مع تدني مستوى البنى التحتية في سوريا سواء شبكة الإنترنت أو الكهرباء أو الخدمات الإلكترونية، والذي يرافقه انهيار في واقع العملية التعليمية في سوريا، شكك العديد من السوريين بصعوبة تطبيق الآلية الجديدة التي تسعى لتنفيذها كل من مديرية التربية ووزارة التعليم.

جهاز لوحي بدل الحقيبة المدرسية

على الرغم من أن المدارس المدمرة تعكس واقع التعليم في القنيطرة، قال عماد أسعد، مدير التربية والتعليم في القنيطرة، إن هناك توجها لإعادة التفكير كليا في المناهج الدراسية السورية.

ونقلت صحيفة “الوطن” المحلية، اليوم الثلاثاء، عن أسعد قوله خلال الجلسة العادية الثالثة لمجلس محافظة القنيطرة، إنه تم دراسة ردود فعل الحقيبة المدرسية وثقل الكتب، وكذلك الانحناء والانكماش في ظهر الطالب، خاصة في الصفوف الأولى من الحلقة التعليمية.

وأوضح أسعد، أن هناك توجه لاستبدال الحقيبة المدرسية، بألواح تعليمية إلكترونية ذكية “تابلت”، لكن هذا غير ممكن حاليا لظروف خارجة عن إرادة الوزارة، كما لفت إلى أن العديد من الجهات الدولية المانحة ترفض ترميم المدارس المتضررة والمستأجرة، التابعة للمديرية في تجمعات دمشق، وترغب بتأهيل المدارس على أرض المحافظة فقط.

وأكد مدير التربية والتعليم في القنيطرة، أنه لم يتم تخصيص أي أموال أو اعتمادات من ميزانية إعادة الإعمار لإعادة تأهيل مدارس الحجر الأسود، وأن هناك دراسة جارية لإنشاء مدارس شبه خاصة ورفع رواتب المعلمين فيها، إلا أن هذه الدراسة ما زالت مجرد اقتراح ولم تتم الموافقة عليه.

تطبيق لطلبة الجامعات

التصريحات عن تطوير المؤسسة التعليمية في ظل الانهيار، لم ينحصر بطلبة المدارس، بل وصل إلى المنتقلين إلى الجامعات السورية، حيث كشف مساعد وزير التعليم العالي لشؤون الطلاب، عبد اللطيف هنانو، اليوم الثلاثاء، عن نية الوزارة على برمجة تطبيق للتجسيل عن بُعد في العام الدراسي المقبل.

وفي مقابلة مع صحيفة “الوطن”، بيّن هنانو أن التقدم في اعتماد الآلية وتنفيذها بالشكل المطلوب، بعد إجراء التجارب وانتهاء العمل، وجمع المعلومات اللازمة حتى يتمكن الطالب من التسجيل باستخدام “تطبيق خاص” تم اعتماده.

وأكد هنانو، أن الوزارة تقترب من الانتهاء من الآلية “في حال عدم حدوث طارئ”، والتي تهدف إلى عدم التفاعل المباشر مع الموظفين لإنهاء التسجيل، وبالتالي يمكن للطالب أن يسجل طلباته إلكترونيا، مع متابعتها من قبل فريق الوزارة.

وتابع: “تم مراعاة البيانات التحليلية وفاعلية التطبيق والجاهزية المطلوبة له، خاصة أن الدراسة استوفت جميع المتطلبات، وتم دراسة البرنامج بالشكل المطلوب”، مشددا على أن النظام الجديد لن يبدأ، إلا بعد أن يصبح جاهزا بالكامل.

كما ذكر مساعد وزير التعليم العالي لشؤون الطلاب، أنه يخطط لإنشاء مراكز دعم في جميع المؤسسات والجامعات، دون إلغاء المراكز القائمة، من أجل التسجيل في حالة استخدام طريقة التسجيل عن بعد، وإخطار الطلاب بأي معلومات عبر المركز.

الأزمة في سوريا ليست في التعليم فقط

في سوريا، تعاظمت أزمة التعليم مع تسرب الأطفال من المدارس لأسباب مختلفة، هذه مشكلة لأنها تعرضهم لخطر الاستغلال والاتجار وتحرمهم من فرصة التمتع بحياة أفضل.

هناك أسباب عديدة لهذه المشكلة، بما في ذلك الحرب والفقر والبطالة والنزوح، لا يتعلق الأمر بالتعليم فحسب، بل يتعلق أيضا بالرعاية الصحية وحماية الطفل، وسعي الحكومة لتأهيل البنية التحتية المدمرة، وتختلف أسباب هذه الأزمات من منطقة إلى أخرى – فالفقر في المناطق الريفية يختلف عن الفقر في المناطق الحضرية، حيث كشف الصراع مدى خطورة الوضع الاقتصادي على الطلاب السوريين في مناطق سيطرة الحكومة.

كشف مدير مركز القياس والتقويم التربوي في وزارة التربية، رمضان درويش، العام الفائت، أن عدد المتسرّبين من التعليم خلال 10 سنوات تجاوز مليونا ومئة ألف متسرب، وتشكل إعادة المتسربين من فئة اليافعين الذين أصبحوا في سوق العمل إلى العملية التعليمية “ تحديا كبيرا”.

على مستوى الدمار، فقد ألحقت الحرب أضرار جسيمة برأس المال المادي للبلاد، فمنذ بداية الحرب، تم تدمير 17.5 بالمئة من المساكن في البلاد، وتشير التقديرات إلى أن الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية من ضمنها الكهرباء والإنترنت، التي سببها الصراع بلغت 117.7 مليار دولار أميركي.

أزمة التعليم في سوريا مستمرة منذ سنوات، حيث تعطلت الحياة الأكاديمية للطلاب السوريين، واضطروا إلى مواجهة العديد من العقبات مثل النزوح والإرهاب وفقدان الأرواح.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.