رأس أحد المدنيين.

وبعد أيام من المعارك الدامية، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية استعادتها السيطرة الكاملة على السجن، بعدما حاصروا المسلحين وأجبروهم على الاستسلام، كما لوحقت الخلايا النائمة للتنظيم في الأحياء المجاورة.ومنذ كانون الثاني/يناير 2021، تلقت الأمم المتحدة بلاغات عن 90 حادثة قتل لسكان سوريين وعراقيين في المخيم، بمن فيهم عاملان إغاثيان على الأقل، وأصيب كثيرون آخرون بجراح خطيرة، وفقا لتقارير دولية.

“الحل طويل الأمد”

وأواخر الشهر الفائت، أكدت نائبة وزير الدفاع الأميركي في الشرق الأوسط، دانا سترول، استمرار تواجد القوات الأميركية في مناطق الشمال الشرقي من سوريا، وذلك خلال ندوة افتراضية عُقدت بتنظيم معهد “ويلسون” عبر تطبيق “زووم”، واطلع عليها “الحل نت” بشكل خاص.

وحول ملف معتقلي تنظيم “داعش” في مناطق شمال شرق سوريا، اعتبرت سترول بأن “الحل طويل الأمد لمعتقلي داعش، هو استعادتهم من قبل دولهم”. كما أضافت بأن الأدوات العسكرية ليست كافية لمواجهة “داعش”، فالوضع الاقتصادي يسمح لداعش بالعمل، وفق تعبيرها .

وفي الثالث والعشرين من آذار / مارس الفائت، حذرت منظمة “سايف ذي تشيلدرن-أنقذوا الأطفال” من بقاء أطفال عناصر تنظيم “داعش” عالقين في المخيمات لثلاثين عاما.

وأعادت التحركات الأخيرة خلال الآونة الأخيرة التي نفذتها خلايا “داعش”، التذكير بضرورة إيجاد حل لوجود آلاف الأطفال والنساء في بيئة غير أمنة في مخيم الهول.

ومخيم الهول هو أكبر مخيم للاجئين والنازحين داخليا في سوريا، أكثر من نصفهم دون سن 18، ويقطن في المخيم نحو 56 ألف شخص منهم 36 ألفا دون سن الثامنة عشر، وفقا لمسؤول المخيمات، حيث أفاد أن المخيم يضم نحو 56,567 شخص، وأن عدد العوائل15,471 عائلة، وفق مسؤول المخيمات.

وفد سويدي يزور المنطقة

إلى ذلك، وصل يوم الاثنين الماضي 8/5/2022 وفد من مملكة السويد برئاسة السفير فريدريك فلورن مسؤول دائرة الشؤون القنصلية والقانون المدني ونائبته السيدة كرستين هيدنبرغ في زيارة لمناطق شمال شرق سوريا.

وتم استقبالهم من قبل نائبة الرئاسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية عبير إيليا، ونافية محمد مسؤولة المكتب الرئاسي في الدائرة والسيدة ديلان أحمد عضوة مكتب علاقات “وحدات حماية المرأة” (YPJ).

وتباحث الجانبان حول الأوضاع الراهنة في المنطقة وفي شمال وشرق سوريا على وجه الخصوص والوضع الاقتصادي والإنساني بشكل عام، وفق موقع دائرة العلاقات الخارجية في “الإدارة الذاتية”.

وخلال اللقاء قالت نائبة الرئاسة المشتركة لدائرة العلاقات، عبير إيليا، إن قضية عوائل “داعش” والمقاتلين المتواجدين في السجون يجب أن تحل من جذورها، موضحة أن منطقة شمال وشرق سوريا في حالة غليان نتيجة التهديدات التركية المستمرة والطيران التركي المسير واستغلال تركيا الحرب الروسية – الأوكرانية وانشغال المجتمع الدولي والعالم كله بها.

ضرورة دعم “الإدارة الذاتية”

وشددت مسؤولة العلاقات الخارجية في “الإدارة الذاتية”، ضرورة قيام الدول الداعمة لسوريا بوقفة تضامنية مع شعوب المنطقة، ليس فقط بمكافحة الإرهاب وإنما كلها متممة لبعضها البعض.

كما أشارت المسؤولة إلى أن مناطق شمال وشرق سوريا كونها جزء لا يتجزأ من سوريا فهي محاصرة من كافة الجهات أيضا، ولذلك تتأثر بالعقوبات الاقتصادية والوضع الاقتصادي متعلق بالحل السياسي والإنساني وباستقرار المنطقة. وأضافت أنه لا يوجد دعم لمناطق شمال وشرق سوريا، منوهة بأن المنظمات الدولية تتعامل مع السلطة في دمشق ودمشق لا تسمح بوصول المساعدات الإنسانية إلا جزءا قليلا منها للمنطقة”.

ونوهت إيليا إلى أن الإدارة متخوفة من وقوع هجوم على مخيم الهول كما حصل على سجن الصناعة لأن المخيم من الداخل خارج السيطرة ويتم ممارسة نظام الحسبة وخاصة في قسم المهاجرات والعراقيين ويتم هناك عمليات قتل يومية، محذرة حال تم هجوم مشابه في مخيم الهول “سنكون أمام كارثة إنسانية”.

تسليم عائلتين للوفد السويدي

وفي نهاية اللقاء تم تسليم عائلتين تضم خمسة أشخاص، امرأتين وأطفالهن من عوائل تنظيم “داعش”، إلى الوفد الوائر وفق وثيقة تسليم رسمية بين “الإدارة الذاتية” لشمال وشرق سوريا ومملكة السويد.

وفي منتصف آذار/مارس الماضي، زار وفد سويدي شمال شرق سوريا وتم تسليم سيدتين وطفليهما من عوائل تنظيم داعش، وفق وثيقة تسليم رسمية بين “الإدارة الذاتية” ومملكة السويد.

وسلمت “الإدارة الذاتية” شمال شرقي سوريا، 324 طفلا وامرأة من عائلات عناصر تنظيم “داعش” الأجانب إلى ممثلي دولهم خلال العام 2021.

فيما سلمت في العام 2020، 282 طفلا وسيدة، وفي العام 2019، 389 طفلا وسيدة من عائلات عناصر “داعش” إلى الدول الأجنبية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.