إيران ومنذ عدة سنوات تعاني من أزمة اقتصادية خانقة، تمثلت بتضخم كبير انخفض معه سعر صرف التومان إلى مستويات غير مسبوقة.ونتيجة لهذه الأوضاع تعيش إيران في توتر مستمر، فالاحتجاجات الشعبية المناهضة للحكومة وسياساتها، اندلعت عدة مرات خلال السنوات الماضية، ولكن مؤخرا خلال الأيام الماضية تطورت الاحتجاجات بشكل غير مسبوق لتطال المرشد الأعلى علي الخامنئي.

تصعيد ضد المرشد

منذ نحو أسبوع اندلعت احتجاجات في خوزستان جنوب إيران على خلفية قرار حكومة إبراهيم رئيسي رفع الدعم عن السلع الأساسية من بينها الطحين والزيوت والدجاج واللحوم والألبان وغيرها، الأمر الذي تسبب بزيادة كبيرة في أسعار السلع، بالإضافة لمدن أخرى.

وبحسب موقع “إيران إنترناشونال”، فقد انطلقت مظاهرات ضد الحكومة وسط إيران، وفي مدينة شهركرد التابعة لمحافظة جهارمحال وبختياري، جنوب غربي إيران، حيث نزل المتظاهرون إلى الشوارع، مساء أمس الأحد، وهتفوا، بشعارات “الموت للديكتاتور”، و”الموت لخامنئي”، و”الموت لرئيسي”، كما قام المتظاهرون بتمزيق صور خامنئي.

ونتيجة لمظاهرات شهركرد، قامت السلطات الإيرانية بقطع خدمة الانترنت بشكل كامل،كما أظهرت مقاطع فيديو متداولة عملية إطلاق نار مباشر من قبل عناصر الأمن الإيرانيين على المتظاهرين.

مدن أخرى، شهدت احتجاجات واسعة، من أبرزها مدينة هفشجان بمحافظة جهارمحال وبختياري، جنوب غربي إيران والتي هاجم المحتجون فيها مقرات قوات الباسيج، ما أدى لمقتل أحد المحتجين بإطلاق نار من قبل الباسيج.

كما اندلعت احتجاجات في كل من، حي كاروان بطهران ومدينة قوجان، مساء السبت، إضافة إلى احتجاجات في يزد وسط إيران، ونيسابور شمال شرقي البلاد.

قد يهمك:إيران.. احتجاجات شعبية واسعة ضد الغلاء والخامنئي

تجاهل إعلامي للاحتجاجات وقتل واعتقالات

في تجاهل واضح من وسائل الإعلام الإيرانية، ومحاولة تزييف الحقائق، ذهبت بعض وسائل الإعلام إلى الادعاء بأن خطوات الحكومة قد أبهجت قلوب المواطنين وأدخلت السرور عليهم معللة ذلك بصمت المواطنين وعدم الاعتراض على خطة الحكومة، بحسب “إيران إنترناشونال”.

حيث ادعت صحيفة “كيهان” المتشددة والتابعة للمرشد، أن خطة الحكومة في تقديم المعونات النقدية عززت ثقة المواطنين في الحكومة ورفعت نسبة الأمل والتفاؤل تجاه المستقبل.

من جهة ثانية، أفادت تقارير بارتفاع عدد قتلى الاحتجاجات المندلعة في مختلف المحافظات الإيرانية، إلى 5 أشخاص على الأقل، كما اعتقلت القوات الأمنية في إيران مئات المواطنين بينهم عشرات الأطفال، وأضافت التقارير باستمرار تعطل الإنترنت في أكثر من 10 محافظات إيرانية عقب اندلاع هذه الاحتجاجات.

إقرأ:إيران.. من بين أسوأ ثلاث دول في العالم من حيث حرية الصحافة

تخبط حكومي وانتقاد لدور النواب

الناشط الإصلاحي عباس عبدي في مقاله بصحيفة “اعتماد”، يرى أن الحكومة تتخبط في إجراء خطتها الاقتصادية الأخيرة حيث يظهر فقدان التنسيق بين أطراف الحكومة جليا وواضحا، منوها إلى أن الحكومة لن تتراجع عن قرارها بإلغاء الدعم الحكومي عن الدولار.

وبين عبدي، أن سياسات الحكومة في حل القضايا غامضة وغير واضحة، ما ستجعل من التضخم في العام مساويا للتضخم في العام المنصرم إن لم يكن أكثر منه، كما أن تبعات زيادة أسعار السلع التي أقرت الحكومة الزيادة عليها سوف تسري على باقي السلع الأخرى.

من جهته، الكاتب والمحلل السياسي، كيومرث أشتريان، انتقد في مقاله الإفتتاحي بصحيفة “شرق” صمت نواب البرلمان عن الأوضاع الراهنة في إيران، ورأى أن البرلمانيين الإيرانيين ليس لهم حضور فاعل أثناء الأزمات الاجتماعية التي تشهدها البلاد، موضحا أن السبب في ذلك هو القطيعة بين هؤلاء النواب والمواطنين العاديين، حيث يتم اختيار البرلمانيين بعد نظام رقابي من النظام الحاكم وبالتالي لا يستطيع هؤلاء النواب أن يدشنوا قنوات اتصال بين منظومة الحكم والشعب، لأنهم ليسوا قادمين من الشرائح المجتمعية الحقيقية، بحسب ما نقل موقع “إيران انترناشونال”.

قد يهمك:واشنطن تواجه خطر إيران.. ما علاقة الاتفاق النووي؟

واشنطن تعلق على الاحتجاجات

المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، قال مساء أمس الأحد، أن واشنطن تدعم الحق في حرية التعبير والحق في حرية التجمع للشعب الإيراني الشجاع، وذلك في أول تعليق لحكومة بايدن على الاحتجاجات في إيران.

وأشار برايس، إلى أن “للشعب الإيراني الحق في محاسبة نظامه”، مضيفا”ندعم حقهم في التجمع السلمي وحرية التعبير في الفضاء الإلكتروني وخارجه، دون خوف من العنف أو الانتقام”.

وكان الرئيس الإيراني الأسبق، محمود أحمدي نجاد، قد حذر من “فيضان الاستياء العام في إيران”، نتيجة الأوضاع المعيشية السيئة في إيران، وفق ما أفاد به موقع الرسمي “دولت بهار”. وقال أحمدي نجاد الذي كان يتحدث في مدينة بوشهر، إن “السيول البشرية قادمة في العالم كله وفي إيران على وجه خاص، والخطوة الأولى هي الاستياء العام”، وفق ما تابع “الحل نت”.

وتأتي موجة التضخم الجديدة في إيران بينما زادت المخاوف من انهيار مفاوضات فيينا، ورفع العقوبات الاقتصادية عن إيران. وقبل أن تتضح نتائج المفاوضات، قررت الحكومة أن تبدأ العام المالي الجديد اعتبارا من 21 آذار/مارس برفع الدعم الحكومي للسلع الغذائية المستوردة.

إقرأ:أسبوع كامل على احتجاجات إيران.. زيادة في تعنيف المتظاهرين

ووصل خط الفقر للفرد في إيران عام 2021 إلى 1.254 مليون تومان، ما يعادل أقل من 50 دولارا، وسجلت أعلى معدلات للفقر بين المحافظات الإيرانية، بمقاطعات سيستان وبلوشستان وكرمان في إيران، حيث إن خط الفقر لأسرة مكونة من أربعة أفراد بلغ 3.385 مليون تومان ما يعادل 130 دولارا، بحسب متابعة “الحل نت”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة