“سدوا الشبابيك اجتنا العاصفة”.. المقطع الأبرز من أغنية عراقية جديدة، صدرت بالتزامن مع موجة العواصف الترابية التي تجتاح العراق مؤخرا.

طرح المطرب الشعبي العراقي سعدون الساعدي، اليوم الاثنين، أغنية “دويتو” مع المطرب كريم حواس، بعنوان “اختناق”، وذلك بالتزامن مع تكرار الموجات الغبارية والعواصف في البلاد بشكل لافت في آخر شهرين.

وحصدت أغنية “سدوا الشبابيك اجتنا العاصفة”، التي صدرت باللهجة العراقية، آلاف المشاهدات في غضون سويعات قليلة على موقع “يوتيوب”، وهي من كلمات وألحان كريم حواس وإخراج عبد الله العبد الله.

وجاءت الأغنية بطابع كوميدي ساخر، للتعبير عن تذمر الشارع العراقي من تكرار العواصف الترابية بشكل غير مسبوق في شهري نيسان/ أبريل وأيار/ مايو من العام الحالي، في مؤشر على التغير المناخي الذي لم تتحرك الحكومة العراقية لمواجهته بعد.

وسجّل العراق، 10 موجات غبارية في غضون شهر ونصف، منها 6 موجات في شهر نيسان/ أبريل المنصرم، و2 في عيد الفطر مطلع أيّار/ مايو الجاري، والتاسعة كانت مطلع الأسبوع الماضي، والعاشرة حدثت اليوم الاثنين.

أرقام

شهد العراق تسجيل 122 عاصفة ترابية خلال 283 يوما في سنة واحدة. ومن المتوقع أن تسجّل البلاد في السنوات المقبلة 300 يوم مغبر في كل سنة، حسب وزارة البيئة العراقية.

للقراءة أو الاستماع:

وفق منظمة “حماة دجلة”، فإن التصحر واستمرار زيادة الأراضي المتصحرة والجفاف وارتفاع درجات الحرارة، وقلة التشجير مع عدم وجود حزام أخضر، هي من أهم الأسباب التي تؤدي لحدوث العواصف الرملية.

كدليل على ذلك، بلغت نسبة مساحة الغابات الطبيعية والاصطناعية 1.6 بالمئة فقط من مساحة العراق الكاملة، حسب إحصائية أعدّها “الجهاز المركزي للإحصاء”، في عام 2020.

ذات الإحصائية، أكدت أن 69 بالمئة من مساحة العراق تعد أراضي متدهورة؛ لأن 15.6 بالمئة منها هي أراضي متصحرة و53.9 بالمئة هي أراضي مهدّدة بالتصحر.

يحتاج العراق إلى 14 مليار شجرة لإحياء المناطق التي تعاني من التصحر، والحفاظ على بيئته من التغيرات المناخية، وفق وزارة الزراعة العراقية.

تهاون ومشكلة مياه

تهاون الحكومة مع من يحولون الأراضي الزراعية إلى مجمعات سكنية سبب آخر وراء التغير المناخي؛ إذ فقد العراق 60 بالمئة من الأراضي المزروعة والصالحة للزراعة، نتيجة التجريف والتجاوزات، حسب وزير البيئة حسن الفلاحي.

ولا يقتصر التغير المناخي في العراق على التصحر وحصول العواصف الترابية فقط، بل يعاني من شح المياه أيضا.

للقراءة أو الاستماع:

وستعاني البلاد من عجز مائي تصل نسبته إلى 10.8 مليار متر مكعب بحلول عام 2035، على حد قول رئيس الجمهورية برهم صالح في تصريح صحفي بوقت سابق.

العجز المائي الذي تحدّث عنه صالح، هو بسبب تراجع مناسيب مياه دجلة والفرات والتبخر بمياه السدود وعدم تحديث طرق الري، وفق وزارة الموارد المائية العراقية.

يجدر بالذكر، أن العراق يصنّف الأول عالميا بالتغيرات المناخية مما ينذر بجفاف كبير، ويعد من أكثر البلدان تضررا من ناحية شح المياه والأمن الغذائي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.