لم يطل الترحيب الواسع بقدوم جورج قرداحي إلى العراق، إذ سرعان ما تحول إلى انزعاج واضح من الإعلامي اللبناني ووزير الإعلام السابق في لبنان، فما سبب ذلك؟

جاء جورج قرداحي إلى العراق، نهاية الأسبوع الماضي، بدعوة من اللجنة المشرفة على معرض بغداد الدولي للكتاب للمشاركة فيه كضيف شرف، وانهالت الترحيبات من العراقيين بقدومه.

سبب الانزعاج من قرداحي

الترحيبات تلك، تحولت في أقل من 4 أيام إلى غضب وانزعاج من الإعلامي اللبناني، على إثر لقاءاته الأخيرة بسياسيين عراقيين موالين إلى إيران، ويتهمهم الشارع العراقي بتسببهم بقتل الٱلاف من المدنيين.

فقد التقى قرداحي برئيس الحكومة العراقية الأسبق، نوري المالكي، الذي يشغل اليوم منصب الأمين العام لـ “حزب الدعوة”، وزعيم “ائتلاف دولة القانون”، المنضوي في “الإطار التنسيقي” الموالي لطهران.

بعد ذلك التقى قرداحي، بأمين عام ميليشيا “بدر”، وزعيم “تحالف الفتح”، هادي العامري وأخذه في الأحضان، ليلحقه بلقاء آخر بقيادات ميليشيا “حركة النجباء” المقربة من إيران، الأمر الذي ٱثار حفيظة الكثير من العراقيين.

مدونون ومغردون اعتبروا ما فعله قرداحي، سقطة إخلاقية منه، ومحاولة منه لتلميع وجوه شخصيات سياسية “منبوذة ومحتقرة” محليا أمام الرأي العام الخارجي، وقالوا بنص العبارة: “ما هكذا العشم بك يا جورج”.

كان قرداحي زار معرض بغداد الدولي للكتاب الجمعة الماضية، أي في اليوم الثاني، بعد يوم الافتتاح الذي شهد هو الآخر حالة من الهيجان في مواقع “التواصل الاجتماعي” العراقية، على إثر افتتاحه من قبل المالكي.

غضب من اللجنة المنظمة للمعرض

رواد مواقع “التواصل الاجتماعي”، عبّروا عن غضبهم من اللجنة المنظمة للمعرض، لاختيارها المالكي، من أجل افتتاح أهم حدث ثقافي سنوي في العراق.

وحسب عدة تدوينات اطلع عليها “الحل نت”، قال مدونون، إن المالكي هو أس دمار العراق ما بعد 2003، ومتهم رئيسي بسقوط الموصل بيد “داعش” في صيف 2014، فكيف يتم افتتاح المعرض من قبله، بحسبهم.

وعبّر مدونون عن غضبهم من مرافقة وزير الثقافة حسن ناظم للمالكي والابتسامة معه، في محفل ثقافي، والثقافة هدفها رسم المعرفة والوعي، لا جلب شخصيات “طائفية” لها، على حد قولهم.

الترحاب تحول إلى غضب نتيجة لقاءات قرداحي بموالي إيران في العراق

وكان نوري المالكي، رئيسا للحكومة العراقية لولايتين متتاليتين من 2006 وحتى 2014، وأراد القفز على الدستور لنيل ولاية ثالثة، في وقت لا يسمح الدستور العراقي لأي شخص بتولي رئاسة الحكومة لأكثر من ولايتين.

ووقفت مرجعية النجف التي يقودها آية الله علي السيستاني ضد تمرد المالكي، وأقصته من حلم الولاية الثالثة، ليصبح حيدر العبادي رئيسا للحكومة حينها في 2014.

اتهام نيابي

كانت لجنة “الأمن والدفاع” النيابية المكلفة بالتحقيق بملف سقوط الموصل بيد “داعش” في يونيو/ حزيران 2014، اتهمت في تقريرها النهائي، المالكي بكونه الشخص الرئيسي وراء سقوط المدينة.

ومن الممارسات التي يستذكرها الكثير من الناشطين إلى اليوم، هو التعامل الطائفي من قبل المالكي إبان فترة حكمه باتخذاه منهج إقصاء الزعامات السياسية السنية من المشهد السياسي العراقي، ناهيك عن قمعه لكل التظاهرات التي خرجت بالضد منه في سنوات حكمه.

فيما يخص معرض بغداد الدولي للكتاب، فقد افتتح الخميس المنصرم، بنسخته الـ 23 ويستمر حتى يوم 28 أيار/ مايو الجاري، بمشاركة مئات دور النشر من قبل 23 دولة عربية وأجنبية.

ويقام معرض بغداد للكتاب، سنويا على أرض معرض بغداد الدولي، الواقعة في حي المنصور، بجانب الكرخ، غربي العاصمة العراقية بغداد، ويحضره الآلاف سنويا من مختلف فئات المجتمع.

وتقام سنويا ضمن فعاليات المعرض، جلسات استذكار لعدد من المثقفين والكتّاب الراحلين، وجلسة موسيقية، كما تقام ندوات عن الصحافة الثقافية والتاريخ والفلسفة والسينما والترجمة والاستشراق واللسانيات، وحلقات نقاشية عن النشر الحكومي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.