مرت أشهر على أزمة جواز السفر السوري الأخيرة، حيث ظل عدد كبير من جوازات السفر عالقة بسبب أزمة إمدادات المواد الأولية إلى سوريا، بحسب تصريحات دمشق. واليوم ازدادت معاناة المواطنين بشكل كبير نتيجة إصدار دمشق مؤخرا منصة إلكترونية بحجة تسهيل تقديم الخدمات، حيث يصعب التسجيل على دور في المنصة الإلكترونية أو الحصول على جواز السفر السوري الفوري، إلا بدفع مبالغ طائلة للسماسرة المتواطئين مع موظفي الهجرة والجوازات في سوريا، بحسب اتهامات الناس والذين حاولوا مؤخرا الحصول على جوازات السفر.

مواعيد بعد ثلاثة أعوام!

وخلال الساعات الماضية تصدرت أزمة الجوازات حديث السوريين في مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بعد “عطل تقني” أصاب منصة الحجز الإلكترونية، الخاصة بمنح مواعيد للحصول على جوازات السفر في سوريا.

وتداول السوريون عبر الإنترنت، صورا لمحاولاتهم الحجز عبر المنصة الإلكترونية، مؤكدين أن مواعيد الحجز لم تكن منطقية، بسبب المواعيد البعيدة جدا، فيما حصل بعضهم على مواعيد فائتة أصلا وغير صالحة.

وحصل أحد السوريين على موعد فائت للحصول على جواز سفر، حيث كان تاريخ الموعد عام 1969، فيما حصل عشرات الآخرين على مواعيد بعد عامين أو ثلاثة أعوام من الآن، فوصلت مواعيد الحجز إلى عام 2024.

وضمن هذا السياق، وبحسب زعم مصدر في وزارة الداخلية السورية، لصحيفة “الوطن” المحلية، اليوم الأربعاء، أن “القرار الذي صدر بالأمس، وحدد بدل 300 ألف ليرة سورية أي نحو 100-90 دولارا مع باقي التكليفات الأخرى، لكل من كان مضطرا لجواز سفر على أن يستلمه في اليوم ذاته، هدفه وضع حد لكل ما يشاع عن سمسرات وأتاوات وبيع دور على المنصات، مبينا أن هذا البدل سيذهب إلى خزينة الدولة”.

ونوّه المصدر ذاته إلى أن القرار جاء تلبية لمن هم بحاجة فعلية لجوازات سفر ولديهم ارتباطات ومواعيد سفر، ولم يتمكنوا من التسجيل على المنصة وتضررت مصالحهم، في حين أن عددا كبيرا ممن يصدرون جوازات السفر الفورية لا يستخدمونها مباشرة، بل يحتفظون بها.

وتابع في حديثه: “مع صدور هذا القرار بات المجال متاحا، لكل من يجد نفسه مضطرا لجواز سفر فوري وفي كل المحافظات السورية من دون استثناء”.

قد يهمك: زيادة قريبة للرواتب في سوريا.. هذه التفاصيل

شروط “تعجيزية”

وفي هذا السياق، أكد مصدر خاص، وهو مواطن من العاصمة دمشق، ويريد الحصول على جواز سفر، لموقع “الحل نت”، “للأسف، فإن قرار الحكومة بدفع 300 ألف ليرة سورية للحصول على جواز سفر فوري هو قرار “تعجيزي”، فمنذ الصباح وأنا واقف أمام مبنى الهجرة والجوازات فرع البرامكة بدمشق وكذلك الوضع بالنسبة لفرع ركن الدين حيث الحراس لم يدخلوني إلى المبنى للحصول على جواز السفر الفوري، بسبب أن جواز السفر المستعجل الفوري غير متاح للجميع، وفقط لحالات خاصة منها من لديهم إقامة خارجية و تأشيرة الدخول أو السفر لعقد الزواج أو للدراسة أو العلاج”.

وأضاف المصدر الخاص والذي فضل عدم ذكر اسمه، “أعتقد أن هذا القرار ليس سوى “رفع عتب” أمام الناس وإبعاد الشبهات عن الفساد الذي يحصل حاليا، فأنا وغيري الكثيرين من الناس نريد الحصول على جواز السفر بشكل مستعجل أو حتى ننتظر لمدة شهر، ولكن لا يمكننا الحصول على ذلك، فالدور على المنصة وصل لبعد ثلاثة سنين تقريبا، وهذه مهزلة حقيقة”.

وختم حديثه بالقول: “المواطن اليوم أمام خيارين للحصول على جواز السفر، أما ينتظر سنتين أو ثلاثة سنوات، أو أن يدفع للسماسرة المتواطئين مع موظفي الجوازات، مبلغا طائلا يصل لنحو ثلاثة ملايين أي نحو 800 دولار”، وفق تعبيره لموقع الحل نت”.

وأكد مصدر خاص آخر من محافظة الحسكة، لموقع “الحل نت”، أن “دور الحجز على المنصة الإلكترونية في محافظة الحسكة وصل إلى شهر كانون الأول/ديسمبر 2022، والدور يرتفع بعيدا في كل ساعة، أما حول استخراج جواز سفر فوري كما تدعي الحكومة، ليس صحيحا، فقد حاولت اليوم ولم أستطع الحصول عليه، بسبب شروطه التعجيزية، وفي نفس الوقت يوجد سماسرة يستطيعون إخراج الفوري ولكن بأسعار “خيالية”، يصل لنحو ثلاثة ملايين ونصف ليرة سورية أي نحو 900 دولار، وهذا الأمر غير منطقي، ففي أي دولة حصل هذا الأمر”.

وعن حال الازدحام أمام فروع الهجرة والجوازات، قال المصدر في وزارة الداخلية لصحيفة “الوطن” المحلية، إن “هذا الازدحام لا بد وأن يخف ويتراجع بعد القرار الأخير، لكون هذه الفروع لن تستقبل بعد اليوم إلا من هم بحاجة لجواز سفر فوري ومن لديهم مواعيد مسبقة”، وفق زعمه.

وردا على سؤال حول حصول مواطن على موعد عام 2024، قال المصدر: نعم هذا صحيح، لكن ما لم ينشر أن هذا المواطن تنتهي صلاحية جواز سفره الحالي عام 2024، وبناء على طلبه قامت المنصة بمنحه موعدا قبل انتهاء جواز سفره بفترة محددة حسب البرمجية، وغير صحيح أن المواعيد بلغت عام 2024 كما يتم الترويج له على بعض الصفحات، وهذا ما ينفيه المئات من المواطنين الذين حجزوا مواعيد على المنصة خلال اليومين الماضيين، وقد أكدوا ذلك على مواقع التواصل الاجتماعي وعبر تصريحات خاصة لـ “الحل نت”.

كما وأكد المحامي يامن الشفوني لوسائل الإعلام المحلية، أن “جواز السفر المستعجل الفوري غير متاح للجميع، هو فقط لحالات خاصة منها وجود إقامة خارجية و تأشيرة الدخول أو السفر لعقد الزواج أو للدراسة في الخارج أو للعلاج في الخارج”.

ووفق المصدر فقد لفت إلى أن المواعيد التي تمنح حاليا على المنصة هي مواعيد أولية وقد تتقلص فترة الانتظار مع زيادة عدد جوازات السفر المتوفرة والتي يتم طباعتها يوميا، مع التذكير إلى أن إدارة الهجرة والجوازات لا تزال تعاني من نقص في عدد الجوازات، لكن هذا النقص يتم تعويضه كل يوم مع تحسن التوريدات، على حد وصفه.

قد يهمك: جديد جواز السفر في سوريا.. السفر عبر الزمن ضروري!

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.