مع استمرار الغزو الروسي لأوكرانيا، وعدم التوصل حتى الآن إلى حل يتوقف بموجبه هذا الغزو، على الرغم من الخسائر التي تتكبدها روسيا نتيجة المقاومة الأوكرانية، فقد بدأت ملامح فصل جديد تتكشف مؤخرا حول تحويل مسار الحرب بشكل ينذر باحتمالات تزداد خلال المرحلة المقبلة بخسارة الروس لرهانهم بعد غزوهم لأوكرانيا.

فعلى الرغم من الدعم الغربي لأوكرانيا لوجستيا واقتصاديا وسياسيا منذ اليوم الأول من الغزو، إلا أن الغرب كان يعارض إلى وقت قريب تزويد أوكرانيا بأسلحة ثقيلة على الرغم من مطالباتها المستمرة بها، خشية تفجر الأوضاع في القارة الأوروبية بحرب تخرج عن السيطرة.

تغيير في موازين القوى بدأ بالظهور

بعد ضغوط عديدة واجهتها الحكومة الألمانية، من جانب أوكرانيا، وافقت برلين مؤخرا على دعم كييف بعدد من الأسلحة الثقيلة في تحول واضح لسياسة المستشار الألماني أولاف شولتس الذي أكد مرارا أنه سيكتفي بإرسال أسلحة خفيفة.

وفي هذا السياق، يرى الكاتب والمحلل السياسي، طارق وهبي، في حديثه لموقع “الحل نت”، أن الدعم العسكري الخارجي لأوكرانيا بدأ يعطي نتائجه وخصوصا في منطقة خاركوف والتي يستبسل فيها الجنود الأوكران.

وأضاف وهبي، أنه في المرحلة المقبلة ستشهد الحرب حضور قوات عسكرية غربية تتمثل بنوع من المرتزقة، وستحارب في جبهات متقدمة وقد تكون أول معاركها في منطقة أوديسا وهذا لكي يكون لها خليفة إمداد ودعم لوجستي.

وبحسب تقارير صحفية، فإن ألمانيا تخطط في الوقت الراهن لإرسال 50 دبابة من طراز “غيبارد”، وهي  دبابة مضادة للطائرات، مزودة بسبطانتين عيار 35 ملم، ويمكن استخدامها ضد المقاتلات والطائرات المروحية حتى ارتفاع 3500 متر.

ومن الناحية العسكرية، يمكن استخدام هذه الدبابة ضد العربات المدرعة، ولكن ليس ضد الدبابات التقليدية بسبب صغر عيار مدفعها، ولكنها قادرة على تجاوز الحواجز المائية.

ويرى مراقبون أن هناك تحولا في مسار سياسة الحكومة الألمانية، بسبب الانتقادات والضغوط الدولية والداخلية من قبل أحزاب برلمانية ألمانية، مثل حزب “الخضر” ، وحزب “الاتحاد المسيحي المعارض”، واللذين يدعمان دعم كييف بالسلاح، بحسب متابعة “الحل نت”.

إقرأ:مع تصاعد القتال في أوكرانيا.. هل تشتعل الحرب بين موسكو والغرب؟

قانون أمريكي من الحرب العالمية الثانية

في آلية يعود تاريخها للحرب العالمية، وقع الرئيس الأميركي، جو بايدن، في العاشر من الشهر الحالي، قانونا يسمح بتسريع إيصال المعدات العسكرية إلى أوكرانيا، بحسب تقارير صحفية.

وقال بايدن، إن القانون الذي وقعه يرمي إلى مساعدة الأوكرانيين في القتال دفاعا عن بلادهم وديموقراطيتهم بوجه الحرب الوحشية التي يشنها الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين”، ومؤكدا أن الولايات المتحدة أنفقت مليارات الدولارات دعما لأوكرانيا، ولكن”الرضوخ للعدوان كلفته أكبر”، بحسب تعبيره.

من جهته، البيت الأبيض أشار إلى أن القانون الذي وقعه الرئيس بايدن، يستند إلى برنامج يعود تاريخه إلى زمن الحرب العالمية الثانية والذي كان يرمي إلى مساعدة أوروبا في مقاومة “هتلر”، والذي حظي بتأييد شبه كامل في الكونغرس الأميركي، بينما عارضه عشرة نواب فقط.

وأضاف البيت الأبيض، أنه منذ أن بدأت الحرب في أوكرانيا في 24 شباط/فبراير، قدمت إدارة بايدن دعما عسكريا لأوكرانيا بنحو 3,8 مليارات دولار.

قد يهمك:خسارات روسية متلاحقة في أوكرانيا.. ماذا بعد؟

مستقبل التصعيد الروسي في أوكرانيا

بحسب طارق وهبي، فإنه لا يمكن القول بأن طرفا حتى الآن من الواضح أنه سيربح الحرب بالمفهوم العسكري، لأن التهديد النووي سيكون حاسما، “لا يجب نسيان ما حصل في الحرب العالمية الثانية بعد قصف هيروشيما وناغازاكي بالسلاح النووي، ولا بد من أن يكون هناك نظرية حول ردة فعل الدول الغربية وحلف الناتو في حال استعملت روسيا السلاح النووي”.

إقرأ:روسيا بين فكيّ كماشة في أوكرانيا

الغزو الروسي لأوكرانيا، تسبب بحرب مفتوحة واحتمالات عدة متوقعة، هي الأكبر في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، ولا تظهر حتى الآن أية ملامح لنهاية قريبة لها، ما يعني أن التصعيد قد يكون سيد الموقف خلال المرحلة القادمة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة