بعد أن غرقت في مستنقع “غزو أوكرانيا“، ييدو أن موسكو تسعى مؤخرا لدفع الصين لحرب عسكرية ضد تايوان، مستغلة اعتقاد الصين أن تايوان “جزء لا يتجزأ من الصين“، فضلا عن المساعي الصينية في زعزعة الاستقرار بقارة آسيا في ظل رغبة بكين بتوسيع نفوذها وتغولها في اقتصادات العالم خلال الفترة الماضية، ويبدو هذه الفترة أن هذه الرغبة ستكون أدواتها السياسة والوسائل العسكرية.

من ناحية ثانية تريد روسيا تخفيف الضغط الدولي عليها بعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر على شن الحرب ضد أوكرانيا، من خلال دعم حليفتها الصين في إثارة التوتر في القارة الآسيوية.

روسيا تدفع الصين

وضمن مساعيها لدفع الصين إلى التصعيد والاستعراضات العسكرية، اشتركت طائرات روسية مع المقاتلات الصينية في تدريبات مشتركة لتسيير دوريات في منطقة آسيا والمحيط الهادىء، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الثلاثاء.

وقالت الوزارة في بيان، إن التدريبات المشتركة استمرت 13 ساعة فوق بحر اليابان وبحر الصين الشرقي، وشاركت فيها قاذفات استراتيجية روسية من طراز توبوليف تو-95 وطائرات صينية من طراز شيان-إتش 6.

قد يهمك: المخدرات والنفوذ الإيراني.. عوامل تحرك دور عربي جديد في سوريا؟

من جانبه يرى الباحث السياسي صدام الجاسر أن روسيا لها مصلحة كبيرة في توريط الصين بحرب ضد تايوان، وذلك بسبب الضغوط الكبيرة التي تعاني منها موسكو بسبب غزوها للأراضي الأوكرانية.

ويقول الجاسر في حديثه لـ“الحل نت“: “روسيا حاليا عليها ضغوط كبيرة وعقوبات اقتصادية قوية، لذلك لديها مصلحة في ذلك لتخفيف الضغط عن نفسها. الصين منذ أشهر كانت لديها رغبة بغزو تايوان وفتح ساحة صراع في آسيا“.

ويعتقد الجاسر أن الصين تحاول أن تكون ندا دوليا للولايات المتحدة الأميركية، وبالتالي فإن تورط الصين في أي غزو محتمل لتايوان ستكون عواقبه وخيمة.

ويختم حديثه بالقول: “واشنطن كقطب دولي لديها أوراق عديدة للضغط على الصين. الصين ستمارس ضغوطا على تايوان ودول آسيا، وستستعمل أوراقها كاملة لتخفيف التعاون التايواني الأميركي، واشنطن زودت تايوان بأسلحة نوعية والصين ترفض ذلك بالطبع لما في ذلك معاكسة لرغباتها“.

وخلال الأشهر القليلة الماضية، كثّفت الصين، التي تدعي أن تايوان أرض لها، نشاطها العسكري بالقرب من الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي على مدار العامين الماضيين، بحسب وكالة “رويترز“.

أوجه شبه بين أوكرانيا وتايوان

 صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية تقول حول الأوضاع في تايوان إن: “هناك عدد متزايد من الأشخاص داخل وخارج الجزيرة، يرون أوجه تشابه بين أوكرانيا وتايوان، وهي جزيرة تخضع للحكم الديمقراطي، وتزعم بكين أنها أراضيها“.

وعلى الرغم من أن هذه “المقارنة ليست مثالية، فإن تايوان، مثل أوكرانيا، عاشت لفترة طويلة في ظل جار كبير ومتغطرس“، وفقا للصحيفة.

وترى الصحيفة الأميركية بأن الرئيس الصيني، شي جين بينغ، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لديهما “حنين إلى الماضي الإمبراطوري المجيد، لتبرير مطالبهم الإقليمية الحالية“.

وبينما قد لا تشير الأوضاع الراهنة إلى غزو وشيك من قبل الصين باتجاه تايوان، إلا أن محللون يبدون مخاوف من تداعيات الحرب على أوكرانيا، والتي قد تشجع الحزب الشيوعي الصيني الحاكم على تكثيف الضغط على الجزيرة وفتح عمل عسكري مشابه لما قام به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضد أوكرانيا.

اقرأ أيضا: “المنطقة الآمنة التركية” في الشمال السوري.. عودة للواجهة بعد 3سنوات؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.